خبر داغان يطالب بتغيير نظام الحكم في « إسرائيل » لمواجهة التهديدات

الساعة 04:45 م|08 فبراير 2012

حذر رئيس الموساد السابق مائير داغان من استمرار سيطرة مجموعة أقلية على" إسرائيل " عبر أدوات سياسية ومن عدم قدرة إسرائيل على مواجهة تحديات ماثلة أمامها من دون تغيير طريقة الحكم بشكل يمنع ممارسة ضغوط على رئيس الحكومة أو صناع القرار من قبل أحزاب صغيرة أو متوسطة أو جهات لديها مصالح خاصة.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن داغان قوله خلال مؤتمر عُقد في " تل أبيب" اليوم الأربعاء إن " إسرائيل تمر بلحظة مصيرية تواجه فيها تحديات كبيرة داخلية وخارجية، ومجموعات أقلية تسيطر على الدولة بأدوات سياسية ولا يُسمع صوت الأغلبية".

وأضاف داغان الذي كان يستعرض برنامج حركته "يوجد أمل – من أجل تغيير طريقة الحكم" أنه "من الجدير تغيير الطريقة الآن وعدم انتظار تشكيل حكومة (مقبلة) والمطالبة برئيس حكومة يتخذ قرارات مثل مهاجمة إيران وتوقيع اتفاق سلام، من دون أن يخضع لضغوط سياسية يضطر إلى أخذها بالحسبان عندما يقرر في هذه القضايا".

وانتقد العدد الكبير للوزراء في الحكومة قياسا بالولايات المتحدة والصين، مشددا "أني أعتقد أنه لا يوجد تهديد وجودي" على إسرائيل بسبب تطوير إيران برنامجا نوويا.

وأوضح أن الضغوط التي تمارسها مجموعات ذات مصالح من داخل إسرائيل تؤدي إلى أن تسير في طريق بدون وجهة.

وأضاف أن اقتراحه بتغيير طريقة الحكم يأتي من أجل حماية رئيس حكومة إسرائيل وتمكينه من استنفاذ مهامه من خلال طريقة الحكم المقترحة.

ونشر داغان مقالا حول اقتراحه في صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم قال فيه إن "إسرائيل موجودة قريبا جدا من نقطة اللاعودة في قدرتها على البقاء جراء التحديات الوجودية الماثلة أمامها".

 

وأضاف أن "الحديث لا يدور فقط عن التهديد الإيراني وإنما عن تهديد قدرتنا على إقامة حكم فعال هنا وبحيث يكون قادرا على قيادة السفينة في العاصفة الحاصلة من حولنا".

وأشار داغان إلى أن "أحد المميزات الأساسية لإسرائيل هو التنوع والاختلاف الاجتماعي، وهي كيان صغير يحتوي على عدد كبير من الديانات والقطاعات ، لكن مع مرور السنين تحول هذا التنوع من نقطة قوة إلى إحدى نقاط الضعف".

ورأى أن "فقدان الشعور بالخطر الوجودي أدى إلى انتزاع إسرائيل بشكل متسارع لمبادئها الرسمية، وجهات تشكل أقلية تستغل الضعف البنيوي من أجل أن تُحدث هنا طفرة في جوهر وروح الدولة".

وأضاف داغان أنه "تم التخلي عن الديمقراطية الإسرائيلية لصالح مجموعات ذات مصالح، التي تشدد على الفجوات وتستمد التشجيع من قطاعات ودفع مصالح ضيقة على حساب إرادة أغلبية الشعب، وتحولت الأغلبية أسيرة بأيدي الأقلية ليس من الناحية الفكرية وحسب وإنما هي (الأغلبية) تُغذي من جاء لإقصائه بدهاء متزايد".

وتابع أن "فقدان القدرة على الحكم (من خلال عدم اتخاذ قرارات مصيرية) يزيد من استبداد الأقلية ويمنع إسرائيل من مواجهة التهديدات الوجودية، فإسرائيل تدافع عن نفسها داخليا وتتخلى عن مناعته القومية الضرورية جدا من أجل المواجهات المتوقعة في الخارج".

وأكد داغان أنه لا يتحدث عن قيادات إسرائيلية يمينية أو يسارية وأن "طريقة الحكم الحالية تضطر أية حكومة إلى إفناء ولايتها من اجل البقاء سياسيا والاستسلام لضغوط قطاعات مختلفة على حساب التخطيط البعيد الأمد وهذا يبقينا مع سلم أولويات اجتماعي واقتصادي مشوه وتوزيع غير عادل للعبء، والقيادات منشغلة في إرضاء أحزاب بيضة القبان بدلا من المصلحة العامة الواسعة".

وخلص داغان إلى أنه "نميل بصورة طبيعية إلى أن نولي أهمية بالغة للتهديدات الخارجية على إسرائيل ونتجاهل التحديات الداخلية، وعلينا أن ندرك أن التهديدات الداخلية تشكل خطرا ليس اقل، أحيانا، على مستقبل إسرائيل، والمسار الذي نسير فيه حاليا يقودنا إلى خطر حقيقي على طبيعة إسرائيل الديمقراطية والصهيونية" في إشارة إلى عدم التوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.