خبر مساعدة مزدوجة الاخلاق -معاريف

الساعة 10:00 ص|21 مارس 2012

مساعدة مزدوجة الاخلاق -معاريف

بقلم: نداف شرغاي

        (المضمون: في سياق العشرين سنة الاخيرة تغير وجه دولة اسرائيل كنتيجة لنشاط منظمات تدعي الانشغال بحقوق الانسان وتتغذى بأموال أجنبية ولكنها تتصرف عمليا كمنظمات سياسية، مناهضة للصهيونية ومؤيدة للفلسطينيين - المصدر).

        في كتاب الصحفية الهولندية ليندا بولمن، الذي صدر مؤخرا في البلاد تحت عنوان "صناعة الرحمة"، انكشف الوجه البشع وغير المعروف لصناعة منظمات الاغاثة وحقوق الانسان في أرجاء العالم. تبين ان ما يباع الى الجماهير في الغرب كتضحية بطولية ترمي الى انقاذ البائسين والمضطهدين هو في حالات عديدة صناعة متهكمة لمن يسعون أساسا من أجل مصلحتهم الشخصية، والاموال الكبرى التي يتم التبرع بها لهذه الصناعة تستغل غير مرة لاهداف معاكسة وقاسية.

        احدى القصص المذهلة للغاية تتعلق بالتجند العالمي في صالح لاجئي رواندا في عامي 1994 – 1995. في رواندا ذبح في حينه نحو 800 ألف شخص من ابناء قبيلة التوتسي على ايدي متطرفي القبيلة المنافسة الهوتو. وهؤلاء بعد أن ذبحوا، فر نحو مليونين من القتلة الى حدود زئير وأقاموا، خلف الحدود، مدينة من مخيمات اللاجئين. والعالم، بسخافته، شاهد صور الفارين، وكان مقتنعا بان هذه هي بقايا اللجوء للضحايا وفتح جيوبه على مصراعيها. منظمات الاغاثة من كل العالم قفزت على اللقية ودعمت بشمولية القتلة وابناء عائلاتهم. وقد خدعت المنظمات عمليا العالم كي تثبت وتوسع نشاطها. فقط عملية عسكرية قاسية لحكومة التوتسي وضعت حدا لهذا السيرك التهكمي.

        هذه الظاهرة ذات صلة بالطبع بصناعة الاغاثة وحقوق الانسان التي تعمل عندنا وفي قضيتنا. هذا الاسبوع فقط انكشفت مرة اخرى ازدواجية اخلاق المدعين برفع لواء حقوق الانسان، حين احتفلوا "باسبوع الابرتهايد الاسرائيلي" في الولايات المتحدة. مرة اخرى تم التمجيد بقتلة حماس وهوجمت بوحشية الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، بينما القتلة في دمشق يواصلون ما بدأوا به بسكينة. في سياق العشرين سنة الاخيرة تغير وجه دولة اسرائيل كنتيجة لنشاط منظمات تدعي الانشغال بحقوق الانسان وتتغذى بأموال أجنبية ولكنها تتصرف عمليا كمنظمات سياسية، مناهضة للصهيونية ومؤيدة للفلسطينيين. في رواندا، مثلما في القدس، ذات ظاهرة استخدام أموال التبرعات العالمية من أجل الاشرار هي المسيطرة.

        هكذا، فان منظومة كاملة من منظمات اليسار المتطرف، وأنتم جميعا تعرفونها، تدعي رفع الوية الانسانية. ومع ذلك، فان أهداف هذه المنظمات مختلفة. مثلما في افريقيا وفي مناطق مصابة بالكوارث في أرجاء العالم، بنت المنظمات النبيلة صناعة وظائف، عاملين، أجهزة وعلاقات عامة. وكل ذلك في إطار اقامتهم لمنظومات تتبادل المصالح مع صحفيين وسياسيين. محيط من المال سكب الى حساباتهم في البنوك يفعل فعله.

        وهم يؤثرون بشكل حرج على الواقع الجماهيري، على المحاكم وعلى منظومات الحكم الاسرائيلية. وهم يتآمرون من الداخل ويحققون نتائج محملة بالمصائر. يشهرون خارجيا ويعرضون على العالم صورة شوهاء لدولة اسرائيل. وهكذا بني تقرير غولدستون من معلومات كاذبة وفرتها منظمات الاغاثة وحقوق الانسان المدعية للنبولة. هكذا تطورت المعركة الكاذبة لتقديم ضباط وزعماء اسرائيليين الى المحاكمة، بدعوى عابثة بارتكاب جرائم ضد الانسانية. ونحن فقط لا نزال لم نتعلم كيف نكشف عن الوجه الحقيقي لصناعة منظمات الاغاثة المحلية عندنا. لم نتمكن من أن ننقذ هذه اللعبة الخطيرة والمزدوجة أخلاقيا.