خبر « مهجة القدس »: ظروف وملابسات إنهاء إضراب الشيخ عدنان جاءت بشكل مشرف

الساعة 03:01 م|25 فبراير 2012

فلسطين اليوم

أفاد أسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجن عوفر لمؤسسة "مهجة القدس" اليوم, عبر رسالة خاصة سُربت من داخل السجن, ذكروا فيها تفاصيل ظروف وملابسات إنهاء إضراب الشيخ الأسير خضر عدنان.

حيث أكد الأسرى في رسالتهم أنه حضر إلى سجن عوفر ضابط كبير يُدعى (جابي) وهو مسئول كبير في الاستخبارات, ودار حديث مع الشيخ الأسير بسام السعدي عن حل لإنهاء هذه الأزمة, وأصر الشيخ بسام أن الحل المقبول علينا كأسرى هو عدم تجديد فترة الاعتقال الإداري للشيخ خضر عدنان وأقل من ذلك غير مقبول, ووعده الضابط (جابي) بنقل هذا الاقتراح إلى (الشاباك) والجهات المسئولة, وبعد ثلاثة أسابيع من المماطلة حضر على سجن عوفر يوم الإثنين 21/02/2012 في ساعات الصباح الباكر ضابط برتبة عالية يُدعى (بيتون) أي قبل إنهاء إضراب الشيخ بيوم واحد, واستمع هذا المسئول للشيخ بسام السعدي وعامر المحتسب وإخوانه ودار الحديث عن آلية حل هذه الأزمة.

وأضاف الأسرى أن الضابط على عرض الشيخ بسام السعدي زيارة الشيخ خضر عدنان في المستشفى, فقال الشيخ بسام: لا يمكن أن أذهب إليه إن لم يكن معي حلاً, فقال الضابط: اذهب إلى زيارته للإطمئنان عليه وطمأنة الأسرى وبعدها نتحدث عن الحل, وأمام إصرار الأسرى على ضرورة زيارته وافق الشيخ بسام بشرط ألا يعرض عليه حل وإنهاء إضرابه, وفوراً وخلال لحظات تم نقل الشيخ بسام السعدي بسيارة من سجن عوفر إلى مستشفى زيف في شمال فلسطين المحتلة, حيث استغرقت الرحلة ساعتين ونصف.

ويقول الشيخ بسام السعدي في الرسالة, "عندما وصلت المستشفى أدخلوني على غرفة الارتباط للإنتظار حتى حضر الشيخ الأسير طارق قعدان في سيارة أخرى من سجن مجدو, التقينا في غرفة الانتظار, وعرض عليّ الضابط أن أشرب قهوة ونسكافيه, فرفضت, وقُلتُ في نفسي: سأشرب القهوة والشيخ خضر مضرب منذ 66 يوماً, لن يكون هذا أبداً, وبعدها صعدنا في مصعد المستشفى إلى الطابق الذي يوجد فيه غرفة الشيخ المجاهد خضر عدنان, فوجدناه يُصلي على كرسي متحرك ويُصلي صلاة الظهر, طبعاً هو لم يرانا, إنه كان مستغرقاً في صلاته, انتظرنا خارج الغرفة أنا والشيخ طارق قعدان وأكثر من عشرة من الضباط وأفراد الشرطة لأكثر من عشر دقائق حتى أنهى الشيخ صلاته, ولما رءانا نهض عن كرسيه من شدة الفرح وأخذ يُقبل أيدينا ورؤوسنا, ونحن بدورنا أخذنا نُقبل يديه ولحيته الطاهرة, وقلت له يا شيخ خضر نحن جئنا لزيارتك والاطمئنان على صحتك وكذلك لنسمع منك ما تريد, فأنت الذي تقرر مصيرك, فقال: أنا مستمر في الإضراب حتى تحقيق مطالبي بالحرية وإنهاء قرار الاعتقال الإداري. وقال للضابط (بيتون): تريدون أن أنهي الإضراب بعد 66 يوماً حتى تقولوا للأسرى غداً إذا قاموا بالإضراب بأن فلان أضرب كذا وكذا ولم يحقق شيئاً. فقلتُ, والكلمة للشيخ بسام السعدي, لضابط الاستخبارات أسمعت بنفسك ما يقول الشيخ خضر, هذا الشيخ إذا حدث له مكروه لا سمح الله فإنه ستكون هناك انتفاضة داخل السجون, وفي الشارع الفلسطيني يكون مثلاً يُحتذى به في كثير من الأسرى, هل ستتحمل دولة الاحتلال إضراب عشر أو خمسة عشر أسيراً, سيكون كثير من الأسرى كـ خضر عدنان, وستستمر الاحتجاجات وسيمتد ضدكم في السجون وبين الشارع الفلسطيني إلى كثير من دول العالم حيث ستحاصر سفاراتكم من المتضامنين, وستقعون في ورطة كبيرة, وبعدها خرج الضابط (بيتون) لعدة دقائق وتركنا وحدنا, وقلت للشيخ خضر طرحنا عليهم ومنذ ثلاثة أسابيع أن يلتزموا بعدم تجديد الإداري كحل وسط, فهل هذا مقبول لديك, فقال لي: افعل ما تراه مناسباً, وقد أمضينا عند الشيخ خضر عدنان ما يقارب الساعة, وبعدها انطلقنا للعودة".

ولفت الشيخ بسام السعدي النظر, إلى أنه وخلال نزوله في مصعد المستشفى مع ضابط الاستخبارات (بيتون) والشرطة والمرافقين كررت عليه تأكيدي على ضرورة تحركه بسرعة لإنهاء الموضوع, فقال لي محكمته يوم الخميس بعد ثلاثة أيام والمحكمة ستحل الموضوع, فقلت له وهل تضمن أن يعيش هذا الرجل حتى يوم الخميس, وقلت له يجب أن تتحدث فوراً مع الجهات المسئولة لتقديم المحكمة إلى يوم غد الثلاثاء, خسارة على الوقت يا (بيتون) إذا حصل للشيخ مكروه أنت ستكون في مواجهة المشاكل في داخل السجون, الأمر خطير لا يحتمل التأخير, فقال لي الآن سأبلغ الجهات المسئولة وجهة النظر هذه, وأضاف نحن في أزمة وأنتم الأسرى أيضاً في أزمة.

وأكد الشيخ بسام السعدي أن هذا ما دار بيننا كأسرى الجهاد وبين ضباط مصلحة السجون خلال ثلاثة أسابيع وقبل حل إضراب الشيخ بيوم واحد حيث أخبرنا الشيخ خضر أنه أعطى توكيلاً للمحامي قبل لحظات من مجيئنا على أن تكون محكمته يوم الخميس أي بعد ثلاثة أيام.

وأضاف قائلاً, فوجئنا بتقديم المحكمة بيومين عن موعدها الأصلي، هذه المفاوضات وخاصة اللقاء الأخير وزيارة الشيخ خضر بالمستشفى هي التي مهدت الطريق لتقديم المحكمة من يوم الخميس إلى يوم الثلاثاء ولا ننسى أيضاً الجهود الكبيرة التي بذلوها المحامون وخاصة المحامي جواد بولص بإتمام عقد الصفقة.