يوم الطفل الفلسطيني يُصادف الخامس من ابريل

خبر في يومهم..« إسرائيل »تواصل استهدافها للأطفال واعتقالهم وسلب حقوقهم

الساعة 05:45 ص|05 ابريل 2012

غزة

أعرب الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، عن قلقه الشديد من استمرار " اسرائيل " في استهدافها للأطفال الفلسطينيين واعتقالهم الزج بهم في سجونها ومعتقلاتها سيئة الصيت والسمعة ،

وقال في بيان وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه: بأنها تقترف بحقهم ما لا يتخيله العقل البشري من اجراءات تعسفية وانتهاكات فاضحة وتعذيب قاسي وضغط وابتزاز ومساومة ، ومحاكمات جائرة ، مما يشكل خطرا على مستقبلهم المهدد بالضياع والدمار بما يخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية الطفل التي كفلت لهم حقوقهم .

 وأضاف : بأن أطفال فلسطين لم تشفع لهم طفولتهم وبراءتهم أمام عنجهية الاحتلال وبطشه ، فيما حقوقهم الأساسية تُسلب والاتفاقيات الدولية ذات الصلة تُضرب بعرض الحائط من قبل أدواته القمعية المختلفة .

جاءت تصريحات فروانة هذه في تقرير نشره اليوم بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني والذي يُصادف في الخامس من ابريل / نيسان من كل عام .

وأكد فروانة بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثنِ الأطفال يوماً من حملات اعتقالاتها الفردية أو الجماعية ، العشوائية أو المنظمة ، حيث اعتقلت عشرات الآلاف منذ العام 1967 ، فيما سُجل خلال انتفاضة الأقصى منذ 28 أيلول / سبتمبر2000 ولغاية اليوم ، اعتقالها لأكثر من تسعة آلاف طفل ممن هم دون الثامنة عشر من العمر من أصل خمسة وسبعين ألف عملية اعتقال للفلسطينيين ككل خلال نفس الفترة .

وبيّن فروانة  بأن " اسرائيل " لا تزال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها قرابة ( 190 ) طفلا ، في ظروف كتلك التي يُحتجز فيها الأسرى البالغين من حيث الأمكنة والقسوة والمعاملة اللا إنسانية ، وسوء التغذية والرعاية الصحية ، حيث لا فصل ما بين القاصرين والبالغين ، ولا فرق في المعاملة وقسوتها .

هذا بالإضافة لوجود مئات من الأسرى كانوا قد اعتقلوا وهم أطفال وتجاوزوا سن الطفولة وهم – ولا يزالوا - في السجون الإسرائيلية .

مؤكداً بأن الأطفال يتعرضون للتعذيب والضغط والابتزاز خلال التحقيق معهم ، حيث تكبل أيديهم وتعصب أعينهم ، ويُعتدى عليهم بالضرب المبرح ، ويتعرضون للصعق بالكهرباء ، ويجبرون على الوقوف عراة أو شبه عراة في البرد القارص وتحت أشعة الشمس الحارقة، ويحرمون من حقهم في التعليم ومواصلة تعليمهم الأساسي واستكمال مسيرتهم الدراسية ، وهذا يؤثر سلباً على مستقبلهم .

ويقتادون في أحيانا كثيرة للمستوطنات التي تتحول الى مراكز للتحقيق دون رقيب لانتزاع الاعترافات منهم  بالقوة وتحت الضغط والإكراه ، وأن جميع من اعتقلوا منهم قد تعرضوا لشكل من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي وفقا للتعريف الدولي للتعذيب ، فيما غالبية من اعتقلوا من الأطفال تعرضوا لأكثر من شكل ، ولم تعد صنوف التعذيب وأساليب التحقيق القاسية  حكرا على الكبار فقط بل طالت حتى الأطفال الصغار.

ورأى فروانة بان الخطورة تكمن أيضا في أن القضاء الإسرائيلي يعتمد على ما أنتزع منهم من اعترافات بغض النظر عن الطريقة أو الآلية التي انتهجت لإجبار الطفل للإدلاء بتلك الاعترافات  ، ويتم اعتمادها كمستند إدانة حتى وان لم يكن قد اقترفها الطفل أصلا ، وتصدر المحاكم العسكرية أحكامها بحقهم لسنوات طويلة وتصل في بعض الأحيان للسجن المؤبد لمرة أو لمرات عدة .

مؤكداً على تلك الممارسات تتنافى وبشكل سافر مع اتفاقية الطفل التي نصت في مادتها ( 37 ) على ( ألا يعرض أي طفل للتعذيب أو لغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. ولا تفرض عقوبة الإعدام أو السجن مدي الحياة بسبب جرائم يرتكبها أشخاص تقل أعمارهم عن ثماني عشرة سنة دون وجود إمكانية للإفراج عنهم .

 (ب) ألا يحرم أي طفل من حريته بصورة غير قانونية أو تعسفية. ويجب أن يجرى اعتقال الطفل أو احتجازه أو سجنه وفقا للقانون ولا يجوز ممارسته إلا كملجأ أخير ولأقصر فترة زمنية مناسبة .

 (ج) يعامل كل طفل محروم من حريته بإنسانية واحترام للكرامة المتأصلة في الإنسان، وبطريقة تراعى احتياجات الأشخاص الذين بلغوا سنه. وبوجه خاص، يفصل كل طفل محروم من حريته عن البالغين ) وغيرها من الحقوق الأساسية الواضحة .

وأضاف فروانة بأن " اسرائيل " ومن خلال ممارساتها بحق الأطفال تضرب بعرض الحائط تلك الإتفاقية وما حملته من مواد ونصوص وحقوق اساسية ، وتخالف قواعد القانون الدولي ، التي شددت على أن السجن هو الملاذ الأخير ولأقصر فترة ممكنة بالنسبة للأطفال ، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي جعلت من اعتقال الأطفال الفلسطينيين الملاذ الأول وليس الأخير ولأطول فترة ممكنة ، وأن تصرفاتها واجراءاتها بحقهم بعد اعتقالهم وخلال استجوابهم واحتجازهم يخالف مجموعة كبيرة من القواعد القانونية الدولية التي أقرها المجتمع الدولي والتي تكفل لهم حقوقهم وتحترم طفولتهم .

وناشد فروانة كافة المؤسسات التى تعنى بالأسرى عموماً ، وبالأطفال خصوصاً للتحرك الجاد والفوري لإطلاق سراح كافة الأطفال ووضع حد لإستهداف طفولتهم، وإنقاذ مستقبلهم من بطش الاحتلال وعنجهيته .