مئات الفلسطينيين رابطو في المسجد

خبر لماذا فشل « الليكود » في محاولات اقتحامه للمسجد الأقصى؟

الساعة 06:50 ص|13 فبراير 2012

القدس المحتلة

أفشل التواجد المكثف للمصلين من سكان القدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 48، منذ الساعات الأولى من فجر أمس، في ساحات المسجد الأقصى المبارك دون نجاح جماعات من حزب (الليكود) الإسرائيلي باقتحام المسجد للدعوة لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.

فمع بدء توافد المصلين إلى ساحات المسجد عقدت الشرطة الإسرائيلية سلسلة تقييمات أمنية تقرر على إثرها عدم السماح للمتشددين اليهود باقتحام المسجد، ولذلك فقد تم الإعلان عن إغلاق المسجد أمام غير المسلمين.

وكان حزب (الليكود) الإسرائيلي وجه الدعوة لآلاف اليهود لاقتحام المسجد وعلى رأسهم القيادي البارز في الحزب موشيه فيغلين، وذلك بعد أيام من إيذان المحكمة العليا الإسرائيلية لليهود بالصلاة في المسجد.

وأكد الشيخ عزام الخطيب، مدير الأوقاف الإسلامية في القدس، على أن التواجد المكثف في المسجد افشل محاولة اقتحام المسجد الأقصى المبارك. وقال الخطيب ظهر أمس "إن الأوضاع عادت إلى وضعها الطبيعي داخل المسجد الأقصى المبارك، وتم فتح أبواب المسجد أمام المصلين بعد إجراء اتصالات مع الشرطة الإسرائيلية، واتخاذ قرار إغلاق باب المغاربة أمام السواح اليهود والأجانب وأعضاء الكنيست الإسرائيلي.

وأضاف "لقد تواجد المصلون من القدس منذ ساعات الفجر الأولى بعد دعوة الأوقاف والجهات الوطنية للزحف باتجاه الأقصى وما زال المسلمون متواجدين داخل المسجد الأقصى ومرابطين فيه.

واستنكر الخطيب تهديدات المتطرفين بإقامة الهيكل المزعوم، وأشار إلى أن المسجد الأقصى لن يصبح ألعوبة بيد هؤلاء المتطرفين، فالمسلمون وحدهم يملكون قراره ولا سيادة عليه من أي جهة أخرى، فهو رمز عقيدة المسلمين بكافة أنحاء العالم، ولن نسمح بالمساس به، مؤكدا على الرباط داخل المسجد الأقصى المبارك لحمايته والتصدي لأي تهديدات متكررة، والعمل على وضع حد لتهديد المتطرفين اليهود المتكررة.

ومن جهتها، قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث: إن المرابطين الفلسطينيين من أهل الداخل والقدس المحتلة وتدخل دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أحبطوا محاولة أعضاء من حزب الليكود الإسرائيلي وفي مقدمتهم المدعو "موشي فايجلن" اقتحام المسجد الأقصى المبارك، حيث توافد المئات إليه منذ صلاة الفجر والرباط فيه حتى ساعات ما بعد الظهر.

وكان أعضاء من حزب الليكود الإسرائيلي قد أعلن عن نيته اقتحام المسجد الأقصى المبارك اليوم الأحد للدعوة إلى بناء "الهيكل" المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك، حيث سادت منذ ساعات الفجر الأولى حالة من التوتر والترقب الحذر لدى المصلين، بينما تواجد العشرات من أفراد الشرطة وضباطٌ الاحتلال في المسجد الأقصى تركزوا عند باب المغاربة وقبالة جامع القبلي المسقوف.

وبحسب معلومات "مؤسسة الأقصى" فإنّ المدعو فايجلن وعددا من مرافقيه وصلوا إلى ساحة البراق ومشارف باب المغاربة من الخارج، لكنّ شرطة الاحتلال اضطرت إلى عدم السماح لهم باقتحام المسجد الأقصى، بسبب تواجد المئات من المرابطين فيه، كما مُنع اليوم أيضا اقتحام السياح إلى المسجد الأقصى المبارك ولم يدخل إليه اليوم إلا المسلمون.

وأوضحت مؤسسة الأقصى أنّ المرابطين رددوا منذ ساعات الفجر الأولى وحتى ما بعد صلاة الظهر التكبيرات والتهليلات والشعارات التي تؤكّد على حق المسلمين الأوحد في المسجد الأقصى وتندد بتهديدات أعضاء الليكود وغيرهم من أضرع الاحتلال اقتحام المسجد الأقصى المبارك.

وكان الدور المركزي في فعاليات الرباط في المسجد الأقصى لمشروع طلاب مساطب العلم الذي تقوم عليه مؤسسة عمارة الأقصى، حيث نظموا بمشاركة المرابطين من أهل القدس والداخل وخاصة من أبناء الحركة الإسلامية ومناصريها، حلقات علم وبرامج دينية مختلفة، ألقيت خلالها العديد من الكلمات والخطابات لشخصيات دينية وأخرى وطنية من الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة أكّدوا أنّ المسجد الأقصى هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

وأكد نسيم بدارنة، عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية في الداخل- لمؤسسة الأقصى في رسالة وجهها إلى المؤسسة الإسرائيلية الاحتلالية على "أنّ المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين وكل الدعوات التي تنطق بها المؤسسة الاحتلالية من خلال أي ذراع لها أو من خلال أي مؤسسة مثل المحكمة العليا التي أقرت مؤخرا أحقية اليهود بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك هي دعوات كلها باطلة لأنّ المسجد الأقصى هو حق خالص للمسلمين، ونحن متواجدون اليوم في ساحات المسجد الأقصى المبارك لنؤكد للعالم كله أن هناك حماة للمسجد الأقصى ولا يمكن الاستفراد به من خلال انشغال العالم العربي والإسلامي بثوراته، ونحن هنا نلبي نداء الأقصى متى دعانا إلى ذلك وسنلبي نداءه دائما وأبداً".

أما الدكتور حكمة نعامنة مدير مؤسسة عمارة الأقصى، فقال "نحن نؤمن أنّ ديمومة الوجود في هذا المسجد من خلال المشاريع الكثيرة التي تقوم عليها مؤسسة عمارة الأقصى وغيرها من للمؤسسات ومن خلالها يتم عمارة المسجد الأقصى المبارك". وأضاف "بالنسبة لليوم فهو ردّ طبيعي لأي اعتداء قد يكون للمدنسين ورباطنا في المسجد الأقصى هو ردّ للمحكمة العليا وإلى وزراء المؤسسة الإسرائيلية، فنحن متواصلون ومستمرون بإذن الله في هذا المكان وفي هذا الرباط في المسجد الأقصى المبارك".