خبر واشنطن بوست: التحالف الأمريكى المصرى على المحك وينبغى قطع المعونة على الفور

الساعة 03:32 م|25 فبراير 2012

غزة

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى افتتاحيتها المعنونة "اختبار للتحالف المصري الأمريكي" إن إدانة الأمريكيين الذين يروجون للديمقراطية في مصر كانت وراءها قصة من الخداع والوعود الكاذبة من قبل المجلس العسكري، فبعد أن وعدوا مرارا وتكرارا مسئولين أمريكيين رفيعي المستوى أن مكاتب المنظمات الحقوقية الأمريكية ستفتح وسيتم إعادة أدواتها، على أن يتم منحهم هذه المرة بتراخيص عمل في مصر، وأن يسمح للأمريكيين السبعة الممنوعين من السفر بمغادرة البلاد. ولم يوف بأي تعهد من ذلك.

ومضت الافتتاحية تقول إن محاكمة 16 أمريكيا على الأقل و27 شخصا آخرين لا تزال في موعدها غدا الأحد، الأمر الذي يفرض اختبارا حقيقيا لمتانة العلاقات بين الحليفتين البارزتين القاهرة وواشنطن، ويطرح بإلحاح مجددا فكرة قطع المعونة السنوية لمصر، التي أغلب الظن سيكون لها نتيجة أبعد من مجرد معاقبة القادة العسكريين، فهي ستمنح الولايات المتحدة والحكومة الديمقراطية الجديدة في مصر فرصة جديدة للبدء من جديد ولمناقشة المبادئ الأولية لحجم المعونة وكيف ستساهم في تقديم دعما اقتصاديا وعسكريا لتشجيع التنمية في مصر.

ورأت الافتتاحية أن المجلس على ما يبدو يستخدم هذه القضية لتعزيز موقفه في الوقت الذي يسعى فيه جاهدا للحفاظ على قوته على الحكومة الديمقراطية التي من المفترض أن تتولى زمام السلطة في منتصف هذا العام، وقالت إن وسائل الإعلام المحلية تستخدم هذه المحاكمات لتعزيز مشاعر الكراهية ضد الأمريكيين عن طريق اتهام المنظمات بأنها تخطط للإطاحة بالحكومة وتقسيم البلاد.

ومضت "واشنطن بوست" الأمريكية تقول إن الحفاظ على العلاقات مع مصر يحمل أهمية كبيرة للولايات المتحدة، فضلا عن أن القاهرة لا تملك الكثير من مقومات إنعاش اقتصادها الواهي دون مساعدة الولايات المتحدة والغرب، لذا إذا استمرت هذه المحاكمات فينبغي قطع المعونة على الفور، والتنازل من قبل الولايات المتحدة لن يضر فقط عمل المنظمات الأمريكية، وإنما سيلحق ضررا بالغا بمنظمات المجتمع المدني في مصر التي تعمل من أجل قضايا تحريرية تتدرج من وضع نهاية للتعذيب إلى تمكين النساء. بل الأسوأ من ذلك، عدم أخذ موقف من قبل واشنطن، سيبعث برسالة إلى المجلس العسكري مفادها أن المعونة لا يمكن المساس بها، وسيشجع على المزيد من المحاولات للحفاظ على النظام الاستبداد المستمر منذ نصف قرن.