خبر « مأساة جبع » بين الإشاعات والقصص الإنسانية

الساعة 08:12 ص|18 فبراير 2012

رام الله

"مأساة جبع" بين الإشاعات والقصص الإنسانية

نفى إبراهيم الرفاعي، رئيس مجلس محلي عناتا، أمس، أنباء تحدثت عن ارتفاع عدد شهداء "مأساة جبع"، إلى سبعة، أمس، بوفاة طفلة في مستشفى عين كارم الإسرائيلي في القدس.

وقال الرفاعي، لـ"الأيام"، أمس: جاءتنا أنباء، عصر أمس، عن وفاة طفلة في مستشفى هداسا عين كارم متأثرة بجراح وحروق أصيبت بها، لكن عمها عاد ونفى، ونتمنى لها السلامة.

ونفى الرفاعي أيضاً ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية، وصفحات عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حول وفاة شقيقتين توأمين تدعيان لانا ودانا، مؤكداً أن هذا الخبر عار عن الصحة تماماً، مطالباً "ناشري الشائعات بالتوقف عن بعثها حفاظاً على مشاعر الأهالي وعموم أبناء الشعب الفلسطيني".

من جهة أخرى أشار الرفاعي إلى أنه تم، أمس، وعبر فحص الحمض النووي (دي.أن. إيه) للأطفال الشهداء، خاصة ذوي الجثامين المتفحمة، وفحص مماثل للأهالي المتوقع أن يكون الأطفال أبناءهم، التعرف على أربعة أطفال هم: زيد غسان حسن نمر، وعبد الله خليل الهندي، ولميس علاء الدين حمدان، وميلاد عبد السلام سلامة، ودفنوا في عناتا وخارجها، وجميعهم في الرابعة من أعمارهم، وأنه مع الطفلة مروة محمد عميرة، والمعلمة علا الجولاني، ودفنتا، أول من أمس، يبقى عدد شهداء الحادث المفجع ستة: خمسة أطفال، ومعلمة.

من جهة أخرى، أكد الرفاعي لـ"الأيام"، أنه تم العثور، صباح أمس، على الطفل المفقود صلاح دويك، وهو مصاب في مستشفى هداسا عين كارم، مشدداً أنه "على قيد الحياة"، دون أن يوضح مدى إصابته، أو طبيعتها، مشدداً على أن اسمه لم يكن بادئ الأمر بين قوائم المستشفى، أو لربما سقط دون قصد، وأنه عند التدقيق تم التعرف إليه، وهو ما هدأ من روع أسرته بعض الشيء، متمنياً له الشفاء العاجل، وسائر المصابين في "الكارثة التي أصابت عناتا وعموم فلسطين".

من جهته أكد وزير الصحة، فتحي أبو مغلي لـ"الأيام"، أنه "وعبر فحص الحمض النووي (دي.أن.إيه)، تم التعرف على الأطفال الضحايا المتواجدين في مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله" .. وقال: تم تسليم جثامين الأطفال لذويهم في عناتا، وغيرها من المناطق المجاورة لها، ولا يوجد جثامين في مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله.

ولا تزال عناتا، ولليوم الثاني على التوالي، تعيش الجرح تلو الآخر، خاصة بعد التعرف على هوية الأطفال الشهداء، ممن تفحمت جثامينهم، ونقلوا إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله، ومنه إلى عناتا وما حولها، أمس، ما خلق أجواء أكثر قتامة وكآبة، خاصة مع قلق الكثير من أهالي عناتا والمناطق المجاورة لها من بلدات ومخيمات على سقوط المزيد من الشهداء الأطفال، وربما الكبار.

وفي الوقت الذي لا يزال جرح عناتا وفلسطين ينزف، بادر مجموعة من الاختصاصيين النفسيين إلى التدخل لدى الأطفال الناجين من الحادث الفاجعة، وذويهم، في محاولة للتخفيف من وطأة وهول الصدمة النفسية لدى الأطفال، وتأهيل الأهالي للتعامل معهم بطريقة خاصة في هذه الفترة، ففي الأراضي الفلسطينية بادر مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب إلى إرسال خبراء نفسيين إلى عناتا وجوارها، في حين عملت طواقم "شؤون شعفاط" في القدس، عبر المتضررين من الأطفال والأهالي في المدينة المقدسة.

وقالت سعاد متولي بدران، مديرة العلاج والتأهيل في مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب: توجهنا إلى عناتا والمناطق المجاورة لها بهدف التخفيف من المعاناة النفسية للأطفال والأهالي، جراء الحادث الأليم الذي أصابهم وعموم الفلسطينيين بأزمات نفسية كبيرة، وخاصة الأطفال ممن نجوا من الحافلة، أو كانوا في الحافلة الثانية، وأهاليهم.

وأضافت بدران: سعينا إلى توعية الأهل إلى كيفية التعامل مع أطفالهم في هذه المرحلة الصعبة، خاصة أولئك الذين عاشوا التجربة بكافة تفاصيلها، ثم قمنا بالتدخل النفسي بهدف التفريع لدى قرابة الـ15 طفلاً وطفلة، عبر الرسم واللعب في "الملتينة"، والحديث المباشر.. في البداية كان يرفض عديد الأطفال مجرد الحديث عن الأمر، ومع الوقت، ومع حديث غيرهم، تحمسوا، وبدأوا يفرغون ما في داخلهم من أحاسيس مختلطة بالحديث المباشر عما يؤلمهم، وعبر الرسم .. ندرك أن الظروف التي يعانيها الأهالي هذه الفترة صعبة للغاية، خاصة مع سقوط المزيد من الضحايا، لكننا لن نتوقف عند هذا الحد، وسنقوم بجولات تدخل جديدة، الأسبوع المقبل، بالتنسيق مع الأهالي، وهذا أقل ما يمكن القيام به في ظل هذا المصاب الجلل الذي هو بأشبه بزلزال ضرب عموم فلسطين.