خبر ليس ضربة واحدة وانتهينا- معاريف

الساعة 08:38 ص|03 ابريل 2012

ليس ضربة واحدة وانتهينا- معاريف

بقلم: دنيس روس ودافيد مكوفسكي

        (المضمون: كلما كانت هذه الجداول الزمنية منسقة وكلما فهمت طهران هذا الواقع، يكون معقولا أكثر ان يرى الايرانيون بانهم اذا ارادوا الامتناع عن القوة التي ستستخدم ضدهم فانهم ملزمون بان يستخدموا السلم الدبلوماسي الذي تعرضه الولايات المتحدة - المصدر).

        كُتب الكثير حتى الان عن الفوارق في الرأي بين اسرائيل والولايات المتحدة في مسألة النووي الايراني، ولكن اللقاء الاخير بين الرئيس اوباما ورئيس الوزراء نتنياهو أضاء أيضا نقاطا أساس من التقارب: فكلاهما يتفقان على أن الهدف هو المنع، ليس الاحتواء، وأن ايران نووية من شأنها أن تشعل سباق تسلح في منطقة خطيرة. خطر الحرب النووية في الشرق الاوسط هو عمليا السبب الذي جعل اوباما يشير الى أن الموضوع هو "مصلحة امريكية قومية".

        لهذا السبب فان المسألة الايرانية تحمل مسؤولية عالمية. من المهم ان تستقبل كل عملية عسكرية في الاسرة الدولية كنتيجة مباشرة للعناد الايراني. اذا كان استخدام للقوة، فيجب لهذا أن يكون لان ايران هي التي جلبته على نفسها. في ظروف من هذا القبيل منطقي أكثر بكثير أن بعد الهجوم سيكون العالم قادرا على أن يواصل العقوبات والعزلة الدولية لايران، وكلاهما حيويان لمنع ايران من اعادة بناء برنامجها النووي.

        مع المحادثات بين ايران والدول الاعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الامن في الامم المتحدة وألمانيا، والتي يفترض ان تبدأ في 13 نيسان، ثمة حاجة لتبديد الخوف الاسرائيلي من أن تستمر المحادثات الى ما بعد النقطة التي يكون لا يزال ممكنا فيها استغلال الخيار العسكري. عدد من الخطوات يمكن ان توفق بين الجداول الزمنية لاسرائيل وللولايات المتحدة مع النشاط الدبلوماسي المستمر.

        أولا، على واشنطن أن تضمن لاسرائيل ان الولايات المتحدة ستبحث عن أدلة ملموسة على أن ايران تعتزم الايفاء بتعهداتها بالنسبة للبرنامج النووي. ثانيا، محافل رسمية أمريكية يتعين عليها أن تبحث مع الاسرائيليين في هذه المؤشرات والتشاور معهم بشأن المحادثات. ثالثا، على واشنطن ان تبحث مع اسرائيل في الجدول الزمني الذي في إطاره ينبغي للمحادثات أن تتقدم بما فيه الكفاية كي تبرر استمرارها. رابعا، الولايات المتحدة ملزمة بأن توضح بشكل علني بانه طالما كانت جدية في نيتها اعطاء فرصة للدبلوماسية، فان لن تكون مشاركة في عملية مزيفة يكون فيها الزمن للدبلوماسية نفد والبديل هو الخيار العسكري. ولما كانت اسرائيل هي الدولة الوحيدة التي عادت ايران لتهدد "بمحوها من الخريطة"، فانه منطقي فقط ان يكون لها ما تقوله بالنسبة لاهداف الدبلوماسية والجدول الزمني لتقدم المحادثات. كلما شعر الاسرائيليون بان الاخرين يراعون أراءهم فانهم سيميلون الى اعطاء الفرصة للدبلوماسية للعمل قبل التوجه الى استخدام القوة. على اسرائيل أن تفهم بانه اذا ما فشلت الدبلوماسية واستخدام القوة يتبين كضروري، فان السياق الذي سيستخدم فيه هذا الخيار هو سياق حرج. هجوم على ايران كفيل بان يكون محدودا في جدواه اذا لم تأتي بعده عقوبات دولية تمنع طهران من اعادة بناء قدرتها النووية.

        ممكن التوافق بين ساعتي الولايات المتحدة واسرائيل ومنح الدبلوماسية فرصة للعمل. بشكل مفعم بالمفارقة، كلما كانت هذه الجداول الزمنية منسقة وكلما فهمت طهران هذا الواقع، يكون معقولا أكثر ان يرى الايرانيون بانهم اذا ارادوا الامتناع عن القوة التي ستستخدم ضدهم فانهم ملزمون بان يستخدموا السلم الدبلوماسي الذي تعرضه الولايات المتحدة.