خبر قصة احتيال جديدة.. سكان غزة لم يتعظوا من قضية الروبي والكردي

الساعة 02:25 م|08 ابريل 2012

غزة (خـاص)

قصة احتيال جديدة في غزة .. ضحيتها هذه المرة العشرات من المواطنين في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة .. القصة مشابهة تماما لقضية الاحتيال الكبيرة التي باتت تعرف في غزة بقضية الروبي والكردي ..

القصة من البداية يرويها لنا أحد ضحاياها فيقول :"بدأت قصتي مع الرجل (ص, أ) قبل سنتين ودفعت مبلغ حوالي 5 آلاف دولار على أن أربح كل شهر ما قيمته 150 شيقل, وخلال تلك الفترة كنت أحصل على المبلغ بانتظام إلى أن جاء الموعد الأخير في 5-4 هذا الشهر, حيث اكتشفت ومعي جميع الضحايا عدم مصداقية الشخص الذي وثقنا به منذ فترة كبيرة وخسرنا نقودنا.

وأوضح الضحية الذي رفض الكشف عن اسمه, أن الشخص المحتال يعمل في إحدى المؤسسات الدولية واحتال على المواطنين بمبلغ وقدره 8 مليون دولار, ولا يعلم أحد حتى الآن مصيره وأين هرب, على حد قوله.

ودعا الضحية الشرطة الفلسطينية بغزة للعمل الجاد لإلقاء القبض على المحتال (ص-أ) لأنه سرق أرواح الناس وأموالهم , قائلاً :" إذا خرجت أنا بصحتي فآخرين تقيؤوا الدم حينما سمعوا بهروب هذا المحتال.

وعن عدم الاعتبار من قصة الروبي والكردي, تغيرت نظراته وبدأ وجهه يحمر وابتسم ابتسامة حزينة, وقال: صحيح انتابني خوف ولكني وضعت أموالي مع شخص موثوق واستغربت كثيراً عندما سرق الأموال ولم أصدق بأنه محتال.

تجارة الأموال بشيء معلوم حرام

من جانبه أكد الداعية الإسلامي الشيخ عمر فورة, أن المتاجرة بالمال لها طرق شرعية متعددة وما يجري في المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة من متاجرة بالأموال مقابل شيء معلوم هو محرم شرعاً.

 وأوضح الشيخ عمر فورة في حديث خاص لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية", "أن الله سبحانه وتعالي منح عباده الأموال لتحقيق الأغراض المشروعة وهي على أوجه متعددة منها "المأكل", و"الملبس", و"المشرب", و"البناء", و"النفقة في سبيل الله تعالي", لا أن يستخدمها الإنسان للجشع والتكبر على عباد الله, فإما أن يميل بالمال إلى الخير أو يميل إلى الشر.

إما للفساد أو لبلوغ الجنة

وقال الشيخ فورة :"إن حب الإنسان للمال ليس له حد, فجميع العباد يحبون جمع الأموال, مستدلاً بذلك على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :"لو كان لابن أدم وادي من ذهب لتمنى أن يكون له وادي أخر".

وتطرق الشيخ الداعية, إلى قصة قارون الذي أنكر أنه رزق بماله من الله تعالي, فكان المال وبال على قارون وأمثاله, كما تحدث عن قصة الصحابي الجليل عبد الرحمن ابن عوف الذي تصدق وأنفق أمواله في فعل الخيرات فإما أن يكون المال أداة للفساد أو يكون أداة لبلوغ الجنة.

وأضاف, :"رغم المعاناة التي نعيشها في مجتمعنا في غزة ففقد منح الله الكثير من الناس المال وعندما حصل هؤلاء الناس على المال أُصيب بعضهم بالجشع, وبداءُ يغامرون بأموالهم بشتى الطرق متناسين الحلال والحرام, متابعاً قوله, :"أحياناً يضع الناس المال مع تاجر أو صراف عملة مقابل مبلغ معلوم خلال شهر أو عام وهذا الشيء حرام.

لو أمينة ما احتاجت سكينة

وقال :"إذا أراد الإنسان أن يتاجر بالمال فعليه أن يتاجر به مضاربةً من خلال الربح وخسارة, ويكون شريك بالربح والخسارة, مشيراً, إلى أن الكثير من الناس أصحاب النفوس الجشعة يتصيدون ويغرون الناس في بداية الطريق بإعطائهم مبالغ عالية ثم في نهاية المطاف يتبخر هذا المال كسراب مما ينتج عنه المشاكل الاجتماعية في المجتمع.

وعن عقوبة المحتال قال, :"المحتال سارق أموال الناس يجب أن تقطع يده", مبيناً أن الشرع أجاز قطع اليد لمن سرق ربع دينار أو أكثر", فاحتج بعض الناس, كيف تقطع يده وهو لم يسرق سوى ربع دينار فرد عليه أحد العلماء بالقول :"لو كانت يده أمينة ما أحوجت نفسها لسكينة, فلما كانت أمينة كانت ثمينة ولما خانت هانت".

الشرطة لم ترد

فيما ذكر مصدر موثوق لمراسلنا, أن عائلة الشخص (ص-أ) تفاجأت من فرار ابنها إلى مكان مجهول, مؤكداً, إلى أنه اتصل على عائلته من شريحة مصرية قبل هروبه وقال :"سامحوني لم أكن أتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد", كافة الأموال تبخرت.

وقال المصدر أن عائلته اكتشفت في منزله سجل أسماء سبعين شخصاً ولهم عليه مبلغ وقدره مليون و 300 ألف دولار ولكن العائلة تفاجأت بعشرات المواطنين يطالبون بحقوقهم من ابنهم الهارب. 

ومن الجدير ذكره أن وكالة فلسطين اليوم حاولت الاتصال على الجهات المختصة في الشرطة الفلسطينية بغزة اليوم الأحد للتأكد من صحة روايات المواطنين المختلفة إلا أن محاولاتها باءت بالفشل.