خبر ليس انتصارا حقيقيا بعد -معاريف

الساعة 08:57 ص|04 ابريل 2012

ليس انتصارا حقيقيا بعد -معاريف

بقلم: بن – درور يميني

        (المضمون: قرار المحكمة في لاهاي يوضح بأن السلطة لا تزال تخوض حرب الابادة ضد اسرائيل. الارهاب لم يوفر البضاعة وبالتالي يأملون ان يحصل هذا في ساحة التشهير - المصدر).

        كان يمكن لهذا أن ينتهي بشكل مختلف، لو كان تسيطر على المحكمة في لاهاي نزعة الفاعلية القضائية. عندنا، كما هو معروف، تم توسيع حق الاستحقاق لكل مدعٍ. عندنا حتى مصطفى الديراني، رجل حزب الله، حصل على الحق في رفع الدعوى ضد دولة اسرائيل. في لاهاي لا يزالون يحافظون على أنظمة القانون وحسن أن هكذا. السلطة ليست دولة بحيث أن ليس لها حق الادعاء. وعليه لا يوجد ما يدعو الى الركون الى أكاليل الغار. هذا انتصار، ولكن الانتصار الحقيقي لا يزال في موضع الانتظار.

        ينبغي أن نذكر بشيء ما: الكثيرون في السلطة الفلسطينية، تلك التي رفعت الدعوى على اسرائيل، شجعوا اسرائيل على سحق حماس. وقد خاب أملهم. اسرائيل تصرفت برقة كبيرة أكثر مما ينبغي على حد رأيهم. وقد خشوا من أن تكشف اسرائيل معلومات لديها عن هذه الضغوط. بل ربما أشرطة تسجيل. في نهاية أيلول 2009 بعد نشر تقرير غولدستون، سحب الفلسطينيون أنفسهم الطلب الذي رفعوه الى مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة، لتبني التقرير بنصه. وعندما طلبت السلطة الاعتراف بها كدولة، كانت محاولة للوصول الى حل وسط: الاعتراف بدولة شريطة الا تتبنى السلطة الحق الذي يمنح لها كي ترفع الدعاوى ضد اسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاي.

        قرار أمس يوضح بأن السلطة تواصل حرب الابادة التي تقودها ضد اسرائيل. الارهاب لم يوفر البضاعة. ربما كما يأملون، هذا سيحصل في ساحة التشهير. وهم يريدون جعل اسرائيل جنوب افريقيا. أمس خسروا في المعركة. الحرب مستمر بكامل ضراوتها.

        تقرير غولدستون قضى بان اسرائيل ارتكبت جرائم حرب. هذه الوصمة لا زالت معنا. الادعاء المركزي في التقرير كان: "اسرائيل أصابت عن عمد مدنيين أبرياء". ادعاء عسير. فور تقريره الطويل، اجريت مقابلات صحفية مع القاضي ريتشارد غولدستون في وسائل اعلامية كثيرة. يونيت ليفي سألته عن الجيش الامريكي. فأجاب غولدستون لم أحقق في الجيش الامريكي. بيل موارس من شبكة (PBS) التلفزيونية العامة في امريكا عرض عليه بالضبط ذات السؤال: كيف تدعي بان اصابة المدنيين هي دليل على جرائم الحرب، عندما يكون كل جيش، بما فيه الجيش الامريكي، يصيب المدنيين أيضا؟ هل يجب أخذ الولايات المتحدة أيضا الى المحكمة في لاهاي؟

        وكان جواب غولدستون على نحو مفاجيء بعض الشيء، مختلف تماما، فقد أجاب موارس بان "الجيش الامريكي كان متطرفا في حمايته للمدنيين الابرياء". كما ذكر أيضا ميادين قتال اخرى، مثل كوسوفو كي يثبت ادعائه بالفارق بين الجيش الاسرائيلي الوحشي وبين الجيش الامريكي وجيوش اخرى.

        لندع للحظة حقيقة أن غولدستون غير روايته، وانتقل من عدم المعرفة عن الجيش الامريكي الى جواب قاطع عن ذلك سبق أن كان يعرفه. غير أن غولدستون كذب. ببساطة كذب، فهو لم يجرِ أي فحص. فور استماعي بانصات لجواب غولدستون المنمق، أجريت بنفسي الفحص البسيط. كم عسكريا ومدنيا قتلوا في ميادين قتالية مشابهة لرصاص مصبوب في غزة؛ في الشيشان؛ في الفالوجة؛ في سريلانكا؛ وفي سهل الوالي في الباكستان. وبالفعل، كانت النتيجة لا لبس فيها. اسرائيل تصيب، بشكل نسبي ومطلق، بعدد أقل من المقاتلين او الارهابيين وبعدد أقل من المدنيين – مقابل الجيوش الاخرى، بما في ذلك الجيش الامريكي.

        غولدستون لم يجرِ أي فحص مقارن. فقد امتشق الجواب الذي ينقذه من السؤال الصحيح. ولما كان كل من سأل لم ينفذ فحص مقارنة، بقي جواب غولدستون في الهواء كحقيقة لا جدال فيها. صحيح أن غولدستون نفسه تراجع، ولكن هذا كان لاسباب اخرى. في الموضوع الجوهري لا يزال يحتاج الى طلب المغفرة.

        في رصاص مصبوب كانت ايضا حالات شاذة. كل فحص مقارن يوضح بان الحديث يدور عن حالات شاذة اقل مقارنة مع كل جيش آخر. الشيشان ليست أكبر من غزة. ولكن في جولتي القتال اللتين كانتا هناك قتل ما لا يقل عن 80 ألف شخص. معظمهم مدنيون. الفالوجة أصغر من غزة. عندما سيطر الجهاديون عليها، شرع الجيش الامريكي برد عديم الرحمة يضع في الضوء السليم الرد الاسرائيلي. في سريلانكا صفى الجيش 40 الف شخص في إطار سحق النمور التميليين. هذا حصل بعد وقت قصير من رصاص مصبوب.

        مجلس حقوق الانسان، الذي قرر مسبقا بان اسرائيل ارتكبت جرائم حرب وعين لجنة غولدستون، أغدق الثناء على عملية الهجوم في سريلانكا.

        الاسرة الدولية تحولت الى عش أفاعي لانه تسيطر عليها أغلبية من الدول الظلامية. هذا لا يعني أنه يجب التنازل. بل العكس. يجب طرح الحقائق. ومع كل الاحترام للانتصار الفني، لا حاجة ابدا للاكتفاء بذلك. لا احتمال للانتصار في مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة. الاغلبية هناك تلقائية. هذا لا يعني انه يجب التنازل عن المعركة.