خبر يشمون انتخابات في الهواء -هآرتس

الساعة 09:00 ص|05 ابريل 2012

يشمون انتخابات في الهواء -هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل

        (المضمون: يحتمل أن تكون المشكلة السياسية رقم 1 لنتنياهو توجد لدى المستوطنين. فهو بالذات من بين الجميع لا بد يتذكر بانه في الجولة السابقة، في 1999 فقد ولايته بعد أن تبدد سحره في نظر المستوطنين - المصدر).

        العناوين الرئيسة في صحف أمس وإن كانت اعتقدت خلاف ذلك، الا ان الجلبة السياسية حول اخلاء البيت في الخليل تدل على أن أعضاء الائتلاف يشمون انتخابات في الهواء. في الوقت الذي يعلن فيه بنيامين نتنياهو بانه لا يعتزم تقديم موعد الانتخابات، فان حكومته تفقد السيطرة: وزراء ونواب من الليكود (اكثر بكثير من عصبة حوطوبيلي – دانون من الهوامش اليمينية) أموا البيت في زيارات تضامنية مع المستوطنين، وزير الدفاع استخدم الوحدة الخاصة "يسم" كي يسارع الى اخلاء الغزاة قبل ليل الفصح، أما وزراء الليكود الذين هاجموا باراك، مقللين لاعتبارات الراحة من دور نتنياهو في قرار الاخلاء.

        الاخلاء أمس استقبل بالمفاجأة سواء لدى المستوطنين أم لدى وزراء كبار في الليكود. أول أمس مساء، في جلسة الفريق الوزاري لشؤون الاستيطان، عرض باراك موقفه بشأن الحاجة الى اخلاء سريع، لاعتبارين: سلطة القانون (المستوطنون دخلوا البيت دون "إذن الصفقة" الضروري من الادارة المدنية) والتخوف من التصعيد في الوضع الامني في الخليل. الوزيران بوغي يعلون وبيني بيغن، اللذان لم يقبلا بالحجة الامنية، اقترحا التوسط الى حل وسط مع المستوطنين: اخلاء نزلاء البيت طواعية، مقابل وعد بان يستولي عليه الجيش الاسرائيلي في هذه الاثناء حتى استيضاح قانونية عملية الشراء. أما باراك فعارض، مدعيا بانه لا حاجة لطلب الحسنة ممن يجتازون القانون.

        وأخذ يعلون الانطباع بان الحسم تأجل، فما بالك أن النيابة العامة أعلنت هي أيضا بانه يمكن اخلاء المستوطنين من البيت في غضون 30 يوما من دخولهم، حتى 25 نيسان. ولكن صباح أمس ابلغ باراك نتنياهو بانه قرر الاخلاء الفوري. وعلل قراره بالتخوف من تدفق متزايد للسكان في الايام الوسطى للفصح. حتى لقاء مخطط له مسبقا بين باراك والمراسلين العسكريين، في الساعة الواحدة والنصف ظهرا، كان انتهى الاخلاء السريع لبضع قليل من النساء والاطفال الذين كانوا في البيت.

        نتنياهو سارع الى ايضاح التزامه بسلطة القانون، ولكن في نفس الوقت أعلن عن نيته "تبييض" ثلاث بؤر استيطانية قديمة (وفي واقع الامر عتيقة من التسعينيات) من خلال ربطها بمستوطنات مجاورة. وسيكون من المشوق أن نرى كيف ستعقب على ذلك ادارة اوباما. فاذا ما خرجت الخطة بالفعل الى حيز التنفيذ بغض نظر امريكي، فكفيل الامر بان يشهد على احتمال تبلور اتفاقات هادئة بين واشنطن والقدس في مسائل اخرى، وعلى رأسها شكل المعالجة للمشكلة الايرانية.

        وزراء الليكود، من يعلون وحتى ليمور لفنات، هاجموا خطوات باراك. يعلون عزا لباراك اعمال تلاعب، أوقعت في الفخ رئيس الوزراء أيضا. واتهم محيط وزير الدفاع وزير الشؤون الاستراتيجية "بسلوك يقترب من الغرابة". ومقارنة ببعض سابقاتها، تصرفت حكومة نتنياهو حتى وقت أخير مضى بانسجام نسبي بين مسؤوليها. اما هذا فيبدو أنه انتهى.

        الجدال في موقف الحكومة من المستوطنين شخصي في بعضه. باراك ويعلون يمقتان الواحد الاخر. ويقف الرجلان على طرفي المتراس في كل مسألة، من المستوطنين وحتى ايران. يعلوم مقتنع بان باراك يشعل الحرائق عن قصد، في كل مكان يحاول فيه هو، بيغن ونتنياهو اطفاءها. وبرأيه، يبادر باراك الى صدامات مع المستوطنين لاغراضه الخاصة ورفع شعبيته بين الجمهور، فيما يدعي تبني سلطة القانون. اما باراك فيشتبه بان الخوف من الفايغليين يؤثر على تفكر كبار الليكود. وعندما تكون الانتخابات التمهيدية تقترب، فان قادة الحزب يستقيمون مع خط اليمين المتطرف.

        المشكلة هي أن الوضع القانوني المركب على الارض لا بد سيولد خلافات كثيرة. فلا يدور الحديث فقط عن مستقبل البيت في الخليل. وعلى جدول الاعمال يوجد اخلاء بيوت كبيرة من الشقق في هأولبانا في بيت ايل، والذي كانت وزارة الدفاع تعهدت أمام محكمة العدل العليا على تنفيذه حتى 1 أيار.  وأمر رئيس الوزراء بايجاد حل يمنع هدم المنازل، ولكن بانتظاره في ذات المحيط مشاكل مشتعلة اخرى وعلى رأسها مستقبل ميغرون والبؤرة الاستيطانية المجاورة جفعات أساف. ويقلق نتنياهو الان من أحداث الاحتجاج الاجتماعي، من مصاعب الميزانية ومن قانون طال، ولكن يحتمل أن تكون المشكلة السياسية رقم 1 لديه توجد في المناطق لدى المستوطنين. فهو بالذات من بين الجميع لا بد يتذكر بانه في الجولة السابقة، في 1999 فقد ولايته بعد أن تبدد سحره في نظر المستوطنين.