خبر دعوة إلى جبران.. علي عقلة عرسان

الساعة 10:56 ص|19 فبراير 2012

 

 

نحن في الألفية الثالثة التي بُشرنا بها كثيراً في مطلع هذا القرن،

وقد أتت على الكثير، وما زال أمامها الكثير مما ستأتي عليه..

رويداً رويداً ينتشر الشر والدمار..

وسريعاً يموت البشر ويدمر العمران،

وتزحف على القيم جحافل النمل المتوحش،

 ولا تسلم منها العلاقات والعقول والإرادات.

 من ألفية ابن لادن.. إلى ألفية بوش، إلى ألفية أوباما وشركاه..

نحن نغرق في القهر ويلفنا الضياع ويتهددنا الفناء..

ما ذا جرَّت ألفية الغرب على الناس؟

وماذا جرَّ عليها الناس؟!

هل خطوا منها حرفاً في سفر الخير؟

أو هل قبلوا منها حرفاً في صالح الخير!؟

بوش السكير يعيد  إنشاد مزاميره في "الكابيتول هيل.."..

رفع البوق ليجمع الناس حول نبي مزيف من أنبياء التوراة..

وليعلن عن هدم أسوار أريحا بالعزف المجنون..

 مجرم.. يراه بعض العالم رجل سلام.

مجنون يسرح بقطيع من العجول البيضاء.

"نبي" بلا رسالة.. يبحث عن خلود..

وحالة رثة من فكر النكبات تبحث عن موقع في التاريخ،

وإعصار شر يجتاح العالم..

ومن ورثه لم يتخلص من تركته..

فمؤسسات العنصرية والصهيونية والموت..

لا تنتج إلا العنصرية والموت.

بعض الناس يقيسون الآخرين على أنفسهم.

فمن يرى فيهم مجرمين ومن يرى فيهم ضحايا!؟

يا لألفية هذا العصر من ألفية بائسة..

 ويا لألفية ابن لادن التي كتبها على هامش ألفية بوش من نص صعب الفهم والهضم.

و يا لألفية جورج بوش ومن ورثه من نص بائس " لأنبياء" الإفلاس.

أيها الناس أفتوني في ثلاثة:

مجنون يحرق العالم باسم العقل..

وعاقل ينبذه العالم باسم الجنون..

وآخر بينهما يفرض نفسه على الحياة والناس!!

ولكل منهم ضحايا تبتلع دمها وتشرق بدموعها،

 وتركض في فيافي الأرض سعياً وراء الأمل وتخلصاً من الجراح،

وتزحف بين حفر الاتهام.

من منكم أيها الناس يغرس شجرة زيتون على ضفة نهر "بوتوماك"

ويكتب على ورقها حروف سلام يفهمها الأنام في تلك البقاع التي تصدر المفاهيم الغبية للعالم،

 بما فيها مفاهيم السلام الدامي،

 وبضائع سياسية مسمومة تسمى حقوق الإنسان؟!

هذا النهر لا يعرف معنى السلام الحق،

لا يفهم معاني العدل و لا مراميه..

لم  يسمع بغصن الزيتون..

ولا يعرف إلا التجارة بكل شيء.

من منكم يقول لمن يرمي الياسمين في فضاء مستنقعات قذرة،

وينشد أناشيد الحماسة فوق الأرواح المكفنة بالخوف:

أنظر إلى السماء والأرض والإنسان فهناك كل الأسرار.  

العجلات تكرج من دم ودمار إلى دم ودمار،

ومجلسا الكونغرس يمولان الموت والغناء الذي يمجد الموت.

لن تنار ظلمة عقول عنصرية بالورد والأناشيد، ولا بنشر حقيقة إنسانية تقول: الناس سواسية كأسنان المشط؟

فتلك عقول غفت على ضفتين من عنصرية وغرور..

ومن ذا الذي يزرع وردة جوريَّة في حديقة مصطنعة فيها خضرة مصطنعة، وضحكات مصطنعة، وقيماً مصطنعة.!؟ ويقول إن الطبيعة البريئة تنتشر..؟!

من يفعل ذلك لا يعرف ألوان قوس قزح، ولا فضاء البشرية الملون، ولا تجليات الروح.. روح الإنسان.. ولا آفاق الإيمان الرحبة.؟

من يغني أغنية الحرية فوق تمثال أصم لها هناك لا يسمع إلا نفسه..

هناك نفوس ملوثة مثل مستنقعات البيت الأبيض..

والمجنون الذي يرعى العجول البيضاء يدعي أنه نبي.

والشر الغربي يغزو العالم وقيمه وأبرياءه.

يا جبران.. يا ابن جبل لبنان..

يا أيها الشرقي الحالم.. المؤمن بالروح القدس.. 

اهرب من قبرك إلى شرقك..

وتعال قبل أن تأكلك الحيتان المتوحشة.

إنهم يأكلون الأموات والأحياء..

الأخضر واليابس..

البيضة والقشرة..

الله والإنسان..

ويبتلعون بلادنا بلا عناء..

ويتخذون منا أدوات للموت.

يا جبران.. انج بنفسك فإن نبي البيت الأبيض يسخر منك ومن نبوءاتك وأنبيائك..

وقد توهم أنه الرب الجديد..

أهرب أيها الشاعر الشرقي إلى بيت الروح في الشرق،

إلى جبل لبنان حيث الشمس والعشق..

إلى الناس قبل أن تأكلك الوحوش المتدثرة بالناس..

لا تسلم نفسك للموت مرتين..

من ورثهم بوش ومن ورثوه قادمون إليك ومن أفوههم يسيل دم الشرقيين..

اهرب أنت ونبيك فقد جاءك النبي الدجال..

انج بنفسك وبشعرِك قبل أن ترحل من النفوس بلا شِعر ولا روح ولا ذكرى لنبي أو مجنون..

أهرب قبل أن تغرب الشمس دون أمل في الشروق..

نحن ننتظرك مع تفاحة، وزعتر بري، وضمة ياسمين،

ولحن للرحبانيين جميل، وقليل من الأمل،

لنقيم مع فيروز قداساً على أبواب القدس العتيقة..

تعال بسرعة إلى حيث الحب والشرق والشام..

قبل أن يسرقوا منا الحب والشرق والشام..

وبقايا الجمال والجلال في أرض الأبجدية والرجال.  

أسرع قبل فوات الأوان .. فنحن بانتظارك..

لنكون معاً قبل أن تُعلَن نبياً للإفلاس.