خبر اليوم التالي للاسد.. يديعوت

الساعة 03:07 م|01 فبراير 2012

بقلم: نيك روبرتسون

مراسل السي.ان.ان

(المضمون: شهادة مراسل غربي زار ميدان الاحداث في سوريا والتقى اشخاصا سوريين ولا سيما من الاقليات - المصدر).

حينما غادرت سوريا فقط وجدت الصوت الذي كنت ابحث عنه. وقد أتاني فجأة في لقاء بالصدفة في مطار دمشق في طريق العودة الى لندن. كان سوريا مسيحيا، أي واحدا من الاقليات الكبرى في الدولة. وكانت رسالته واضحة تقول: نحن نريد تغييرا لكننا لا نريد عدم يقين. "يجب على المعارضة السورية ان تتجه الينا وان تقول لنا ما هي رؤياها بالنسبة لسوريا". وفي هذه الحال، قال، سيكون لهم تأييد يبلغ 60 – 70 في المائة من السكان: "كل من يوجد في المركز سيؤيدهم فهو كاف لتنحية الرئيس".

تحدث لانه كان يستطيع الحديث دون خوف من ان تطرق شرطة الاسد السرية بابه. والوضع مختلف في دمشق وسائر اجزاء سوريا. فلم يجرؤ احد من المثقفين ورجال الاعمال الذين ارادوا الاستبدال لنظام الاسد الفاسد ان يثير في الحديث شيئا ما تتجاوز ايماءا بسيطا الى أنه يحتاج الى تغيير ما لكنهم بينوا انه "لا حاجة بالطبع الى تنحية الرئيس".

كان يوم واحد من تغطية المظاهرات المؤيدة للحكومة والمعارضة لها كافيا ليبين لي كم أصبحت الدولة في شلل. فالجميع يتراجعون الى مواقعهم المحصنة. فالمظاهرات من أجل الاسد تصرخ بانه هو الوحيد الذي يستطيع أن يحمي الاقليات في الدولة: النصارى مثل الرجل الذي التقيته في المطار، والعلويين، كالاسد نفسه الذين هم نحو من 15 في المائة من السكان. ويحافظ الاسد الى جانبه على الاكراد ايضا الذين هم اقل بقليل من 10 في المائة من السكان بمراودته الدائمة لقبائلهم الكبيرة. والحديث عن تكتيك يثمر نتائج. ان الاكراد لا يؤيدونه بصورة فعالة لكنهم لا يثورون عليه كما ثاروا على أبيه. والعلويون الذين أتى منهم أكثر الضباط في جيش الاسد لا يزالون موالين له وكذلك المسيحيون ايضا. لكن هذا التأييد ليس بغير تحفظ. قال لي عنصر مقرب للنظام السعودي ان الجنرالات العلويين يهددون بالتخلي عن الاسد اذا اجبرهم على تصويب سلاحهم نحو مواطنين في شوارع دمشق.

عبر عناصر غربيون خبراء في ما يجري في سوريا امامي عن خيبة أملهم من المعارضة. لماذا لا يعد المتمردون ابناء الاقليات بانهم لن يتعرضوا لاعمال انتقام في اللحظة التي ينصرف فيها الاسد؟ بل ان واحدا من المعارضين هدد باخفاء العلويين عن الخريطة. وقالت مجموعة اخرى انها ستحاكم الجنرالات المائة المقربين من الاسد عن جرائم حرب. لكن شهادة الاسد في هذه القضية ليست نقية ايضا. فالرئيس السوري كما تزعم الجهات الغربية يثور التوترات بين الطوائف. ومقولة انه يحمي الاقليات في ظاهر الامر اكذوبة، كما يزعمون.

كل ما مر الوقت اخذت تقل احتمالات التوصل الى حل. فالاسد ملتزم تماما قمع التمرد والمعارضة تتسلح وتحاربه. والدم يسفك من الطرفين ويتشدد كلاهما في مواقفه.

في عدد من احياء مدينة حمص التي هي مقر الاحتجاج، دفعت قوات الحكومة خارجا واصبحت السيطرة في يد "جيش سوريا الحر". وانقسم السكان بحسب طوائف. وهرب مسيحيون كثيرون الى دمشق. وتراكمت القمامة الى ارتفاع كبير وقطعت الكهرباء وزاد عدد القتلى من المدنيين ومن الجنود الموالين للاسد ايضا. ويبين الثير في شوارع حمص حصارا كما كان في العصور الوسطى. وانشئت حواجز كثيرة بين الاحياء وفي بعض الاماكن تم حفر قناة عميقة، لكن التمرد مستمر، والمعارضة في حمص منظمة جيدا. وتم تأليف مجلس بلدي جديد له ميزانية – ويقول البعض ان المال يأتي من دول الخليج – وهو ينظم المعدات الطبية والانسانية للسكان.

لكن المجلس الجديد ليس اللاعب الوحيد في الميدان. فالسلفيون ايضا في الصورة؛ وهم متطرفون اسلاميون مسلحون بتكتيكات ارهابية شحذت في العراق. فهم ايضا يستعدون لليوم الذي يلي الاسد. "نحن نخاف الناس ذوي السلاح"، قال ليس المسيحي الذي التقيته في طريق عودتي الى لندن. "أخاف المتطرفين ان يفرضوا علينا اراءهم المتخلفة".