خبر صحف عبرية تشكك في بقاء « اسرائيل » إن هاجمت ايران

الساعة 05:59 م|08 مارس 2012

القدس المحتلة

شنت صحف عبرية هجومًا عنيفًا على خطاب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، الذي ألقاه في الولايات المتحدة الأمريكية أمام المنظمة الأمريكية اليهودية "إيباك"، الثلاثاء الماضي، ورفع فيه من سقف دعوته لشن حرب على إيران، معتبرة أن الإسرائيليين في الدولة العبرية هم من سيدفعون ثمن أي حرب وليس يهود أمريكا الذين يدعمون نتنياهو فيما يفكّر.

فقد اعتبرت صحيفة "معاريف" في مقال لها، نُشر اليوم الخميس (8/3)، أن نتنياهو تباهى في خطابه بقوة الجيش الإسرائيلي "دون أن يقول كلمة واحدة عن الثمن الباهظ الذي سيجبى إذا ما هاجمنا إيران حقا. وهذا الثمن سيأتي، وهو سيكون باهظًا أكثر بكثير مما يقدرون".

وقالت: "نتنياهو و(وزير الحرب إيهود) باراك يمكنهما أن يخططا بعناية كل شيء، باستثناء النتائج "الثمن". التعليلات في صالح الهجوم في إيران تستند إلى فرضية العمل في أن أمامنا يقف زعيم غير عقلاني، لن يتردد في اتخاذ خطوات مجنونة ضد إسرائيل، إلا إذا أوقعنا عليه ضربة وقائية تصفي قدراته النووية. غير أن هذه الفرضية تعمل في الاتجاهين. فذات عدم العقلانية هو الذي من شأنه أن يعمل أيضا إذا ما هاجمنا (إيران). جنون الاضطهاد الذين يقود المؤيدين للهجوم يتحدث عن إبادة دولة إسرائيل في حالة عدم العمل من جهتنا ضد النووي الإيراني".

وأضافت: "في عالم مفاهيم نتنياهو، فإن الإبادة ستكون للشعب اليهودي بأسره (إن لم يتم مهاجمة إيران)، لكنها أضافت: "إذا هاجمنا (إيران)، فهل يمكن القول بثقة أن دولة إسرائيل ستواصل الوجود، بذات القوة والازدهار، اللذين نتمتع بهما اليوم؟". وتابعت القول: "صحيح أن وزير دفاعنا (إيهود بارك) هدأ روعنا في أنه لن يقتل خمسة آلاف إسرائيلي وربما ولا حتى 500، ولكن من يضمن أن هذا لن يكون أكثر من خمسة آلاف؟"، بحسب المقال.

أما صحيفة "هآرتس"؛ فقد اتهمت في مقال لجدعون ليفي نشرته اليوم الخميس نتنياهو باللعب بورقة مشاعر الإسرائيليين في الدولة العبرية لصالح اليهود في أمريكا، عبر تخويفهم بـ "محرقة نازية" جديدة، وقالت: "يُهوّل نتنياهو ويُضخم الخطر الإيراني إلى درجة أن يجعل نفسه مُخلّصا لإسرائيل من محرقة جديدة".

 وقالت: "أليس خطر السلاح الذري في إيران كبيرًا بما يكفي، وهل يجب تجنيد المحرقة لزيادة تكبيره؟ ألا يكفي أن يُقال: "في كل جيل يوجد من يريدون إبادة الشعب اليهودي"، كما ردد نتنياهو في خطابه بالولايات المتحدة قبل يومين أيضًا؟".

وتابعت الصحيفة: "يوجد زعماء يشيعون الخوف كثيرًا في النظم غير الديمقراطية، ويتبين أن الأمر ينتقل إلى الناخب في إسرائيل أيضًا، وأمامكم حالة نتنياهو. فما الذي عنده يعرضه على الإسرائيليين سوى التخويف؟ وماذا سيكون بعد أن يقضي بطريقة ما على الخطر الحالي؟ هل يُصاب بمرض جديد؟ هل يوجده من عدم؟ وماذا عن إشاعة الأمل، من أجل التغيير؟ إن شابا ولد في إسرائيل قبل نحو من ثلاثين سنة لم ينشأ إلا على حملات تخويف نتنياهو من الإرهاب لا غير"، على حد تعبيرها.