خبر شبح التقسيم يطارد ليبيا ..إعلان «برقة» إقليمًا فيدراليًا و«فزان» على الطريق

الساعة 05:02 م|08 مارس 2012

وكالات

«شبح التقسيم» يخيم على ليبيا والسبب هو«ملف الفيدرالية» في هذا البلد الذي يعد أحد بلدان«الربيع العربي» فما زالت حدة الجدل المتصاعد حول مؤيديها ومعارضيها والاتهامات المتبادلة هي السمة الغالبة على المشهد السياسي الراهن، بعد إعلان«برقة» إقليما مستقلا.

 

وخلال 42 عاما من حكم الراحل معمر القذافي كانت الفيدرالية إحدى القضايا المطروحة في ليببا، وبعد الثورة تبدلت الأحوال وظهر دعاة الفدرالية، خاصة في برقة التي كانت تعاني التهميش إبان حكم القذافي، فضلا عن عوامل أخرى دفعت تلك المنطقة إلى تفضيل الانفصال عن الغرب الذي كان يحظى بكل شيء في العهد الماضي، فلربما رأت «برقة» أنه آن لها أن تعوض ما فاتها من الماضي، ولكنها في الوقت نفسه تركت بهذا القرار حالة من الجدل الذي لم يقتصر على الشارع الليبي بل كانت له تبعات محلية وإقليمية ودولية.

 

وكان عدد من زعماء القبائل والشخصيات السياسية وقادة الميليشيات في شرق ليبيا قد أعلنوا عن خطتهم لإنشاء مجلس لإدارة شؤون ما أطلقوا عليه اسم «إقليم برقة»... وبالفعل قام نحو ثلاثة آلاف مندوب من الذين شاركوا في مؤتمر سكان برقة اختاروا أحمد الزبير السنوسي، رئيسا لمجلسهم الجديد...وأكد عدد من منظمي مؤتمر إقليم برقة في بنغازي، أن النظام الفيدرالي لن يساهم في تقسيم البلاد بل سيكون أداة فاعلة للاستجابة لاحتياجات المواطنين وتعزيز النظام والاستقرار .

 

وفي السياق ذاته، تحدثت مصادر ليبية عن استعداد «فزان» أيضا لإعلان نفسها إقليما فيدراليا خلال الأيام القليلة القادمة، حيث أعلن عضو المجلس الانتقالي عبدالمجيد سيف النصر عن مساعي لإعلان إقليم فزان خلال ايام، مما يدفع ملف الفيدرالية وبقوة إلى الواجهة في ليبيا كأحد أهم القضايا التي تهدد وحدة البلاد في ظل رفض المجلس الانتقالي الليبي لدعوات التقسيم.

 

وفي هذا الصدد، أوضح محمد العبيدي، الباحث السياسي الليبي، أن الأصل في الفيدرالية تجميع الأجزاء من أجل تكوين الكل، بمعنى أن تتجميع كيانات سياسية لأغراض حماية المصلحة السياسية والاقتصادية لتكوين كيان اتحادي، ولكن ما يحدث في ليبيا يختلف تماما، حيث إن الدولة اللليبية دولة متواصلة جغرافيا وتاريخيا والمجتمع الليبي نسيج اجتماعي متماسك، ومسألة طرح دولة فيدرالية على دولة كليبيا هو أمر غير منطقي وعكس اتجاه الدولة تماما.

 

وقال العبيدي خلال حديثه لبرنامج «ساعة حرة» على فضائية «الحرة»، إنه لا يمكن إنكار أن هناك تهميشا وسوء إدارة خلال الفترة السابقة في ليبيا وتحديدا خلال الأربعة عقود التي سيطر فيها القذافي على الحكم، مشيرا إلى أن هذا التهميش الذي حدث في كثير من المناطق الليبية سببه سوء إدارة.

 

مضيفا أن ما يطرح الآن في إطار الفيدرالية هو في الواقع حل سياسي، معتبرا أن تقديم حل فيدرالي لمشكلة إدارية هو أمر خاطيء تماما، لافتا إلى أنه من الممكن حل هذه القضية في إطار تنظيم إداري جيد، وتوزيع الخدمات لكل المناطق في إطار دستوري.

 

ومن جانبه، رأى المحلل السياسي، سمير السعداوي، أن إعلان مجلس برقة الانتقالي لا يمت إلى أصول الفيدرالية بصلة، حيث ما حدث هو انقلاب دستوري ذات طابع انفصالي؛ لأنه لا يمكن في الأصول والأعراف القانونية استلاف شرعية من سلطة شرعية معترف بها دوليا، وكذلك المجلس الانتقالي لا يستطيع أن يعطي مجلس برقة الشرعية ولو ليوم واحد.

 

وأوضح السعداوي أن أصول الفيدرالية تعني تشكيل حزب سياسي يطالب بالفيدرالية ويذهب إلى الانتخابات في منطقة معينة ويفوز بها وبعدها يشكل مجلسا محليا ويدعو إلى الاستفتاء ثم يتفاوض مع الحكومة المركزية، مؤكدا أن ما حدث في برقة هو أمر مرفوض إطلاقا ويدعو إلى «التخبط والفوضى».

 

ثوار الزنتان

وفي سياق متصل أعلن ثوار الزنتان في ليبيا «قطاع مطار طرابلس الدولي» تسليم الأماكن التي يسيطرون عليها والعودة إلى ديارهم.

 

وأشادوا في بيان لهم، أمس الأربعاء، بالجهود التي يبذلها المجلس الانتقالي الليبي والحكومة المؤقتة، ودعمهم لحركات البناء والإعمار، مؤكدين في الوقت نفسه على عدم وجود أية إشكاليات مع المجلس الانتقالي في ليبيا.

 

وأضاف البيان أن ثوار الزنتان على استعداد تام لتسليم كافة المرافق الحيوية التي قاموا بتأمينها بالتنسيق مع الوزارات ووضع آلية لذلك، مطالبين بضرورة دمج الثوار في كافة مؤسسات الدولة وإقحامهم في كافة المجالات.

 

وأوضح البيان أن «هذا هو رأي ثوار الزنتان في كل ما يحدث على الساحة الليبية، اليوم، ولانتحمل أي مسؤولية عن أي شيء يحصل في كافة الأماكن التي يتم تأمينها من قبل ثوارنا بعد تسليمها».

 

يذكر أن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا قد دعا الثوار والميليشيات في ليبيا إلى ترك السلاح والاندماج في مؤسسات الدولة المختلفة، وكشف عن حوافز كبيرة تقدمها الحكومة ضمن برنامج دمج واستيعاب الثوار، بينها عقود عمل طويلة الأجل وبعثات للتدريب في الخارج، وأشار إلى إيفاد 1000 ثائر إلى الأردن لتدريبهم وتأهيلهم أمنيا.