خبر احتضنوا نتنياهو وسيصوتون لاوباما- يديعوت

الساعة 09:13 ص|27 مارس 2012

احتضنوا نتنياهو وسيصوتون لاوباما- يديعوت

بقلم: سيفر بلوتسكر

        (المضمون: الهوة التي تفصل بين الجيل الشاب الجديد من يهود الولايات المتحدة وبين الرأي العام الاسرائيلي واسعة عميقة لا تتعلق بمسألة التهويد ومسألة هجرة يهود اثيوبيا ولا تأييد الهجوم على ايران فقط بل تتعلق أكثر من كل ذلك برفض مشروع الاستيطان - المصدر).

        قال مفكر امريكي مؤخرا في مقابلة صحفية: اذا هُدمت اسرائيل من أساسها "فلن أشعر بأنني يهودي كامل". سينقص شيء ما من كمال ذلك المفكر اذا وحينما تنتهي حرب يأجوج ومأجوج في الارض المقدسة وتختفي اسرائيل عن وجه البسيطة. واليوم كما كانت الحال دائما فان يهود الولايات المتحدة هم "قبل كل شيء امريكيون... امريكيون قبل كل شيء وبعد كل شيء وفي كل وقت"، كما قال في قوله المشهور الحاخام ستيفن فايس زعيم يهود الولايات المتحدة في المؤتمر اليهودي الامريكي الذي تم في آب 1943 وكان يرمي الى ان يُنبه الرأي العام من جديد الى فظائع النازيين.

        منذ ذلك الحين زادت فقط المشايعة الشاملة ليهود الولايات المتحدة لامريكا. يزور قليلون منهم البلاد وينظر قليلون الى اسرائيل باعتبارها خيارا للعيش فيها. وانقطع الكلام في "الولاء المزدوج"؛ والآلاف الذين حضروا مؤتمر "ايباك" يُحدثون عرضا باطلا وكأن ولاء اليهود هناك مقسوم بالتساوي بين بلادهم واسرائيل، وهذا خطأ لأننا اذا استثنينا قلة من الصهاينة ذوي التحقيق ممن يجلسون على الحقائب، فان يهود امريكا يرون أنفسهم مخلصين لامريكا فقط، وليس الحديث عن الجيل الشاب فقط لأن الجيل الأوسط ايضا لا يشعر نحو اسرائيل بأكثر من شعور بقرب بعيد وهو مستعد لأن يدافع بما أوتي من قوة عن مصالح اسرائيل ما بقيت تطابق مصالح امريكا، أما في حال التصادم فلا شك في أي الولاءين سيغلب، أعني الولاء الامريكي.

        يتجلى تباعد يهود امريكا الذي أخذ يزداد عمقا ايضا في اسلوب انتخاباتهم. ان النسبة الكبرى من اليهود كما تُبين اليوم استطلاعات الرأي العام تنوي ان تصوت في الانتخابات القريبة للرئاسة لاوباما برغم التوتر بينه وبين رئيس الوزراء نتنياهو. ولا تساعد كل الخطب الموالية لاسرائيل لمرشحي الحزب الجمهوري ولا تُجدي تصريحاتهم التي تؤيد هجوما امريكيا على ايران. ان يهود المدن الكبرى في الولايات المتحدة يصغون اليهم في رضى ويصفقون وربما يذرفون الدموع ايضا، لكنهم لا يتخلون عن تأييدهم للحزب الديمقراطي خاصة. لأنهم "قبل كل شيء وبعد كل شيء" امريكيون. ولهذا في الاختيار بين نتنياهو واوباما، احتضنوا نتنياهو وسيصوتون لاوباما.

        ان التصويت للديمقراطيين قوي بصورة خاصة بين بنات وأبناء الجيل الأفتى ممن أعمارهم في العشرين والثلاثين. وليس التضارب بين بيبي واوباما موجودا عندهم، فهم اوباما.

        وعلى نحو أشد مفارقة بقليل تتابع هذه المجموعة ما يجري في البلاد في حرص أكبر من حرص الآباء، لكن بعين انتقادية جدا. يجب على طالب جامعي أو محاضر شاب يهودي في جامعة امريكية ان يهتم باسرائيل لأنه لا يمكن غير ذلك في بيئته الثقافية، فاسرائيل هي موضوع للنقاش الدائم في الجماعة الاكاديمية الامريكية. وهم يتوقعون منه ان يعلم، وهو يعلم ما الذي قاله أمس بالضبط في الكنيست ممثل المستوطنين وما هي حيل تهرب الحكومة من قرار محكمة العدل العليا الأخير المتعلق بميغرون. ومن المفهوم من تلقاء ذاته ان عنده رأيا مبلورا في هذه الأحداث وهو رأي سلبي.

        ان الهوة التي تفصل بين الجيل الجديد من يهود الولايات المتحدة وبين الرأي العام الاسرائيلي ليست هي في مسألة التهويد كما تقضي الشريعة ولا في مسألة هجرة يهود اثيوبيا ولا في تأييد الهجوم على ايران. ان الموضوع الأكثر اختلافا فيه هو المشروع الاستيطاني. ففي حين اعتاد الاسرائيليون من اليسار ايضا على المستوطنات وأصبحوا يرونها جزءا من حياتنا مثل الضريبة المرتفعة على السيارات، يرى اليهود الامريكيون الشباب ان المستوطنات هي الوصمة الاخلاقية السوداء على ضمير اسرائيل. انها ظاهرة استعمارية لا يمكن الدفاع عنها تناقض مصلحة اسرائيل الجوهرية باعتبارها دولة الشعب اليهودي. وهم لا يرون المستوطنات عقبة أمام السلام بين اسرائيل والفلسطينيين فقط بل عقبة ايضا أمام السلام بينهم وبين اسرائيل. وغضبهم علينا يزداد قوة، ويتعمق معه الشعور بالاغتراب عنا الى درجة صدور ذلك القول البائس للمفكر اليهودي الامريكي من اليسار المعتدل الذي قال ان القضاء على اسرائيل لن يسبب له سوى "عدم كمال شخصي".