خبر تزيدان في المقامرة- يديعوت

الساعة 10:52 ص|05 فبراير 2012

بقلم: اليكس فيشمان

زادت اسرائيل والولايات المتحدة، ويبدو انه بتنسيق بينهما، في نهاية الاسبوع مقدار المقامرة على طاولة البوكر الاقليمية.

قالوا في وزارة الدفاع الامريكية ان اسرائيل قد بدأت العد التنازلي استعدادا لضربة عسكرية. وأسهم التلفاز الامريكي بنصيبه في تعزيز هذا التقدير بوصف جراحي لصورة مهاجمة اسرائيل في زعمه للمنشآت الذرية في ايران. وهو وصف عملياتي وبسيط ومنطقي على اسلوب هوليوود. وهو مقنع جدا ببساطته حتى انه لم يبق سوى ان نسأل متى سينطلقون في طريقهم.

وأسهمت اسرائيل من قبلها بمؤتمر هرتسليا مع شتى التصريحات التي أومأت كلها قائلة: لا تُجربونا. فنحن نعلم ماذا نفعل واذا اضطررنا فسنفعل.

بخلاف ما يخيل الينا، استوعب الايرانيون الرسالة لكنهم لم يبدأوا التعرق حتى الآن وقد زادوا هم ايضا المقامرة. فقد ذكر خامنئي ان ايران تساعد كل جهة في العالم تحارب اسرائيل، وبعبارة اخرى، اذا مسستم بنا فلن يعمل في مواجهتكم حزب الله والجهاد الاسلامي وحماس فقط بل ان كل منظمة ارهابية ندعمها بالمال على وجه البسيطة، من امريكا الجنوبية الى الشرق الاقصى لن تدعكم تستريحون.

تعود الكرة الآن الى الملعب الاسرائيلي الامريكي. اذا لم تكن التهديدات العسكرية تردع ايران فماذا يُفعل لتبدأ العقوبات الاقتصادية التأثير فيهم؟ هل يتم الاستمرار في التهديد؟ هل سيتم ابراز مخالب اخرى؟.

يُقدر قائد سلاح الجو السابق اللواء (احتياط) ايتان بن الياهو في حلقات مغلقة ان الازمة مع ايران تعمل بحسب طراز ازمة الصواريخ في كوبا في 1962. فاليوم كما كانت الحال آنذاك تقوم الازمة على ثلاثة أرجل. الاولى العقوبات الاقتصادية على ايران (بما يشبه الحصار البحري لكوبا). والثانية تهديدات عسكرية على هيئة زيادة الاستعداد العسكري الامريكي في الخليج الفارسي (بما يشبه الاستعداد الأقصى الذي كان في الولايات المتحدة استعدادا لهجوم محتمل على كوبا). والرجل الثالثة انه كان بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في 1962 قناة تحادث سري دبلوماسية مكّنت الروس في نهاية الامر من النزول عن الشجرة. وليس واضحا هذه المرة هل توجد قناة كهذه.

بحسب هذا الطراز قوّت اسرائيل والولايات المتحدة في نهاية الاسبوع الاخير "رجل" التهديدات العسكرية. وقد نظر الروس في الازمة الكوبية الى التهديد العسكري الامريكي انه تهديد قد يتحقق. وما يزال الايرانيون لا ينظرون النظرة نفسها حتى بعد نهاية الاسبوع الاخير. وتم الحديث في ازمة كوبا عن خطر حرب ذرية عالمية في الأمد المباشر لكن الحديث الآن عن احتمال مواجهة اقليمية تقليدية في زمن غير مباشر.

وليس واضحا اليوم ايضا من الذي يمسك بزمام الامور في علاج الازمة. ففي الطراز الكوبي لعب لاعبان رئيسان: الرئيس جون كنيدي وشقيقه روبرت كنيدي. ويريد الرئيس اوباما ووزير الدفاع بانيتا ان يجسدا الأخوين كنيدي في الازمة الايرانية لكنهما ليسا وحدهما، فنتنياهو وباراك معنيان بهذا الدور. والامريكيون غير مستعدين لأن تقود اسرائيل الازمة. والولايات المتحدة واوروبا لا تقبلان نظرية اسرائيل وهي "إما الآن وإما لا الى الأبد".

في آذار سيجتمع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وسيبت المجلس هل وفت ايران بالمطالب التي عُرضت عليها. فاذا لم يُرض تقرير المراقبين الجديد الذي أُكمل في نهاية كانون الثاني المحافظين فسيتم تمهيد الطريق لنقل علاج المشروع الذري الايراني الى مجلس الامن. وقد مهد جو دولي مشابه الطريق للهجوم الامريكي على العراق في 2003. وترى اسرائيل ان قرار المحافظين في آذار سيكون محطة اخرى في مسار اتخاذ القرارات في هذه الازمة. ومن المحتمل جدا ان نفترض ان اسرائيل لن تضع آنذاك على المائدة تصريحات فحسب بل ستعززها ايضا بشيء ما محسوس أكثر.