خبر الانتفاضة التالية- معاريف

الساعة 10:27 ص|22 مارس 2012

الانتفاضة التالية- معاريف

بقلم: أرال سيغال

(المضمون: الاجندة في وسائل الاعلام الاسرائيلية بالنسبة للمتسللين تشكل خليطا من المواقف العاطفية السطحية، الجهل، تآمر المقاهي والسلامة السياسية المخصية. ولكن انتظروا، عندما تندلع انتفاضة المتسللين، وهي ستندلع، ستنطلق وسائل الاعلام برقصة الجلد الذاتي - المصدر).

        قبل نحو سنة كتبت هنا: "يمكنكم أن تمسكوني بكلمتي. دولة اسرائيل، مع ابتسامة غبية على الوجه، تحفر لنفسها قبرا ديمغرافيا. المرض يتسلل، العلائم واضحة ولكن الجمهور لا مبالٍ. أساسا لان المتسللين لم يتجاوزا بعد خط بارليف برجوازية غوش دان... الاعلام، كناطق بلسان التخب، مكبل فكريا بالسلامة السياسية ويرفض اعطاء منصة نزيهة ووزن حقيقي للتهديد...".

        ولم يتغير الكثير. الحكومة وإن كانت بدأت ببناء جدار، ولكن وتيرة التسلل تصاعدت. فاذا كان قبل نحو أربع سنوات يدخل 400 متسلل في الشهر، فالمعطيات اليوم تتحدث عن قرابة 4 الاف في الشهر. واليد لا تزال ممدودة. كل مبادرة من الحكومة باعادة لاجئين الى افريقيا تعتبر في نظر منظمات حقوق الانسان كمس فاشي بحقوق الانسان. ومؤخرا فقط نشرت عريضة لمفكرين من اليسار تدعو الى عدم اعادة 700 متسلل الى جنوب السودان. ذات الشخصيات الذين يدعون صبح مساء لاقامة دولتين للشعبين، يسحبون البساط من تحت أقادم وجود دولة يهودية.

فضلا عن ذلك، اذا كان اليوم يدعو عاموس عوز وأ. ب يهوشع الى منح ملجأ للاجئين من افريقيا، فغدا سيطالب لاجئون فلسطينيون من سوريا بقطعة من البلاد. آخلاقيا حجتهم أقوى. القاسم المشترك بين المنظمات العاملة من أجل مهاجري العمل من افريقيا، باستثناء حقيقة أنهم مدعوون بالطبع من الصندوق الجديد لاسرائيل، هو ايديولوجيا تقدس جدول الاعمال المدني لدولة اسرائيل. اليوم يوجد منهم من يتحدثون على رأس الاشهاد عن منح حقوق مقيم لمتسللي افريقيا، وغدا سيرفعون الالتماسات الى محكمة العدل العليا مطالبين بمنح الغزاة المواطنة.

دولة اسرائيل لم تقم من أجل توفير عمل لمهاجرين أفارقة. ورغم وجه الشبه الشاعري والرومانسي الذي تحاول جمعيات مختلفة اضفاءه على المهاجرين الافارقة، فان معطيات الجريمة التي نشرت أمس تثبت بأن أرجلنا غارقة في برميل من البارود. ولكن الواقع يعني تحالف المنظمات المناهضة للصهيونية كما تعنيها قشرة الثوم، وكذا المفكرون. بالنسبة لهم، في الخطر الديمغرافي تكمن ورقة مظفرة على الاغلبية في المجتمع الاسرائيلي التي تعرف نفسها باليهودية. بالنسبة لهم، كلما كثر مهاجرو افريقيا، والقسم الاكبر منهم مسلمون، فان الطابع اليهودي للمجتمع الاسرائيلي سيهتز. في واقعنا تعمل مغسلة الكلمات لساعات اضافية. في المقابلات الصحفية، يعزف رجال هذه المنظمات على نغمات إثارة العواطف، يلوحون بالاخلاق، باليهودية وبالديمقراطية، ولكن مراجعة سطحية لمذاهبهم التي تبسط في الشبكة تؤكد الاحساس بانه من جهة يهاجمون شرعية الدولة (انظر تقرير غولدستون) ومن جهة اخرى يعملون من الداخل لضعضعة الهوية القومية لدولة اليهود. بتمويل من المال الاجنبي بالطبع. ولنذكركم، فان وثائق ويكيليكس كشفت النقاب عن مضمون حديث بين نائبة مدير عام الصندوق الجديد لاسرائيل ومديرة دائرة المنح للصندوق، حدفا ردوفنتس، وبين المستشار السياسي للسفارة الامريكية. فقد قالت ردوفنتس له: "في غضون مائة سنة اسرائيل ستكون ذات أغلبية عربية. ولكن اختفاء الدولة اليهودية لن يكون المأساة التي يخشاها الاسرائيليون، وذلك لانها ستصبح أكثر ديمقراطية".

لشدة الأسف، الاجندة في وسائل الاعلام الاسرائيلية بالنسبة للمتسللين تشكل خليطا من المواقف العاطفية السطحية، الجهل، تآمر المقاهي والسلامة السياسية المخصية. ولكن انتظروا، عندما تندلع انتفاضة المتسللين، وهي ستندلع، ستنطلق وسائل الاعلام برقصة الجلد الذاتي. ففي هذا نحن متفوقون.