خبر مواطنون بكل معنى الكلمة -هآرتس

الساعة 10:50 ص|05 فبراير 2012

بقلم: أسرة التحرير

"كجمهور"، قال هذا الاسبوع رئيس المخابرات يورام كوهين، "فان عرب اسرائيل ليسوا هدفا للمخابرات، ليسوا طابورا خامسا ونحن لا نتعاطى معهم على هذا النحو". بل انه عرض معطيات تفيد بان عربا اسرائيليين كانوا مشاركين في السنة الاخيرة في ثلاث عمليات، واضاف بان "عدد المشاركين في الارهاب ليس كبيرا. اعتقلنا 20 – 30 شخصا من أوساط عرب اسرائيل في السنة الاخيرة، مقابل 2.000 فلسطيني في يهودا والسامرة".

        المقارنة الاهم، التي تفهم من أقوال كوهين، هي تلك التي بين عرب اسرائيل وبين متطرفي المستوطنات، الذين قال رئيس المخابرات عنهم بصراحة انهم "قرروا العمل بطريق الارهاب وفرض الرعب والذعر على حكومات اسرائيل – ونحن نتعاطى مع ذلك كارهاب".

        لا ريب أن صياغات كوهين القاطعة فاجأت الكثيرين في اليمين، ولا سيما في اوساط اولئك الذين حاولوا التأثير على رئيس الوزراء عند تعيين رئيس المخابرات، والذين بدا لهم كوهين كمرشح "ودي" أكثر من المرشح الاخر. ويحتمل أن يصنف الان كوهين بين اليمين المتطرف كـ "يساري". ولكن لاقواله يوجد معنى جوهري، لا سياسي، ومهم جدا أن يتعاطى الجمهور، وأكثر من ذلك الحكومة مع هذه الاقوال كتحليل استخباري مهني صرف.

        بتعابير عديدة، كوهين واصل في اقواله الخط الثابت لجهاز الامن العام في اسرائيل، والذي حرص دوما على تحليل أزمة مواطني اسرائيل العرب والتحذير من استبعادهم المتفاقم ونتائجه الهدامة. فاحساس الاغتراب لدى المواطنين العرب تجاه الدولة لا ينبع فقط من تضامنهم مع "اخوانهم في يهودا والسامرة"، كما قال كوهين (رجل رسمي أقل لعله كان يشخص مصدر التضامن مع الاحتلال المتواصل)، بل، وأساسا، لعوامل أخرى أشار اليها كوهين نفسه: الاندماج، العمل، وأكثر من أي شيء آخر – الجريمة التي لا توظف الدولة ما يكفي من الجهد للقضاء عليها.

        يوجد فارق كبير بين هذا التحليل وبين الادعاءات التي يطلقها اليمين المرة تلو الاخرى بحق نحو 20 في المائة من مواطني الدولة، المعنيين بالعيش هنا كمواطنين بكل معنى الكلمة. يفهم من تصريحات كوهين بوضوح بان موقف اليمين ليس سوى تلاعب كاذب.