خبر مع بعض المساعدة من الاصدقاء- معاريف

الساعة 11:05 ص|29 فبراير 2012

 

بقلم: مناحم بن

دون الدخول على الاطلاق الى مسألة اذا كان صحيحا أم غير صحيح الهجوم في ايران، والذي الكبار وحدهم كما هو معروف يعرفون كيف يجيبون عليها، ونحن أدنى من العشب (بالطبع، لو كان ممكنا شنق هامان الفارسي الجديد مع حلول "البوريم" (عيد المساخر) دون دفع الثمن، لكنا وقعنا)، يجدر في كل الاحوال أن نعترف، على الاقل امام أنفسنا، باننا سنجد أنفسنا في حالة مغلوطة جدا وخطيرة جدا – وذلك لانه رغم الاستياء المستمر الذي نبديه تجاه العالم، فان ما يفعله العالم من أجلنا في الموضوع الايراني هو على ما يبدو أكثر بكثير مما نحن نفعله من أجل العالم.

فهل أنتم ترون، مثلا، اسرائيل تنضم الى مقاطعة ما، من شأنها أن تمس بجيبها، وتتعلق بدولة اخرى ما؟ ولكن ها هي، كل البلدان الاوروبية الغربية والولايات المتحدة واستراليا واليابان تقف حيال ايران ومستعدة لتكبد الخسائر الجسيمة المتعلقة باقتصادها كي تكافح الخطر الايراني. اذن صحيح أن ايران التي أقسمت على تصدير الاسلام الشيعي، تهدد مستقبلا كل العالم (بما في ذلك روسيا والصين اللتين تسندانها اليوم)، ولكن التهديد الفوري هو بلا شك علينا بالاساس. ومع ذلك، فان قسما مركزيا من العالم ينضم الى المقاطعات على ايران، وعلى ذلك نحن ملزمون تجاه العالم بالامتنان الكبير.

بشكل عام، الاستعداد العالمي لتقديم التضحيات من أجل عالم أكثر عدلا مؤثر للغاية. فقد بعثت دول الناتو بجنودها للتدخل في الحرب الدموية في البوسنا، لتصفية حكم صدام في العراق، لالغاء حكم طالبان في افغانستان، وغيره وغيره، وفي اطار ذلك تكبدت خسائر رهيبة وانفقت كميات هائلة من المال، حتى عندما لم يكن التهديد موجها اليها مباشرة، او لم يكن عليها على الاطلاق (هل الحرب في البوسنة هددت اوروبا؟). هل انتم ترون حكومة اسرائيل وكنيست اسرائيل وامهات اسرائيل تسمح لجندي اسرائيلي ما أن يتعرض لخطر سقوط شعرة من رأسه من أجل حرب "اجنبية" ما في العالم؟.

كم بشعا كان سماع النائب الاول لرئيس الوزراء، موشيه يعلون (المسمى "بوغي"، ولعله من الافضل القول في هذا السياق: "بوكي")، يرد على سؤال في موضوع ايران فيقول: "الصديقون يقوم الاخرون بمهمتهم". والمعنى، امنية خفية في أن يسفك العالم دمه من أجلنا في ايران. المهم، ليس نحن. نحن حساسون على نحو خاص تجاه الاموات، الجرحى والاسرى. صحيح أن اسحق شمير بحكمته وعد جورج بوش الاول في عدم الرد على هجمة صواريخ سكاد لصدام حسين (إذ لماذا نرد نحن اذا كانت امريكا تريد؟)، ولكن المسألة الاكبر هي اذا كنا نفهم الشعور بالامتنان الذي نحن ملزمون به لامريكا وجورج بوش عقب تصفية صدام حسين، الذي عرض وجودنا للخطر بل وتآمر حتى لاجتياح الاردن كي يتسلل الينا من الشرق، ويدور الحديث عن شخص لم يكن حقا يتردد في أن يضحي بعدد لا يحصى من العراقيين (مثلما ضحى في الحرب الايرانية – العراقية) في الحرب ضدنا. حسنا، وقلنا شكرا؟ لا، لا حقا. بالتأكيد ليس بصوت عال بما فيه الكفاية. بالعكس. طلبنا أن يقولوا لنا شكرا، بل وان يعطونا ضمانات مالية كبيرة لاننا ضبطنا أنفسنا.

يدور الحديث عن لعبة خطيرة جدا. يخيل أن المسألة التي تقف الان في الولايات المتحدة في مركز الجدال بين الديمقراطيين والجمهوريين، وبين الجمهوريين وأنفسهم، لم تعد اذا كان يتعين على امريكا أن تقف على رأس المساعي لتصفية نظام آيات الله في ايران، بل اذا كان عليها أن "تسمح لاسرائيل بالهجوم". وفي هذا الوضع من الامور فان من شأن أمريكا بالتأكيد ان تدعنا – بتشجيع من كارهي اسرائيل من نوع رون بول – ان نهاجم بأنفسنا. أردتم هذا؟ تفضلوا، خذوه. ولكن فقط لا تتوقعوا تدخلا امريكيا. وماذا بعد ذلك؟ هل نحن حقا نريد ويمكننا أن نعمل وحدنا في ايران؟ نتنياهو وباراك بالتأكيد يعرفان كيف يجيبان على هذا افضل مني.

فضلا عن ذلك، أذكر دوما الاية التوراتية من اصحاح يشعياهو: "لا اداة تنجح معك"، والتي تعني انه لا يوجد سلاح يمكنه أن يتغلب على اسرائيل، اذا ما تصرفت اسرائيل بعدل. في كل موضوع. وبالتالي فان المشكلة ليست القصف في ايران، بل مدى عدلنا. على هذا يتعين علينا أن نعمل المزيد.