خبر اوباما يلعب بـ « يُخيل إلي »- إسرائيل اليوم

الساعة 08:46 ص|09 ابريل 2012

 

بقلم: بوعز بسموت

يجب ان نحيي الايرانيين، فقد وعدوا بألا يتخلوا عن تخصيب اليورانيوم، ووعدوا بألا يغلقوا منشأة فوردو تحت الارض التي بنيت سرا قرب مدينة قُم – وهم الى الآن عند وعدهم.

يتوقع ان تُجدد في نهاية الاسبوع، في اسطنبول كما يبدو، جولة محادثات مع القوى العظمى الست التي فشلت من قبل مرتين (في جنيف 2009 واسطنبول 2011). واوباما في الحقيقة مستعد لقبول ان تكون ايران ذات قدرة ذرية مدنية، لكن هذا لا يكفي طهران. وهكذا تكون الحال حينما يكون خامنئي على يقين من ان ايران هي القوة العظمى السابعة.

لا عجب من القلق في القدس. فعندنا من جهة ايران المصممة والجدية والمركزة، ومن جهة اخرى رئيس امريكي يُقال في فضله في الحقيقة انه يثير مطالب تلائم مطالب القدس لكنه يلعب بـ "يُخيل إلي" كما كانت الحال في 2009 بالضبط.

يؤمن اوباما حقا بأنه سينجح في ان يثني الايرانيين بعقوبات وتفاوض أو بتفاوض وعقوبات، ونُذكركم بأن الشعب الايراني في حزيران 2009 قد نزل في شجاعة كبيرة الى الشوارع للاحتجاج على سرقة الانتخابات الرئاسية. وتحول الاحتجاج الاخضر سريعا جدا الى احمر من الدم، لكن الادارة الامريكية كانت مشغولة جدا في اعداد المحادثات في جنيف مع نظام آيات الله الى درجة أنها ربما أضاعت فرصة اسقاط النظام. ورد نظام آيات الله على ذلك في جولتي المحادثات بانكار الجميل وباستخفاف ظاهر.

ونجحت الادارة الامريكية اليوم ايضا – بتسريب الانباء وبالتصريحات – في جعل الايرانيين يؤمنون بأنهم غير معرضين للاصابة وبأن مهاجمة مفاعلاتهم الذرية لا تقل خطرا عن القنبلة الذرية التي يعملون عليها. فلا عجب من ان رئيس البرنامج الذري في الجمهورية الاسلامية، فريدون عباسي، صرح أمس بأن طهران ترفض الطلبين الامريكيين وهما التخلي عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة واغلاق المنشأة الذرية في فوردو. ونقول بالمناسبة انه بعد يوم من نشر النبأ عن تجديد المحادثات مع ايران في نيويورك في الغد من لقاء اوباما مع نتنياهو، قال سفير ايران في باريس الكلام نفسه بالضبط. ولم يكن اوباما قد أدرك ان طهران عازمة على هدفها المطلوب وهو القنبلة الذرية.

ان ايران التي ترى نفسها القوة العظمى السابعة تلف بالضباب حتى موقع اللقاء مع "صديقاتها" من القوى العظمى. فتركيا التي تهدد دمشق لم تعد صديقة جيدة كثيرا لايران ولم تعد اسطنبول خيارا مؤكدا. فمرة تكون تركيا ملائمة واخرى تفضل بجين أو بغداد على اسطنبول. وفجأة أصبحت اسطنبول أمس خيارا مرة اخرى. وطهران لا تُظهر أنها في ضغط بل تتصرف بالعكس، مثل برنسيسة.

وفي الاثناء وبعيدا عن بيتنا وخبزنا الفطير، تشعر كوريا الجنوبية واليابان بالضغط لا بسبب استعدادات كوريا الشمالية لاطلاق صاروخ بالستي فقط بل بسبب برنامج كوريا الشمالية لتجربة ذرية ثالثة. وقد كشف براك اوباما بعد اشهر معدودة من دخوله البيت الابيض في نيسان 2009 في براغ عن حلمه بعالم خال من السلاح الذري. فمن ذا لم يتحمس آنذاك للوعود الساحرة! أيكون قد بدأ آنذاك لعبة "يُخيل إلي"؟.

يجب على اوباما صاحب الحلم ان يدرك ان كوريا الشمالية قد نفذت في فترة ولايته تجربة ذرية وان طهران لم تنحرف حتى الآن عن مسارها الذري. فما الذي يجب ان تفعله بعدُ الهوجاوان من الفصل الدراسي، ايران وكوريا الشمالية، لتُبينا لادارة اوباما انه حان الوقت لا للهجوم معاذ الله بل لوقف لعبة "يُخيل إلي" ببساطة؟.