خبر مع الاصبع على زر التشغيل- يديعوت

الساعة 08:39 ص|03 ابريل 2012

مع الاصبع على زر التشغيل- يديعوت

بقلم: سمدار بيري

¬يوصى دائما عند المستبدين بمتابعة من هو في المكان الثاني. فالحاكم يكون في المقدمة، تُغرقه التشريفات والاحترام، ويحرص على التملق في الحلقة القريبة وأن يقولوا له فقط ما يود سماعه، ولا يصرف حتى للحظة واحدة عينيه عن نائبه المتآمر الذي يقوم بالعمل الاسود بعيدا عن أضواء المصابيح. وهذا ما يحدث الآن في مصر التي تتأرجح بين المجلس العسكري (المؤقت؟ ليس هذا مؤكدا) وحركة الاخوان المسلمين التي استولت على أكثر مقاعد مجلس الشعب.

في نهاية الاسبوع حطموا قواعد اللعب المتوتر تمهيدا للانتخابات الرئاسية. فقد وعد "الاخوان" بصوت عال وعلى كل شاشة تلفاز بعدم ترشيح مرشح منهم. وأعلن محمد بديع، الزعيم في المقدمة، بلغة واضحة أنه يدرك الآثار الشديدة الوقع للصورة والعلاقات الخارجية والاقتصاد والسياحة وجهود المجيء بمستثمرين وانشاء صورة "ربيع" وديمقراطية، اذا كان رئيس مصر القادم متماهيا مع "الاخوان". وكلما ازدادت المنافسة حدة، يبدو أنه يتم الاتفاق على مرشح بين الجنرالات والاسلاميين وعلى صفقة محبوكة: فبعد ان يقلصوا صلاحيات "الرئيس" ستُدار أمور مصر بين اربع جهات هي مجلسا النواب والحكومة واجهزة الجيش والقصر.

لكن ظل "الأخ" الكبير يصر على التشمير. سجل خيرت شاطر، وهو مهندس في تخصصه، رقما قياسيا: فقد لبث 12 سنة وراء القضبان ولم يسترح لحظة. وقد طارد ثلاثة رؤساء في مصر – عبد الناصر والسادات ومبارك خاصة – الشاطر بسبب تصوره العام الذي لا هوادة فيه وهو ان الاسلام هو الدولة وبالعكس، وان الشريعة الاسلامية يجب ان تحكم الحياة اليومية. وهو شخصية تثير الاهتمام ومركبة. وهو مثقف (حاصل على اربعة ألقاب اكاديمية)، حسن الكلام وذكي، لكنه ذو تصور عام متشدد. وهو رجل اعمال لوذعي انشأ امبراطورية من شركات حافلات وأدوية وأثاث وملابس ومشاريع زاهرة في الهاي تيك – وأنفق من الملايين التي جمعها على حروب "الاخوان" لسلطة مصر "الكافرة". وفي عصر مبارك جندوه لاجراء الحوار مع مئات السجناء السياسيين مثله للبرهان على أنه يمكن انشاء وجه معتدل ايضا والتنديد بالعنف خاصة بالحركة التي نشأ منها قتلة الرئيس السادات.

ان تصريح الشاطر المفاجيء بنيته وأنه يقبل حكم الحركة وينافس في منصب الرئيس القادم، أدخل مصر في دوار. فالبورصة ترد بعصبية، ويرتعد 11 مليون قبطي خوفا، ويشعر الشباب في حركة الاخوان المسلمين بأنهم خدعوهم، ووسائل الاعلام في بلبلة. ولم يقرر المتظاهرون في ميدان التحرير بعد من الذين سيكتبون الشعارات المضادة فيهم وكيف سيرد الجيش حينما يتدفقون مرة اخرى على الشوارع ليعلنوا قولهم: "نحن ايضا على الخريطة". ان أسهل شيء عليهم في الاثناء ان يبرزوا ان "اسرائيل قلقة جدا" من المرشح الاسلامي للرئاسة.

ان مصر ما بعد مبارك تنشيء دراما بايقاع قاتل. وتتحدث نظرية المؤامرة المتداولة كثيرا عن اجراء مخطط له لترشيح الشاطر لتوزيع الاصوات بين اربعة مرشحين قفزوا من الحركة الاسلامية وللافضاء مع النبش الخفي في صناديق الاقتراع الى فوز المرشح الذي تفضله الاجهزة العلمانية مثل عمر سليمان أو شخصية عامة تطفو فجأة قبل فتح صناديق الاقتراع بلحظة في نهاية الشهر القادم.

سيكون من المثير للاهتمام ان نتبين هل تُغلق الدائرة لأن سليمان لم يُخف قط اشمئزازه وارتيابه بالحركات الاسلامية. لكن اذا فاز "الأخ الكبير" من القاهرة فسيصبح هذا كابوسا علينا. فسيُصبغ القصر والحكومة ومجلس الشعب بالصبغة نفسها وتُنشد اللحن نفسه. من كان يُصدق أن عمرو موسى المرشح الذي تقدم بفرق كبير جدا في جميع استطلاعات الرأي يصبح الحلم اللذيذ للاسرائيليين؟.