خبر صافرة انذار حقيقي- معاريف

الساعة 10:06 ص|13 فبراير 2012

صافرة انذار حقيقي- معاريف

بقلم: حنان غرينبرغ

        (المضمون: في الجيش يتحدثون بتعابر لم يطلقوها منذ سنوات في محاولة للاقناع بان هذه ليست احابيل اعلامية او تهديدات عابثة. هنا مواضيع استراتيجية حساسة جدا ككمية ونوعية الاعداء المحيطين باسرائيل. حرب صغيرة قد ترتب الامر وتوفر المال والكثير منه للجيش المصدر).

        مئير شطريت، وزير مالية سابقا، يفهم شيئا أو اثنين في مواضيع الميزانية. قبل بضعة أيام، عندما تقدم نائب رئيس الاركان، اللواء يئير نافيه  بعرضه في النقاش الذي اجري في لجنة الخارجية والامن ، لم يصدق ما تشاهده عيناه. هذه ليست فجوة في الميزانية، بل حفرة حقيقية. حقيقة أنه لا توجد علاوة ميزانية للخطة الخماسية القادمة، لا تسمح حتى باغلاق الفجوة في السنة الحالية. كل شيء يتضرر. من العيش الجاري، عبر التدريبات وحتى التعاظم.

        "لم يسبق لي أن رأيت صورة سودا بهذا القدر"، قال شطريت وسارع الى اطلاق رسالة عاجلة الى رئيس الوزراء ووزيري الدفاع والمالية كي يسدي نصيحة وبسرعة.

        صحيح حتى هذه المرحلة، الفجوة بين من يطلب (الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن) وبين من يفترض أن يعطي (رئيس الوزراء ووزير المالية) بشكل عام لا تتعلق بكمية المال، بل تشكل موضوعا مبدئيا، عندما يتفق على هذا، اذا ما اتفق عليه، فسيبدأون بالحديث عن المبالغ.

        في الجيش يتحدثون بمفاهيم لم تطرح منذ سنين، يحاولون الاقناع بكل سبيل بان هذه ليست احابيل اعلامية او تهديدات عابثة. "في الميزانية الحالية لا يمكننا أن نوفر الامن كما نعتقد أنه يجب أن يوفر"، قال أحد كبار رجالات الجيش الاسرائيلي الذي يعنى بالمجال.

        أزمة الجيش تبدو حقيقية، وهي تأتي ليس فقط من الناطقين المفوهين بل ومن الميدان، من كل من يعنى بالمال. وتجسد المعطيات حجم الامر، على الاقل في الجانب العسكري. في ضوء التهديدات المتعاظمة التي لا يمكن الاستخفاف بها، طلب الجيش للخطو الخماسية حلميش التي يفترض أن تبدأ في 2013 علاوة 5 مليار شيكل في السنة. والمعنى: 35 مليار شيكل. جاءت لجنة تريختنبرغ وقلصت 3 مليار شيكل في السنة. اما المالية فقلصت الباقي. وحسب ذاك الضابط فان "المعنى هو صفر تعاظم".

        للايفاء بالتقليص اوقف الجيش الاسرائيلي، في هذه المرحلة، كل الارتباطات مع الصناعات. هذا صحيح بالنسبة لـ "قبة حديدية"، "عصا سحرية" وانتاج دبابة مركفاة. في هذه اللحظة الوضع هناك ليس ضائعا بعد ويمكن انقاذه، ولكنه يخلق الكثير جدا من التوتر. وحسب لو عثر على الطريقة لاعادة الدولاب الى الوراء، فستسجل تأجيلات في كل هذه المشاريع.

        معنى هدام آخر لذلك سيكون اغلاق مشاريع واقالة الاف العاملين. التواصي الجديدة لا تنفذ على الاطلاق ولهذا ايضا معان. ومن اعتراض لا يبنى اليوم – لن يكون ممكنا غدا وقف الصاروخ.

        في هذه اللحظة كل العيون تتطلع الى الاول من نيسان. بالنسبة لكبار رجالات الجيش الاسرائيلي، هذا الموعد ليس مزحة، بل خط حدود حساس للغاية، خط فصل حقا. اذا لم يكن حل كهذا او غيره، فسيبدأون ايضا بالغاء تلك المشاريع.

        لهذه المشكلة الكبيرة توجد "اخت صغيرة" – العام 2012، العام الحالي. في هذا العام يوجد الجيش الاسرائيلي في ناقص 3.65 مليار شيكل. وسبب ذلك هو ان المال الذي حصل عليه في بداية الخطة الخماسية لم يكن مربوطا بجدول الغلاء وأحد لم يعوضه عن الغلاء في الاقتصاد. لما كان لا يوجد مال الى الامام، فلا يمكن حتى دحرجته الى العام القادم ومن هنا المشاكل الصعبة تبرز منذ الان.

        صورة الوضع هي انهم يبقون الرأس فوق الماء حتى 1 نيسان، لا يريدون التفكير عما سيكون اذا ما مر هذا الموعد دون تغيير في الميزانية. وهنا لم يعد الحديث يدور فقط عن تهديدات مستقبلية بل عن ضرر عملي. مناورة لوائية واحدة الغيت، خمس مناورات لوائية يبدو انها لن تنفذ. 36 مناورة كتيبية تبخرت من الجدول الزمني، وكذا أيضا ثمانية تدريبات قادة وعدة تدريبات ومناورات لقوات اسناد القتال ايضا.

        ذات الموعد هو ايضا ذات موعد القرار كيف سيبدو العام 2012. اذا ما استمرت الفجوة، فستلغى كل مناورات الاحتياط والدعوات للانشغالات العملياتية، ومن هنا فان الجهاز النظامي سيدعى الى الحدود، الى الجبهة، ولن يتدرب. في سلاح الجو سيوقفون في اثناء هذا العام بعض الادوات، وستكون طلعات جوية اقل والاهلية السلاحية ستتضرر هي ايضا.

        لتجسيد الفجوة أعدوا في الجيش لاصحاب القرار رسما بيانيا للتدريبات مقلصا كلفته 2.3 مليار شيكل. ولكن في هذه اللحظة حتى هذا لا يسير الى أي مكان. وتوجد ايضا عدة مواضيع استراتيجية حساسة جدا، هي ايضا يجب مراعاتها: الكمية والنوعية للاعداء المحيطين بنا، كي نفهم اين العمل واي وسائل نحتاج لهذا الغرض. ضباط الجيش الاسرائيلي ورجال وزارة الدفاع يبذلون كل الجهود للاثبات بانه لا توجد شحوم والمشكلة هي مشكلة حقيقية: السيارات لقادة السرايا ستستبدل مرة كل سبع سنوات بدلا من مرة كل ست سنوات، ثلث كمية صفحات التصوير تقلص، وكذا حجم السفريات  الى الخارج انخفض بالنصف. ثلث من كل الوفود الى بولندا، حجم النقليات المستأجرة انخفض، توقفت كل أعمال الترميمات باستثناء حالات الخلل العاجلة مثل المجاري التي فاضت، بزات من الصنف الثاني اخذت من المخازن، رجال الخدمة الدائمة تلقوا بلاغا بانه يحتمل أن ينفد المخزون في بعض من مقاييس البزات، وكذا ايام المتعة وحتى الاستجمام لرجال الخدمة الدائمة على بؤرة استهداف التقليص. وأخيرا، سيكون أيضا وداع من نحو 5 في المائة من رجال الخدمة الدائمة ممن سينهون خدمتهم حتى العام 2013.

        في مثل هذا الوضع لا مجال للتهكم. لا يوجد حتى ما يدعو الى العودة الى وصف التهديدات، التحديات والمهمات التي يواجهها الجيش الاسرائيلي. في هذه اللحظة يوجد كل شيء في مأزق. في لقائين مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يتحرك شيء. في الجيش يوجد من يقول بضحك مرير ان فقط حربا صغيرة سترتب الامر. عندها سيفهم الجميع بانهم ملزمون بان يوفروا المال، والكثير منه.