خبر عمرو: مصر تريد رؤية حل نهائي لمعضلة الانقسام وقطر ستوفر الدعم بكل أشكاله

الساعة 07:29 ص|11 فبراير 2012

وكالات

أكد سفير فلسطين السابق في القاهرة عضو المجلس الاستشاري لحركة فتح نبيل عمرو  بأن اتفاق الدوحة الذي وقع الاثنين الماضي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس لتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية برئاسة عباس ستعمل قطر على تنفيذه من خلال توفير كل اشكال الدعم المالي والسياسي لتطبيقه على ارض الواقع لانهاء ملف الانقسام الفلسطيني الذي بات يجر مضاعفات على مصر.

وتابع عمرو قائلا لـصحيفة القدس العربي :"ان قطر التي تدفع الكثير لاطفاء النار المشتعلة في اماكن كثيرة لن تتأخر في توفير الدعم بكل اشكاله لانجاح المبادرة واغلاق ملف الانقسام ولا جدال انها في هذا الشأن تكون قد اجرت اتصالات بالعديد من الاطراف الاقليمية والعربية وحصلت على تشجيع منها للمضي قدما وجنبا الى جنب مع الجهد المصري لإخراجنا من هذا المأزق'.

واشار عمرو الى ان الادارة الأمريكية ما زالت تأخذ موقفا ايجابيا من المصالحة الفلسطينية بوصفها انها شأن فلسطيني داخلي، محذرا من الكونغرس الامريكي بالقول 'الكونغرس هو بؤرة التحريض ضد الفلسطينيين خصوصا في زمن الانتخابات والاقتتال الشرس على الاصوات'.

وجاءت اقوال عمرو لـ'القدس العربي' في الحوار التالي الذي اجرته معه 'القدس العربي' حول الوضع الفلسطيني ووضع فتح الداخلي واعلان الرئيس عباس عقب اتفاق الدوحة بانه لن يترشح للانتخابات القادمة،

وفيما يلي نص الحوار:

' الرئيس الفلسطيني اكد مجددا بعد اتفاق الدوحة بانه لن يترشح للانتخابات الرئاسية ـ كيف برأيك ستختار حركة فتح مرشحها للانتخابات الرئاسية القادمة؟

' حتى الآن يبدو الرأي العام في فتح غير مصدق بأن الرئيس محمود عباس لن يترشح ثانية، لذلك نلاحظ ان كثيرين من قيادة فتح الرسمية ان لم يكونوا جميعا مازالوا يصرحون بان مرشح فتح الاوحد هو محمود عباس وانهم لن يتقدموا بمرشح غيره، هذه التصريحات تدل على ازمة كبيرة داخل فتح و نظرا لتقليد البحث عن حلول سهلة لهذه الازمة فيرى الرسميون ان الحديث عن ابو مازن كمرشح وحيد هو اضمن ما يقال خلال هذه الفترة.

المجلس الاستشاري لحركة فتح، في اجتماعه الرسمي الاخير، عرض صيغة بمقتضاها يمكن لفتح ان تختار مرشحيها للتشريعي وللرئاسة وهي صيغة المجلس العام الذي يشبه المؤتمر الاستثنائي، دون صيغة كهذه لن تتمكن فتح من تسمية مرشحها للرئاسة ولن تتمكن كذلك من ارضاء الشعب الفلسطيني وقاعدتها الفتحاوية بقائمة مقنعة للمجلس التشريعي، ان المجلس العام يعني منح شرعية قوية لمن يحصل على الترشيح.

' هل تعتقد بان الرئيس عباس مصر على عدم الترشح فعليا حتى لو قاد امتناعه عن الترشح لصراع داخل الحركة، وعدم توافقها على مرشح؟

' نعم انا متأكد من ان الرئيس عباس لن يترشح ثانية ولا داعي لصراع داخلي في فتح ما دامت هنالك اطر وعلى رأسها المؤتمر او المجلس العام يمكن ان يحسم في امر المرشحين، ويتعين على فتح ان تكف عن ربط مصيرها بشخص كائن من كان، لا توجد في عصرنا هذا حركة سياسية او حركة تحرر وطني يمكن ان تتحلل بغياب قائدها وعدم الاتفاق على خليفة له.

' انت عضو في المجلس الاستشاري لحركة فتح ما الذي تقترحه للوصول لمرشح باسم الحركة يحظى بموافقة اغلبية اعضاء'فتح وكوادرها؟

' هنالك فكرة مكملة لفكرة المجلس العام، وتختص بالرئاسة فقط، وهي صيغة وليس شخصا، ولأن فتح حركة شعبية تتداخل في تكوينها ومجال تأثيرها مع كل مكونات الشعب الفلسطيني، فلما لا تعتمد نظام الانتخابات الرئاسية على مرحلتين، المرحلة الاولى، يترشح فيها من يلمس في نفسه قدرة على الرئاسة فتحاويا كان او غير ذلك، وهذه الصيغة توفر في المرحلة الاولى عددا كبيرا من المرشحين وهذه المرحلة يجب ان تتم تحت اشراف لجنة الانتخابات المركزية واذا لم يتسن لأحد الحصول على ما يزيد عن نصف عدد المقترعين حسب النظام، فساعتئذ ندخل المرحلة الثانية ليجري الاقتراع على اعلى اثنين حصلا على الاصوات في المرحلة الاولى، بذلك تكون فتح قد قدمت مرشحا مقبولا حصل بجدارة على اصوات الشعب الفلسطيني وليس فقط اصوات فتح، وهذا ايضا يضمن لنا انفتاحا ايجابيا على كل مكونات الشعب الفلسطيني ويضمن لنا كذلك ان نحصل على رئيس يدين بالولاء لكل الفلسطينيين الذين انتخبوه من كل الاطياف. هذه الصيغة سأقترحها مكتوبة على الرئيس محمود عباس فهو يملك حق اصدار المراسيم الشرعية التي تضعها موضع التطبيق.

' قبل ايام اشتكى كوادر حركة فتح ونواب الحركة الموجدون'من غزة في رام الله من استهدافهم من قبل الاجهزة الامنية وطالبوا اللجنة المركزية بوقف الظلم عنهم قبل الذهاب للانتخابات القادمة. هل تعتقد بان حركة فتح ستذهب موحدة للانتخابات؟

' الظلم مرفوض ليس فقط لاننا ذاهبون الى انتخابات ولكن لأنه مثلبة اخلاقية وغير حضارية ، يجب ان يسود القانون فمن يخالف يساءل ومن لا يخالف لا يعترضه احد، الاخوة الغزيون سواء كانوا في الضفة او في مصر او في اي مكان، هم من صلب الشعب الفلسطيني وحين كنا نذهب الى غزة في الماضي لم نكن نشعر بأننا في غير الخليل ونابلس وجنين والقدس، معظم الكوادر الفلسطينية عاشت في غزة، وحين اضطر اخوتنا للعيش هنا فهم كمن انتقل من غرفة الى غرفة اخرى في المنزل الواحد، على هذا الاساس يجب التعامل وبشكل قانوني ووطني وانساني.

' هل اصبح هناك فتح الضفة الغربية وفتح غزة في ظل اقدام اللجنة المركزية للحركة على فصل محمد دحلان من الحركة وسمير المشهراوي من المجلس الثوري وهم من قادة الحركة بقطاع غزة؟

' لو حصل في فتح استقطاب على هذا الاساس فهذا يعني ان هذه الحركة التي اسست لمشرع وطني كبير قد اضمحلت وتخلفت وتراجعت، لن نسمح لاستقطاب على هذا الاساس ووعي ابناء الحركة اكثر صفاءً مما يظن المراهنون على تمزقها، كذلك، فان وحدة الوطن تبدأ اساسا بوحدة المجتمع والمجتمع الفلسطيني واحد واهدافه الوطنية واحدة، وفي هذا الصدد اقول اذا كنا نسعى لاسترداد وحدة الوطن ونحن نخسر وحدة فتح فهذا يعني اننا نسير في طريق عبثية، ان فتح بحاجة الى مصالحة داخلية ومعالجة مباشرة للظواهر المرضية فيها ليس فقط لاننا ذاهبون الى الانتخابات ولكن لان ما نتصدى له من تحديات وما نسعى اليه من اهداف يتطلب ذلك.

' هل تعتقد بأن اتفاق الدوحة الذي وقع الاثنين الماضي بين عباس ومشعل برعاية قطر سينفذ؟

' اعتقد ذلك فليس هنالك من مخرج من الازمة المعقدة سوى الذهاب حثيثا الى الانتخابات كي يقرر الشعب من الذي سيتخذ القرار باسمه سواء على الصعيد الداخلي او السياسي، واذا كانت حركة حماس تعترض وتتحفظ، على تسمية محمود عباس رئيسا للحكومة الانتقالية فعليها ان تفكر في صيغة تضمن المحدودية الزمنية لهذه الحكومة، بمعنى ان الدوافع لاقتراح عباس والموافقة عليه كانت من اجل عدم الوقوف طويلا امام اختيار رئيس وزراء انتقالي مستقل مما يؤخر امكانية اجراء الانتخابات في وقت قريب، وقيل كذلك ان قيادة عباس للحكومة الانتقالية تهدف للافلات من الاستحقاقات السياسية المفروضة وعدم منح اسرائيل والكونغرس الامريكي ذرائع لمعاقبة السلطة الوطنية على خياراتها وقيل اشياء كثيرة في تفسير هذه الخطوة وهذه الخطوة من وجهة نظري كان بالامكان تفاديها ولكن بما انها اقترحت وتمت الموافقة عليها فان الجهد ينبغي ان ينصب ومن الان على وضع الضمانات الحاسمة لان لا تكون حكومة طويلة الامد، يجب ان لا تتجاوز الشهور الثلاثة في كل الاحوال وهي الشهور التي تعلن فيها لجنة الانتخابات المركزية انها اصبحت جاهزة لاجراء الانتخابات، ولا شك ان الطرفين الفتحاوي والحمساوي مطالبان بتفهم الجهد القطري والتعاون معه ولقطر كما نعلم ولاميرها المبادر نفوذ ايجابي على الطرفين ، لهذا ارجح تطبيق اتفاق الدوحة شريطة ان يوفر اجتماع القاهرة المرتقب الضمانات الكافية لتطبيقه على الارض.

' هل هناك وعود مالية ترافقت مع اتفاق الدوحة، وهل هناك موافقة اميركية على اتمام المصالحة الفلسطينية الآن؟

' بالنسبة للوعود المالية القطرية فليست لدي معلومات حول هذا الامر ولكن بوسعي القول ان قطر التي تدفع الكثير لاطفاء النار المشتعلة في اماكن كثيرة لن تتأخر في توفير الدعم بكل اشكاله لانجاح المبادرة واغلاق ملف الانقسام ولا جدال على انها في هذا الشأن تكون قد اجرت اتصالات بالعديد من الاطراف الاقليمية والعربية وحصلت على تشجيع منها للمضي قدما وجنبا الى جنب مع الجهد المصري لإخراجنا من هذا المأزق، فيما يتصل بامريكا فقد صدر تصريح محايد وغير عدائي من جانب الادارة حين وصفت ما تم بانه شأن داخلي فلسطيني وهذا الموقف يوصف بحمّال الاوجه ، فاذا توقفت الادارة عند هذه النقطة فهذا امر ايجابي ومشجع ولربما يكون للديبلوماسية القطرية تأثير في هذا الاتجاه، اما اذا انتقل الامر الى الكونغرس فهناك تكمن المصيبة. فالكونغرس هو بؤرة التحريض ضد الفلسطينيين خصوصا في زمن الانتخابات والاقتتال الشرس على الاصوات، اننا بحاجة الى بعض الوقت لمعرفة كيف يتجسد الموقف الامريكي عمليا بعد اتمام اجراءات تنفيذ الاتفاق على الارض.

' انت كنت سفيرا لفلسطين بالقاهرة، برأيك كيف نظرت مصر لاتفاق الدوحة؟

' مصر ايدت اعلان الدوحة، فما حدث هناك منسجم منطقيا مع الرغبة المصرية الملحة لانهاء الانقسام ولقاء القاهرة المرتقب، سيشكل محطة من محطات قطار التوافق ونأمل ان تكون المحطة ما قبل الاخيرة، ذلك ان مصر التي تواجه ظروفا استثنائية بحكم التغيير المفاجئ او شبه المفاجئ في النظام تريد مخلصة ازاحة كابوس غزة عن صدرها ذلك ان غزة ليس مجرد مدينة مجاورة بل انها مكون حتمي من مكونات الامن القومي المصري، وبالتالي استطيع الاستنتاج والتأكيد على ان مصر تريد رؤية حل نهائي لمعضلة الانقسام وما يجره عليها من مضاعفات.

' برأيك هل حماس سترشح احد من قادتها لانتخابات الرئاسة الفلسطينية المرتقبة؟

' لا احد يعرف يقينا كيف ستدير حركة حماس المعركة الانتخابية المقبلة وبالتالي لا استطيع الاستنتاج بانها سترشح احد قادتها او ترشح احد اصدقائها غير الملتزمين بها او انها ستعلن حيادها الشكلي في معركة الانتخابات الرئاسية.

لا استطيع ترجيح اي من هذه الاحتمالات الا انني متأكد من امر واحد فقط وهو ان حماس ستلقي بكل ثقلها في معركة الرئاسة كي تسقط من تريد كأولوية تتقدم على انجاح من تريد.

' يقال بأن الدكتور سلام فياض سيكون مرشحا للانتخابات الرئاسية باسم فصائل منظمة التحرير في مواجهة مرشح حماس الذي ربما يكون مدعوما من الجهاد الاسلامي كذلك. انت كيف ترى الامر وماذا تعتقد؟

' استبعد هذا الاحتمال، على الاقل لان فصائل منظمة التحرير ليست القوة الحاسمة في التصويت على الرئاسة ، القوة المؤثرة فعلا هي فتح واعتقد انه لو جرى تشكيل قائمة باسم منظمة التحرير فلن تتخلى فتح عن رئاستها، اما بالنسبة للدكتور سلام فياض وانا لا اعرف بالضبط كيف يفكر في هذا الصدد، فارجح ان يجدد فكرة الطريق الثالث بقائمة من المستقلين، وهذا ربما يكون الاقرب الى التحقق، وكما انني لا اعرف كيف تفكر حماس في هذا الشأن فلا اعرف كيف يفكر فياض.

' هل تنوي الترشح للرئاسة؟

' لو فعلت ذلك هل ستصوت لي؟ اذا كان جوابك نعم اكون قد ضمنت صوتا. '