خبر آلية للابادة الذاتية -هآرتس

الساعة 10:26 ص|22 مارس 2012

آلية للابادة الذاتية -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

بنيامين نتنياهو يخصص جهودا كبيرة لرفع البرنامج النووي الايراني الى رأس جدول الاعمال الدولي. ابراز التهديد لابادة "الكيان الصهيوني" ساهم في تشديد الضغط الامريكي والاوروبي على ايران وفي توثيق العقوبات الاقتصادية عليها. وفي نفس الوقت تستفز نتنياهو الاسرة الدولية. وبدلا من دفع المفاوضات على حل الدولتين الى الامام، فانها تتجاهل الاجماع والقانون الدولي والالتزام تجاه الادارة الامريكية. بدلا من عزل ايران وشركائها بتعزيز العناصر البرغماتية في المنطقة، فانها تخدم رافضي السلام.

        طلب وزارة المالية تخصيص 61 مليون شيكل للمستوطنات خلف الخط الاخضر، والذي اقر أول أمس في لجنة المالية، ليس فقط قرارا اقتصاديا. فميزانية الدولة، مثل ميزانية التخطيط والبناء والدعم للبؤر الاستيطانية، هي أداة مركزية لتحقيق سياسة الاستيطان وتخليد الاحتلال. الدفع بالميزانيات الخاصة بالمستوطنات، التي تتمتع على أي حال بامتيازات سخية – بينما المحيط في نطاق الخط الاخضر يتوق للمساعدة، يدل على سلم الاولويات الايديولوجي، السياسي والاجتماعي للحكومة.

        لتجاوز أجهزة الرقابة تدفع الحكومة بالمال المخصص لتطوير المستوطنات لدائرة الاستيطان في الهستدروت الصهيونية. في تقرير البؤر الاستيطانية، الذي قررت حكومة ارئيل شارون تبنيه في 2005 جاء ان مسؤولي الدائرة سمحوا باقامة البؤر الاستيطانية دون إقرار القيادة السياسية المخولة. ومع أن التقرير أوصى بتقليص نشاط الدائرة خلف الخط الاخضر والغاء فرز الاراضي التي تستخدم لاقامة البؤر الاستيطانية – فان دائرة الاستيطان تواصل كونها اليد الطولى للحكومة في المناطق.

        حكومة تحذر من "كارثة ثانية" ملزمة بان تقف أمام مواطني اسرائيل وامم العالم بيدين نظيفتين. فتطوير المستوطنات، في ظل جر الارجل في المفاوضات السياسية، هو صفعة في وجه أصدقاء اسرائيل. تعميق الاحتلال هو آلية للابادة الذاتية لاسرائيل اليهودية والديمقراطية.