خبر ليقتدي مسئولينا بنظرائهم الأتراك.. إسماعيل شكشك

الساعة 07:29 ص|26 فبراير 2012

لم أتردد كثيرا في التقدم ومصافحة نائب رئيس الوزراء التركي السيد "بولنت أرينج" الذي تواجد برفقة العشرات من الوزراء والمسئولين ذات المناصب العالية في الحكومة التركية، في ملتقى نظمه مجلس الوزراء للطلبة الأجانب في الجمهورية، بدون المرور بحلقات التفتيش ومدراء المكاتب وموظفي السكرتاريا الذين اعتدنا المرور من خلالهم للوصول لمسئولينا في فلسطين، فتسائلت حينها هل هم أقل شأناً من مسئولينا ووزرائنا وقادتنا؟.

 

منذ أيام يزور تركيا وفداً يضُم عدداً من الإعلاميين والمثقفين الفلسطينيين حيث التقي الوفد بالرئيس التركي ورئيس الوزراء والعديد من الوزراء والمسئولين في ظل ترحيب كبير واهتمام عالي بهذه الزيارة، والغريب أن الوفد لم يواجه صعوبة بالالتقاء بقيادة هذه الدولة الكبرى كما يواجهون صعوبات في الالتقاء بأحد الوزراء أو المدراء سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.

 

من المؤكد أن قادة ووزراء تركيا وقتهم اثمن من وقت وزرائنا ومسئولينا، حيث يديرون شئون 80 مليون مواطن تركي بكل دقة وحكمه ويعملون ليل نهار من اجل الرقي بوطنهم والوصول به إلى أعلى المراتب سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وتعليمياً ورغم ذلك يجدون الوقت للنزول إلى الشارع والمدارس والجامعات للتأكد من سير الأمور ومعالجة أي إشكاليات قد تعيق حياة المواطنين أو تنغص عليهم، فالجميع هنا يعتبر أن الإنسان أغلى ما تملكه الدولة ويعملون ليل نهار لتوفير كل ما يحتاجه المواطنون وتسهيل أمور حياتهم.

 

وإذا انتقلنا للحديث عن الموظفون والمدراء في الوزارات والدوائر الحكومية والجامعات فلا مجال للمقارنة بالواقع الفلسطيني، فهنا كل شخص يعتبر انه موجود بموقعه من أجل خدمة المواطنين وتلبية طلباتهم، وكل من يزور تركيا يخرج بنتيجة سريعة أن الشعب التركي من اكبر مسئوليه حتى اصغر مواطن تشرب ثقافة حب المساعدة، وثقافة الانتماء للدولة والعمل من اجل الرقي بها، هذه الثقافة التي ارتقت بتركيا إلى هذا المستوى وأوصلتها لتكون من الدول (15) الأولى في العالم اقتصادياً بفعل السياحة والصناعة، فيكفي أن يأتي سائح إلى تركيا لمرة واحدة ويلمس ثقافة حب المساعدة والأمانة والصدق والاحترام والابتسامة ليعود لها من جديد مرات أخرى.

 

ولا أنسى الإشارة هنا إلى أن الشباب هم من يحكمون! فهنا العمر ليس المعيار، وليس شرطا عليك لكي تصبح مسئولا أن تكون قد تجاوزت الستين من عمرك، فالعشرات من كبار مسئولي الدولة لم يتجاوزوا الأربعين من العمر وحاصلين على أرقى الشهادات العلمية ويعملون بروح الشباب والتجديد والإبداع، فدولة تهمش دور الشباب الذين يشكلون اكبر شريحة في المجتمع بالتأكد لن ترى التطور ولا النجاح.

 

لم أكن بصدد الحديث عن التطور العمراني والتقدم الصناعي والتجاري في تركيا لان المحبطين ومحبي ثقافة "التبرير" سيبرر ذلك بوجود الاحتلال والوضع الاقتصادي السيئ وعدم وجود موارد في فلسطين، وإنما تحدثت عن المورد الوحيد الذي نملكه وهو "الإنسان" فان ارتقينا بثقافتنا فعلى الأغلب أننا سنتخلص من معوقات التطور والرقي بمجتمعنا ووطننا وبعد ذلك سننتقل إلى مرحلة جديدة في بناء الوطن والمجتمع.

 

 

 

 

صحفي وطالب دراسات عليا في تركيا