خبر نصيحة لهنيه / مصطفى إبراهيم

الساعة 07:31 ص|21 مارس 2012

الاخ رئيس الوزراء ابو العبد هنيه المحترم لا افترض سوء النية لديك وحكومتكم، برغم من اختلافي معكم ومع سياساتكم في الحكم وغياب الشفافية عن كثير من القضايا، ولدي العديد من الانتقادات كباقي الناس، ومع ذلك اعلم انك تتابع كل ما يجري وتقرأ وتتصفح الانترنت وتتابع ما يكتبه الكتاب وما ينقله الصحافيون عن معاناة الناس وأزمة الوقود والكهرباء المتفاقمة.

 

وليس خاف عليك ما يجري من معاناة وحصار وعدوان اسرائيلي مستمر، وعانيتم كما عانينا وتضامنا مع أنفسنا قبل ان تضامن مع حركة حماس وحكومتها في أزماتها وأزماتنا المستمرة.

 

اليوم الثلاثاء 20/3/2012، عقدت حكومتكم اجتماعها الأسبوعي، وناقشت باستفاضة كما ذكر البيان الصادر عن الحكومة أزمة الكهرباء وانعكاساتها على المواطن الفلسطيني الغزي والخيارات المتاحة والمبذولة من اجل حل الأزمة الحادة.

 

وناقشت الحكومة عددا من القضايا واتخذت الحكومة جملة من المواقف والقرارات وحيت وأكدت وحملت وطالبت وقررت، وطال ذلك كثير من الدول والأجهزة والوزارات والجهات.

 

لكنها نسيت الناس، ربما نسي من اعد البيان او في زحمة النقاش الحاد والانهماك في البحث عن حلول سريعة وعاجلة ان يثمن موقف الناس في غزة على صمودهم وصبرهم وما يعيشونه من معاناة وما يترتب عليه من ضغط نفسي وعصبي وظلم يتحول الى قهر.

 

هؤلاء المنسيون هم الوقود الحقيقي الذي يرفع من شان أي حكومة او من يخسف بها الارض ويشعلها وان طال الوقت، وهؤلاء هم من وثقوا بحركة حماس وحكومتها وتحملوها وما زالوا في ازماتها الحقيقية او المفتعلة، هؤلاء الذين يعانون يوميا وينتظرون الموت البطيء ومعاناتهم التي لا تتوقف.

 

هؤلاء هم سر قوة أي دولة او حكومة، وبفضلهم انتم في الحكم وما يقدمونه هو خير عطاء، هم من يحملون بداخلهم شعلة التحدي للاحتلال والظروف الصعبة الذين يعيشونها، هم الاقوياء وأي سلطة وحكومة امامهم ضعيفة.

 

ومنهم من لا تعلمون كيف يقضون الليالي وكم ليلة بعضهم نام من دون ان يضع في فمه وفم ابنائه لقمة، وربما نام وهو يبكي على حاله، ويشعر بالقهر والإذلال والعجز لعدم قدرته على اشعال شمعه، ويرفضون ان يظهروا بأنهم اذلاء او مهزومين امام انفسهم وأمام ابنائهم.

 

هم طوال ست سنوات من منوا انفسهم بالصبر وانتظار التغيير والإصلاح، واعتقدوا انكم على صواب، وصبروا وتحدوا الاحتلال والأوضاع المعيشية الصعبة والقاسية لثقتهم الاكيدة بأنهم على صواب في تحدي الاحتلال والحصار وقلة الحيلة، وان هناك اهداف سامية لقهر الظلم والاحتلال.

 

صمتوا طويلا ليس خوفا بل صبرا وتحدياً، ربوا ابنائهم على عزة النفس ولو نعلم جميعا ما هو مخفي لانحنينا جميعا وانحنيتم لتقبيل الارض التي يدوسون عليها.

 

لم يشعروا بطعم الفرح، يبكون بصمت كي لا ينكشف سر حزنهم العميق على حالهم الذي وصلوا اليه.

 

هؤلاء الذين نسيتم ان تثمنوا مواقفهم وصبرهم وصمودهم وقدرتهم على التحمل، هم لا ينتظرون مكافأة أو تثمين مواقفهم، هؤلاء يتم استغلالهم واحتكارهم وإظطهادهم، ويدفعون ثمن السلعة مضاعفة، الاسعار في ارتفاع مستمر، وهم من يتعرضون للظلم وعدم مشاركتهم همومهم وسماع شكواهم، والمعاناة التي يتعرضون لها.

 

في الأوضاع القاسية والصعبة تقوم الدول والحكومات بإعفاء الناس من الضرائب والرسوم أو تخفض منها لكن الحكومة، وعلى الرغم من كل ذلك ما زالت تجبي الضرائب والرسوم منهم.

 

اليوم تحدثتم عن أن حكومتكم غير مديونه وترفض المال المسيس، ما يعني انكم في يسر من الحال وأوضاعكم بخير وجيدة ولا تعانون أزمة ماليه، لكن ما يجري هو عكس ذلك اوضاع الناس الاقتصادية والإنسانية سيئة.

 

نصيحة لك الاخ ابو العبد ان تطلع على التقارير التي تتحدث عن حال الناس ومعاناتهم وليس على التقارير التي تقول ان أوضاع الناس بخير وان حالهم جيدة. الاخ أبو العبد الناس يشعرون بإهانة وكرامتهم تداس، وسعر جالون السولار المهرب 18 لتر اصبح 100 شيكل، ويتحكم عدد من التجار المحتكرون بالناس والسوق السوداء أصبحت ساحة متاحة لكل شيئ، وبعض السواق رفعوا التسعيرة، وبعضهم يستحدم زيت الطهي وقود لسيارته ليستطيع توقير لقمة عيشه وأبناؤه.

 

الأوضاع القاسية والحصار نعيشه جميعا، و ذلك لا يعفي حكومتكم من مسؤولياتها، ومشاركتهم همومهم والسماع الى شكواهم.