خبر ماذا نفعل في مواجهة 200 ألف صاروخ -هآرتس

الساعة 10:37 ص|07 فبراير 2012

ماذا نفعل في مواجهة 200 ألف صاروخ -هآرتس

بقلم: سافي رخلفسكي

       (المضمون: لا تستطيع اسرائيل ان تهاجم ايران اذا أرادت في حال كون بنيامين نتنياهو رئيس حكومتها لأن العالم سيراه معتديا لا شك ولهذا ينبغي ابعاده عن ديوان رئيس الحكومة قبل ان تُقدم اسرائيل على أي عمل - المصدر).

       بحسب قول رئيس "أمان"، أفيف كوخافي، يوجه الى اسرائيل في كل لحظة 200 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية. وتوجه آلاف من رؤوس الصواريخ الثقيلة جدا وبعضها كيماوي وبيولوجي الى تل ابيب. وتملكها جهات ليست صديقة لاسرائيل وأكثرها متدينة متطرفة تبلغ حد الايمان المسيحاني. فلماذا لا تقع الصواريخ على رؤوسنا؟.

          كان الاتحاد السوفييتي طوال سنين يستطيع ان يدمر الولايات المتحدة مئة مرة. وكانت الولايات المتحدة تستطيع ان تدمر الاتحاد السوفييتي 180 مرة. وكلتاهما لم تطلق رصاصة واحدة بعضها على بعض. وكانت سنوات الستينيات العاصفة مع أعاجيب حبة منع الحمل والفن والجنس والمخدرات والروك آند رول في ذلك الوقت تماما حينما كان 1/100 من القوة الروسية يستطيع ان يُفني الولايات المتحدة.

          ان من لا يعتقد ان الردع الصادق يستطيع ان ينجح يجب ان يترك اسرائيل. ويجب عليه ان يفعل هذا الآن لأن 200 ألف صاروخ موجهة علينا. ومن يخشى قنبلة ذرية اسلامية فعليه بيقين ان يغادر. عند الباكستان سلاح ذري منذ أكثر من عشر سنين، ويمكن ان يقع في كل لحظة في أيدي متطرفي طالبان. وفرض ان تقنية عمرها 66 سنة لن تبلغ الى أيدي من يشتهيها الى الأبد هو فرض داحض. والقيادة التي لا تؤمن بردعها يجب ان ترتب لمواطنيها جميعا "غرين كارد".

          لماذا لا يطلقون علينا؟ لنفس السبب الذي جعل مصر وسوريا تقفان في حرب يوم الغفران، أي بفضل الردع الاستراتيجي. فأعداء اسرائيل ايضا يريدون الحياة حتى المتدينون المتطرفون وحتى المسيحانيون بينهم.

          أليس لاسرائيل ما تفعله في مواجهة التهديد؟ من المؤكد أن لها ما تفعل. أضاعت اربعين سنة التفوق الذري المنسوب اليها من قبل مصادر اجنبية في الاتجاه العكسي. فكان القليل جدا من اتفاقات السلام التي تُقر الاوضاع على أساس حدود 1967 والكثير جدا من هذيانات الاستعمار الديني. وكانت اسرائيل لو استمرت في طريق إقرار الاوضاع على أساس حدود 1967 ستحظى – زيادة على قبولها في المنطقة – باعتراف امريكي بجعل الردع مكشوفا وبحماية المظلة الذرية لحلف شمال الاطلسي. وكانت اسرائيل هذه تتمتع بتأييد غربي صادق لكل مبادرة – حتى هجومية – مطلوبة لضمان وجودها.

          لكن حكومة اسرائيل اختارت الطريق العكسي. فقد استقر رأيها على ان كونها آخر احتلال استعماري في العالم فكرة جيدة وعلى ان تحطيم الديمقراطية وعرض صورة دولة متدينة متطرفة تعمل بصورة عنصرية وعِرقية تميز النساء – فكرة جميلة لتحصينها. ويُخيل لاسرائيل ان الملايين التي تُصب في انتخابات الولايات المتحدة على مرشحين متطرفين هي بديل عن التأييد العالمي الواسع لردعها الذي كانت تنشئه سياسة معاكسة، لكن هذا لم يحدث.

          يُخيل الآن للقيادة الاسرائيلية انه يجب عليها ان تقرر – وقد أصبحت المنشأة في قُم محصنة تحت جبل وتُمكّن من اعادة بناء المشروع بسرعة – هل تدمر نصف تل ابيب بآلاف الصواريخ كي تبعد ايران عن القنبلة سنة وتراها فكرة لامعة. ان تل ابيب التي يوجد فيها عدو الدولة، صحيفة "هآرتس"، والتي يوجد فيها جنس لا تحرشات جنسية في ظاهر الامر في الديوان المقدس، قد لا تكون حبيبة الى بنيامين نتنياهو لكن اذا كان يريد ان ينقذ اسرائيل فانه يجدر به ان يفعل شيئا مختلفا.

          يُجل نتنياهو كما يزعم ونستون تشرتشل. وقد بلغ تشرتشل السلطة بعد ان استقال تشمبرلين لأن سياسته فشلت. ان سياسة نتنياهو التي تعزل اسرائيل وتقصيها هي المشكلة وهي الخطر الوجودي. اذا كان يجب مهاجمة ايران فلا يستطيع فعل هذا إلا من يحظى بثقة العالم بفضل اعتداله، ومن لا يشهد فعله العدواني في نظر العالم على عدوانه المحتل بل على دفاع حقيقي عن الذات، ومن يُبين للايرانيين انه يقف من ورائه – لا في مواجهته – كل قوة الشيطان الأكبر الامريكي.

          اذا لم يكن نتنياهو يريد الاعتزال فيجب ان تصاغ القوة التي تُخرجه من ديوان رئيس الحكومة قبل الحرب أو بعدها بست على الأقل. ويُحتاج من اجل هذا الى تقدير سياسي صحيح ومتنوع يُمكّن من أكثرية ويجب اعداده في هذه الايام العاصفة. وقد أسهمت شولاميت ألوني في كتلة الـ 61 لاسحق رابين. وقد ساعدته ميرتس الواضحة بعد صواريخ العراق على ان يتميز ويحصل على اصوات المركز. ويستطيع مؤتمر ميرتس ان يجدي الآن. ميرتس الحادة الواضحة صاحبة المُثل، ميرتس خطوط 1967 وحقوق الانسان، ليست هي القصة كلها لكنها شرط فيها. لن تأتي زهافا غلئون بانقلاب وحدها لكن انتخابها اليوم سيكون من بشائره.