خبر أبو سيسي يكشف تفاصيل جديدة لجريمة اختطافه من أوكرانيا

الساعة 07:06 م|23 فبراير 2012

وكالات

كشف الأسير الفلسطيني المهندس ضرار أبو سيسي عن مشاركة رئيس جهاز الأمن العام “الصهيوني” (الشاباك) يورام كوهين شخصيًا في عملية التحقيق معه وخطفه ونقله من أوكرانيا إلى “إسرائيل” في تابوت للموتى، قبل نحو سنة .

وفقدت آثار مدير تشغيل محطة كهرباء غزة المهندس أبو سيسي في الثامن عشر من فبراير/شباط عام ،2011 خلال زيارته لأوكرانيا برفقة أسرته، وضجت وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية وحتى الغربية بالبحث في تفاصيل اختفائه . وتعرضَ أبو سيسي لتعذيب وحشي داخل أوكرانيا وفي أقبية التحقيق “الإسرائيلية”، واتهم السلطات الأوكرانية بالتورط في الجريمة بشكل مباشر، في التنفيذ والتستر عليها .

ويقبع أبو سيسي (43 عامًا)، معزولاً في معتقل عسقلان، وتتدهور صحته بشكل سريع، وسط مخاوف وتحذيرات من خطر يتهدده بعد فقدان 32 كيلو غراماً من وزنه بشكل مفاجئ .

ونقل عن الأسير قوله “ودّعت أولادي وزوجتي، وانطلقت بالقطار للقاء شقيقي في مدينة أخرى يحتاج السفر إليها ساعات طويلة، وبعد فترة وجيزة، توجه إليّ رجل بزي مدني، وطلب جواز سفري، فسألته من تكون؟ وبأي صفة تطلبه، رد قائلاً أنا ضابط في الأمن الداخلي الأوكراني، وأبرز بطاقة تثبت ذلك” .

وأضاف “طلب رجل الأمن ذي الخلقة الأوكرانية مني التوجه معه إلى غرفة أخرى، مدعياً أن هناك مشكلة في جواز سفري، وإذا بها خالية إلا من رجل أوكراني آخر” .

وأشار أبو سيسي إلى محاولته الاستفهام مرارًا من ضابطي الأمن، لكن عبثاً فعل، وعند أول محطة توقف القطار، واقتيد إلى الخارج ليفاجأ بسيارة دفع رباعي كبيرة، ذات زجاج أسود، وحولها عدد كبير من رجال الأمن الأوكراني . وقال “حتى تلك اللحظة كنت أعتقد أنني معتقل لدى السلطات الأوكرانية، وبعد ساعات وجدت نفسي في العاصمة كييف مقيدًا معصوب العينين، أخرجت من السيارة وأدخلت في فيلا، تفاجأت بسبعة من الضباط، لا تبدو عليهم ملامح الشعب الأوكراني، وخاطبني أحدهم بالعربية قائلاً: هل تعرف من نحن؟ نحن جهاز المخابرات “الإسرائيلي”” .

وقيد أبو سيسي على كرسي، وبدأت جولة التحقيق، ليتفاجأ بأن رئيس “الشاباك” يورام كوهين والميجر أوسكار المحقق القذر، كما يصفه أسرى عسقلان، وآخرون من كبار الرتب العسكرية، يحققون معه مباشرة، عن الجندي “الإسرائيلي” غلعاد شاليت الذي كان حينها أسيراً في غزة، وعلاقته بكتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة “حماس” . ووصف التعذيب الذي تعرض له بأنه “كان وحشياً استمر قرابة ست ساعات” . وترك أبو سيسي وحيداً في غرفة التعذيب، وجيء بعدها برجل قيّده وعصّب عينيه وأدخله في تابوت وأغلقه بإحكام، كما يقول في رسالة سربت من داخل عزله، متحدثاً عن نقله إلى مطار كييف، وأنه عرف ذلك من أصوات الطائرات، ثم أدخل تابوته في طائرة، هبطت لاحقاً في محطة ترانزيت على ما يبدو، ثم واصلت رحلتها، إلى مطار في الكيان .

لكن اللافت في حديث أبو سيسي، أن “الرحلة من محطة الترانزيت- التي هبطت فيه الطائرة، ومطار الاحتلال استغرقت نصف ساعة أو 40 دقيقة فقط”، في تلميح منه إلى أن المحطة كانت في دولة مجاورة ل”إسرائيل” .

وبالرغم من أن قضية أبو سيسي مضى عليها عام منذ اختطافه، إلا أن السلطات الأوكرانية، حسبما قال أبو سيسي، ترفض لقاء زوجته الأوكرانية الأصل، ومتابعة ملفه، بالرغم من أنه اختطف من داخل أراضيها .