خبر العنف يخرج من الملعب الى الميدان.. يديعوت

الساعة 10:04 ص|03 فبراير 2012

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: مجزرة كرة القدم في بورسعيد تنزلق نحو القاهرة لتتحول الى مواجهة بين المعارضين للمجلس العسكري وبين السلطات هناك - المصدر).

المجزرة التي جرت بالامس الاول في ­ملعب كرة القدم في بورسعيد تحول بالامس الى مظاهرة عنيفة قام بها الاف الشبان في ميدان التحرير في مواجهة وزارة الداخلية وأدت الى مجابهات عنيفة مع الشرطة اصيب خلالها اربعمائة متظاهر مصري.

المظاهرة بدأت بصورة هادئة نسبيا. عشرات الاف المواطنين المصريين الذين احتجوا من عجز الشرطة في الاحداث الدموية في بورسعيد التي قتل خلالها 79 شخصا احتشدوا حول  مقر فريق الاهلي في القاهرة. هم بدأوا بالتوجه نحو ميدان التحرير. ووزارة الداخلية الواقعة على جانبه – بؤرة الاحتجاجات ضد حكم مبارك. وعلى طريقتهم صرخوا: "الشعب يريد اعدام المشير"، حيث يقصدون حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الاعلى وهم ايضا جروا حمارا كتبت عليه اسماء قادة الاجهزة الامنية لمصر وطالبوا باقالة وزير الداخلية الجنرال محمد ابراهيم. في المقابل نشرت قوة كبيرة من جنود الجيش المصري في بورسعيد واقامت حواجز.

في البداية نجحت الجدران المعدنية بالفصل بين الاف المتظاهرين والشرطة ولكن سرعان ما بدأ هؤلاء الاخيرون بالتدافع وشتم عناصر الشرطة والقاء الاحذية عليهم ورفع الحواجز. المتظاهرون حاولوا اقتحام مقر وزارة الداخلية فرد عليهم الشرطيون باطلاق الغاز المسيل للدموع. الكثيرون فقدوا وعيهم مما ادى الى اصابة اربعمائة شخص. "إما ان نموت نحن أو رجال الشرطة"، قال  بالامس اسلام احد انصار فريق الاهلي. "نحن مستعدون للموت من أجل دم الشهداء".

المتظاهرون – والى جانبهم ايضا اعضاء برلمانيون – يتهم المجلس العسكري الاعلى بالاراقة المستمرة للدماء في الدولة وخصوصا الحدث المأساوي في ملعب بورسعيد الذي اعتبر مؤشرا على التدهور الملموس للاستقرار في الدولة نحو الفوضى. الاهلويون كانوا من النشطاء البارزين في المظاهرات ضد حكم مبارك وهم ايضا يقودون المظاهرات ضد الحكم العسكري في الاشهر الاخيرة، والكثيرون في مصر يدعون ان مجزرة ملعب بورسعيد كانت انتقاما مبيتا ضدهم من قبل الموالين لنظام مبارك والحكم العسكري الحالي الذي يعتبر امتدادا له.

احد العوامل التي اثارت المظاهرات الهائلة كان ما صرح به بالامس الناطق بلسان حزب العدالة والحرية التابع للاخوان المسلمين للاعبي فريق الاهلي: "لقد عوقبتم على الدور الذي لعبتموه في المظاهرات التي أدت الى الثورة في مصر".

انصار الاهلي وعائلات القتلى اتهموا الشرطة بالامس والمجلس العسكري الاعلى بانهم اتاحوا لانصار فريق المصري اقتحام الملعب والشروع بحمام دم. "رجال الشرطة لم يقوموا بالفحوصات الامنية عند مدخل الملعب وعندما شاهدوا الانقضاض على الملعب لم يحاولوا التدخل وكأنهم تلقوا أوامر بتهييج الخواطر"، اتهم شاهد عيان من بورسعيد. "المجلس العسكري يبحث عن ذريعة لاعادة حالة الطوارىء التي الغيت قبل اسبوعين حتى يتمكن من ادارة مصر بقبضة من حديد".

بالامس صرح رئيس حكومة مصر عن وجود قرار بسلسلة اقالات وعقوبات وذلك قبيل مسيرة الجنازات التي نظمت لعشرات القتلى الذين طعن بعضهم بالسكاكين والبعض الاخر تلقى ضربات بادوات حادة: محافظ بورسعيد اقيل، المسؤول عن الامن ورئيس جهاز الشاباك اعتقلا، حل الاتحاد الوطني لكرة القدم. يضاف الى ذلك ان كل مباريات الدوري في ارجاء مصر قد جمدت واعلن عن الحداد الوطني لمدة ثلاثة ايام.