خبر نموذج خضر عدنان

الساعة 11:03 ص|19 فبراير 2012

إننا أمام نموذ بشري غير مسبوق .. وإننا لا نستعرض نموذجا بطوليا من ماضي الزمان نحتاج الى اثبات صحة الرواية والنقل وقد تكون من مبالغات الكتاب والمؤرخين .. لا إننا أمام حدث ماثل بين أيدينا سيسجله التاريخ ويصبح بطولة دائمة للاجيال القادمة .. لم يسبق في تاريخ الحركة الاسيرة أن خاضت اضرابا مفتوحا عن الطعام وصل الى ما وصل اليه الشيخ خضرعدنان .. أربع وستون يوما لغاية اليوم ومن خاض اضرابا يعرف كم هي الاربع وستون يوما .. بعد الاسبوع الاول من الاضراب يصبح كل يوم جديد كمن يزحزح جبلا من مكانه .. يصبح اليوم كسنة .. تخور القوى ويهزل الجسد وتعتصر الامعاء الما وتزيغ المعدة وتقف الارادة وحدها وسط هيكل بشري لا حول له ولا قوة ..

 

ولسؤال لماذا هذا

الاضراب وما الذي يريده هذا الشيخ ؟؟

 

هنا نقف على أسرار هذه الشخصية الفريدة ونكون بالتالي قادرين على فهم دوافع هذه التضحية العظيمة :

 

أولا : هو مؤمن

يواجه مستكبر- وفي القران نماذج كثيرة لمؤمنين واجهوا مستكبرين -عندما يجد الانسان نفسه أمام مستكبر يعتدي على أغلى ما عنده .. يغتصب حريته ويضعه في السجن بكل ظلم وتعسف .. هنا إما أن يأخذ هذا الانسان دور المستضعف فيهن ويستكين ويستسلم لارادة المستكبر أو أن يواجه هذا الاستكبار الذي يمارس عليه ويبحث لنفسه عن دور آخر غير دور الذل والخنوع .. وهكذا الانسان المؤمن لا يعرف الذلة ولا المسكنة التي ضربت على بني اسرائيل .. لا يمكن للمؤمن ان يقبل بان يكون مستضعفا لانه يرضع الحرية والكرامة والعزة من معين لا اله الا الله .. لا لاحد من سبيل على المؤمن الا الله .. لا لأحد ان يكون حاكما أو سلطانا أو سجانا أو مهيمنا على المؤمن الا الله .. ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الاعلون إن كنتم مؤمنين ) شهادة من الله للمؤمن .. من الذي يقول لك أنك أنت الاعلى ؟ الله .. الله وضعك عاليا فلا تخفض رأسك .. الله

أراد لك أن لا ترى المستكبرين أعلى منك .. الله يريدك قويا عزيزا حرا كريما فلا تقبل من أي أحد أن يسلبك شيء من الذي منحك الله اياه .. ( ولن يجعل الله للمؤمنين على الكافرين سبيلا ) فقط كن مؤمنا حقا وهذا وعد من الله .. هكذا الدور الذي أراده الشيخ خضر لنفسه .. مؤمن يواجه مستكبر ..

 

ثاني هذه الاسرار

: إرادة المؤمن : وحتى يترجم هذه المعاني على أرض الواقع لا بد من إرادة المؤمن خاصة عندما تقف مجردة من كل أسباب القوة بينما المستكبر يملك كل هذه الاسباب .. وهكذا كان بلال رضي الله عنه عندما يلقى على رمال الصحراء الملتهبة وتوضع الصخرة على صدره وتلسع جسده سياط الظلمة تقف الارادة مجردة من كل شيء .. وعندما يلقى خضر على رمال الاحتلال الصهيوني الملتهب وتوضع على صدره جدران السجن العاتية ويضرب بسياط الاعتقال الاداري في محاكمهم أو قل مهازلهم الحاقدة ، هنا نكشف سر هذه الارادة ومصدر قوتها ؟ من أين تستمد هذه الارادة وقودها ؟ إنها نماذج فريدة لا بد وأن نسبر غورها لنعرف مصدر قوتها ؟؟ هنا لا بد أن نصل الى درجة محبة الله في قلوبها وأن نصل بالتالي إلى حالة الاعتصام التام بالله تعالى : انحياز كامل عن علم

ومعرفة ويقين .. عندما يتلو ( يحبهم ويحبونه ) يشعر من أعماقه حركة المشاعر المتبادلة مع الله ذو الجلال والاكرام ،عندما يتلو ( فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ) يستشعر تماما بأن رحمة الله لا تتخلى عنه لحظة واحدة .. لا ينفك لطفه عن قدره .. ما يصيبه قدر الله وهو محفوف بلطفه .. فيسكن قلبه الطمأنينة وتنزل عليه السكينة وبالتالي تهتز معنويات المستكبر ألف مرة قبل أن ينالون من معنوياته مثقال ذرة .. وعندما يتلو : (وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز ) يستشعر كم هو قوي بقوة الله وليعلم تماما أن الناصر هو الله وأن القوي العزيز لا يتخلى أبدا عن أوليائه وأحبابه .. وهذا هو سر هذه الارادة ذوقا وشعورا لا فهما نظريا سرعان ما يجلوه غبار المعارك ..

 

أما ثالث أسرار

هذا النوذج الفريد فهو قدرته على الخروج عن المألوف خاصة إذا كان هذا المألوف هو الذل والخضوع للظلم لذلك كان من حديث رسول الله ” أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ” لان الذي يقول الحق يخرج عن السرب الذي إعتاد أن يصفق للظالمين .. أراد الشيخ خضر أن يخرج عن هذا المألوف :احتلال يعتقل دون سبب ويزج بخيرة الناس في أتون الاعتقال الاداري ليمارس عليهم هوايته بكل حقد وصلف : التجديد تلو التجديد بمزاجية لا يعرف حدودها أحد : هنا جاءتهم هذه الشخصية المؤمنة لتفاجئهم بمواجهة تفتح عليهم أبواب الاعلام والادانة ولتضعه في موقعه الحقيقي وهو الجلاد والذي اعتاد أن يسوق نفسه من قبل دور الضحية .. لم يعد بعد هذه النماذج مقبولا للفلسطيني بالذات أن يحجم عن طرق جدران الخزان وهو مشرد هارب من احتلال اغتصب منه كل شيء ..

يقف بارادة مهزومة داخل خزان على حدود الكويت باحثا عن لقمة عيشه .. اليوم الفلسطيني بارادة مثل ارادة خضر يخترق الجدران ليسمع العالم كله صوت طرقه .. ولم يكن هذا للقمة عيش وإنما لتحقيق كرامة .. وهنا نقطة قوة اضافية : أن كل محاولات اشغال الناس بلقمة عيشهم واوضاع معيشتهم  بعيدا عن قضيتهم الاساسية تبوء بالفشل ، إن دوران المؤمن لا يكون الا حول ايمانه وتحقيق عزته وكرامته .. وهذا هو حال الشعوب العربية التي انتفضت أخيرا تريد كرامتها والعودة الى سر حقيقتها وهو هذا الدين العظيم وما يحققه من عزة تحرر من كل أشكال

الذل والخنوع ..

 

نحن متضامنون أم جزءا من هذه المواجهة التي تقدم صفوفها خضر: هذا النموذج الذي تحقق فيه ألف في رجل

: دورنا هو جزء لا يتجزأ وليس تضامنا :

 

1/ قوى عظيمة في

داخلنا + توجيه هذه الارادة

 

2/ العزة والكرامة

ما ندور حوله لا

 

3/ الخروج عن

مألوف الذل

 

4/  الايمان صنو الحرية ولا ايمان دون حرية وكرامة