خبر في مثل هذا اليوم استشهد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس

الساعة 07:48 ص|22 مارس 2012

فلسطين اليوم

ولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين في عام 1938م في قرية الجورة، قضاء المجدل (جنوبي قطاع غزة)، حيث لجأ مع أسرته إلى قطاع غزة بعد حرب العام 1948م التي أشرفت عليها عصابات الهاجاناة والأرغون الصهيونية بتواطؤ دولي في ذاك الوقت.

وفي بدايات شباب الشيخ ياسين تعرض لحادث أثناء ممارسته للرياضة أصابه بالشلل التام الذي أقعده عن الحركة والتنقل، إلا أنه أكمل دراسته، وعمل مدرساً للغة العربية بعد حصوله على الثانوية العامة آنذاك، وسعى الشيخ لإكمال دراسته في جامعة عين شمس في جمهورية مصر العربية كإصرار على تحدي الصعوبات التي واجهته، إلا أنه لم يتمكن من إكمالها بسبب ظروف عديدة ألمت به أهمها المرض.

وقد عمل الشيخ رئيساً للمجمع الإسلامي في غزة، وعرف الشيخ أحمد ياسين كواحد من أبرز الخطباء الذين عرفتهم غزة خلال العقود الماضية.

اعتقال الشيخ وتأسيس حماس
اعتقل عام 1982م بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيم عسكري ضد الاحتلال، وأصدرت عليه المحكمة الاسرائيلية حكماً بالسجن ثلاثة عشر عاماً، إلا أنه أفرج عنه في عام 1985م في إطار عملية تبادل للأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، بعدما أمضى في السجن أحد عشر شهراً.

أسس الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من النشطاء الإسلاميين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 1987م، وبعد ذلك داهمت قوات الاحتلال بيته في أغسطس عام 1988م، وقامت بتفتيشه، ثم ألقت القبض عليه ليله الثامن عشر من مايو عام 1989م، وبعدها حكم عليه - أصدرته محكمة عسكرية اسرائيلية في شهر أكتوبر عام 1991م- بالسجن المؤبد مدى الحياة مع إضافة خمسة عشر عاما بتهم عديدة أبرزها اختطاف جنود وقتلهم، وتأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس بجهازيها السياسي والعسكري.

محاولات للإفراج عن الشيخ
سعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى الإفراج عن الشيخ ياسين عبر مجموعة من محاولات الاختطاف لجنود إلا أنه أفرج عنه يوم الأربعاء الأول من أكتوبر عام 1997م بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين الأردن والاحتلال في عملية تبادل لعميلين للموساد حاولا اغتيال خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) مقابل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين، الذي أطلق سراحه منذ ذلك الوقت، وبدأ يمارس نشاطه السياسي مرة أخرى.

عمل الشيخ على إعادة تنظيم صفوف حركة "حماس" من جديد عقب تفكيك بنى الحركة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، وشهدت علاقته بالسلطة الفلسطينية فترات مد وجزر، حيث وصلت الأمور أحيانا إلى فرض الإقامة الجبرية عليه وقطع الاتصالات عنه رغم مرضه الشديد وإخلاصه للقضية الفلسطينية، ولكن يبدو أن ذلك كان بأوامر من مصادر خارجية.

حملة علاقات عامة خارجية
وفي شهر مايو عام 1998 قام الشيخ أحمد ياسين بحملة علاقات عامة واسعة لحركة حماس في الخارج؛ ونجح خلالها في جمع مساعدات معنوية ومادية كبيرة للحركة؛ فأثار الاحتلال آنذاك حيث قامت أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية باتخاذ سلسلة قرارات تجاه ما وصفته "بحملة التحريض ضد إسرائيل في الخارج"، واتهمته أن الأموال التي جمعها ستخصص للإنفاق على نشاطات وعمليات الجناح العسكري "كتائب القسام" وليس على نشاطات حركة "حماس" الاجتماعية في الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع، التي تشمل روضات للأطفال ومراكز طبية ومؤسسات إغاثة خيرية وأخرى تعليمية، وسارعت إلى رفع شكوى إلى الولايات المتحدة للضغط على الدول العربية بالامتناع عن تقديم المساعدة للحركة، وطالبت بمنع الشيخ ياسين من العودة إلى قطاع غزة، ولكنه عاد بعد ذلك بترتيب مع السلطة الفلسطينية.

محاولات اغتيال ثم استشهاد
وقد تعرض لمحاولة اغتيال جبانة وفاشلة في سبتمبر عام 2003، عندما كان في أحد الشقق بغزة وبرفقته إسماعيل هنية القيادي في "حماس" ورئيس الوزراء الفلسطيني الحالي حيث استهدف صاروخ أطلقته طائرات حربية اسرائيلية على المبنى السكني الذي كان يتواجد فيه ما أدى إلى جرحه هو و15 من الفلسطينيين، إلا أن جروحه لم تكن خطيرة.

وأخيرا؛ كان الشيخ أحمد ياسين مع القدر حيث استشهد فجر يوم الاثنين 1 صفر 1425هـ والموافق 22 مارس 2004م، وذلك لدى عودته من صلاة الفجر، حيث استهدفته مروحية اسرائيلية بثلاثة صواريخ، بعد سنوات طويلة في النضال والدفاع عن فلسطين والقدس والأقصى.

كان خير نموذج للقائد الذي صنع من الحلم حقيقة، وهو القوي رغم ضعفه، السليم رغم مرضه، المتّقد نشاطاً رغم شلله، الجريء بإيمانه، المستنير بطاعته.. يجلس على كرسيه المتحرّك كقبطان يقود سفينة الوطن، ويرسم معالم الطريق على شاطئ التحرير.. كيف لا وهو الفلسطيني اللاجئ المصاب الأسير المقاوم الشهيد؟!.