خبر «مسيرة القدس» على نهر الأردن رسالة تحذير للاحتلال

الساعة 07:26 م|30 مارس 2012

فلسطين اليوم

  • احتشد عشرات الآلاف من الأردنيين والعرب والأجانب واليهود على الضفة الشرقية لنهر الأردن في ما أطلق عليه اسم «مسيرة القدس العالمية» التي انطلقت في ذكرى «يوم الأرض»  من كل المناطق الحدودية المتاخمة للأراضي الفلسطينية المحتلة (دول الطوق) ودول أخرى للتضامن مع الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الصهيوني.

    ففي منطقة الأغوار الأردنية، تجمع منذ ساعات الصباح اكثر من 30 ألف شخص في الساحة المقابلة «لمغطس السيد المسيح» على بعد كيلومترين من نهر الأردن يتقدمهم قادة الأحزاب والنقابات الأردنية وبمشاركة 80 وفداً من ناشطي السلام والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني من عرب وأجانب، بمن فيهم وفد من حركة «ناطوري كارتا» اليهودية المعادية للصهيونية وإقامة دولة إسرائيل. كما تحركت في الوقت نفسه مسيرة في الجهة المقابلة من منطقة أريحا الفلسطينية.

    وقبل بدء الفعاليات، وقعت مشاده كلامية محدودة بين عدد من الشباب ولجان تنظيم المسيرة عندما حاول البعض طرد وفد حركة «ناطوري كارتا»، وهو وفد يضم أربعة حاخامات ويشارك في المسيرة تعبيراً عن دعم الحق الفلسطيني، إذ احتج الشبان على كونهم يلبسون الملابس الدينية اليهودية، فيما رفع الحاخامات الأعلام الفلسطينية ولافتات بالعربية والإنكليزية والعبرية تقول: «اليهودية تطالب بالحرية للقدس وكل فلسطين». واعتبر الحاخام فيلدمان أن مشاركتهم في المسيرة تأتي لدعم الفلسطينيين ومن أجل تأكيد أن «اليهودية تختلف عن الصهيونية» وأضاف: «نحن ضد الصهيونية ومع حقوق الفلسطينيين».

    وأكد المنسق العام للمسيرة ربحي حلوم: «ليس من هدف المسيرة اقتحام الحدود»، لافتاً إلى أنها تهدف إلى إيصال ثلاث رسائل للمجتمع الدولي، أولها أن القضية الفلسطينية ليست شأناً فلسطينياً وإنما هي قضية عالمية، وإظهار عجز الآلة العسكرية الإسرائيلية أمام الجماهير، والتذكير بأن الاحتلال الإسرائيلي زائل لا محالة.

    وحاول مئة شاب أخذتهم الحماسة كسر الطوق الأمني والركض فرادى باتجاه النهر من اجل الوصول إلى الأراضي المحتلة، واشتبكوا مع قوات الأمن التي أعادتهم، فيما طالب عريف الحفلة نقيب المهندسين عبدالله عبيدات بـ «عدم إخراج المسيرة عن أهدافها» وخاطب الشباب: «يوم اجتياز الحدود سيأتي لا محالة».

    وألقى المراقب العام لجماعة «الإخوان المسلمين» الدكتور همام سعيد خطبة الجمعة، مؤكداً أن تحرير الأقصى والمقدسات «بات قريباً بعد أن بدأت الشعوب تتحرر من طواغيتها». وأضاف: «بعد عام من الربيع العربي، وبعد تحرر الشعوب من طواغيتها، تتطلع الأمة الإسلامية الآن إلى تحرير القدس والمقدسات». وحذر الحكام من التلاعب بمصير الشعوب، قائلاً: «كفاكم عبثاً بمقدرات شعوبكم وانظروا إلى القدس كيف تهود وتدنس». وأضاف أن «هذه المسيرة ما هي إلا رسالة تضامن من آلاف الأردنيين وغيرهم من شتى بقاع الأرض مع الشعب الفلسطيني المرابط على ارضه والمناضل من اجل تحريرها».

    وقال حلوم في كلمة افتتاحية ألقاها في الحشود المتجمهرة قبالة الحدود مع الأراضي المحتلة: «اسمحوا لي أن ارحب بضيوفنا الوافدين إليكم من القارات المختلفة ممثلين لأكثر من 80 دولة، والحاملين معهم صرخة أكثر من مليوني متضامن يشاركوننا مثل هذه المسيرات في العواصم العالمية وفي دول الطوق». وأضاف: «في يوم الأرض الذي تعمد فيه أهلنا المنزرعون في ارضهم بدماء آبائهم، نحييهم جميعاً باسم كل هذا التضامن العالمي الذي يؤسس لحراكات شعبية عالمية ذات أنماط متعددة ترفد إرادة التحرير بزخم يختصر المسافات نحو تحرير القدس وفلسطين».

    وقال رئيس الوزراء الأردني السابق أحمد عبيدات الذي ألقى كلمة الأردن إن «القدس ما زالت عربية صامدة منارة للأجيال وحافزاً لتحرير كل المقدسات من الاحتلال الغاشم». وأشار إلى أن «الاستقرار في المنطقة لن يتحقق من دون تحرير القدس»، وأنه «لا أحد يملك حق التنازل أو التفريط بالقدس أو بفلسطين».

    وقال رئيس الوفد الهندي سان آغناش: «أتينا من أرض غاندي لأعبر لكم عن نصرة الشعب الهندي للشعب الفلسطيني ولقضية المسلمين جميعاً التي تتمحور حول تحرير القدس». وأضاف: «تاريخ نصرة أهل الهند للقضية الفلسطينية قديم منذ أن قال غاندي فرنسا للفرنسيين، وبريطانيا للبريطانيين، وفلسطين للفلسطنيين والعرب والمسلمين».

    وحمل المتظاهرون في المسيرة لافتات دعت إلى «تحرير القدس وفلسطين من الاحتلال الإسرائيلي»، وأخرى تدعو الأنظمة العربية إلى «موقف صارم من إسرائيل»، ورفعوا الأعلام الأردنية والفلسطينية. وهتفوا بـ «علا يا بلادي علا الموت ولا المذلة»، و«مين قال الشعب مات»، و«مين داير بالشتات»، و«أين الجامعة العربية من القدس».

    وكانت السفارة الأميركية في عمان حذرت رعاياها في الأردن من التوجه إلى «المغطس» أو البحر الميت في وقت يتزامن مع المسيرة. وشهدت منطقة الكفرين وجوداً أمنياً مكثفاً وحضوراً إعلامياً لافتاً من دون أن تسجل حوادث أو خروق، فيما شهدت طريق عودة المعتصمين إلى عمان ازدحاماً شديداً أمام الباصات والسيارات التي كانت عائدة على امتداد كيلومترات.