خبر نتنياهو والجمود السياسي -هآرتس

الساعة 10:54 ص|29 يناير 2012

نتنياهو والجمود السياسي -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

مر الموعد النهائي الذي حددته الرباعية الدولية لاسرائيل والفلسطينيين لعرض مواقفهم من قضايا الامن والحدود وهو السادس والعشرين من كانون الثاني، كأن لم يكن. ان مخطط الرباعية الذي كان يرمي الى اعادة الجانبين من حومة الصراع في الامم المتحدة الى مائدة التفاوض يوشك ان يطوى مع ابائه الذين يحتشدون في مقابر الفرص المضيعة. ان المواقف العامة التي عرضها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الاسبوع الماضي على الفلسطينيين بواسطة مبعوثه المحامي اسحق مولخو، في المحادثات في الاردن هي محاولة مكشوفة للاعداد لالقاء المسؤولية عن الفشل ونتائجه على الجانب الفلسطيني.

يخطر بالبال ان نتنياهو يعرف أن رفضه عرض خريطة تقوم على حدود الرابع من حزيران 1967 وعلى اقتراح واقعي لتبادل اراضٍ هو وصفة مضمونة في استمرار الجمود في التفاوض. ويدرك كل ذي لب أن مخططا بدائيا يقل في سعته ونوعه عما وضعه رئيسا حكومة اسرائيليان هما ايهود باراك وايهود اولمرت امام الفلسطينيين محكوم عليه بفشل سياسي وتدهور امني. ومما يقلق كثيرا ان المسيرة السياسية التي ترمي الى ضمان وجود اسرائيل على أنها دولة يهودية وديمقراطية تدفع الى هامش الخطاب السياسي والاعلامي.

نجح نتنياهو بمساعدة باراك في تسخير التهديد الذري الايراني لعملية صرف انتباه عن سياسة الاستيطان وتأبيد الاحتلال. وهو يستغل انشغال رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما في المعركة الانتخابية الرئاسية. وقد تبنت احزاب المركز واليسار سياسة انفصال من طرف واحد عن القضية الفلسطينية. فكديما تقلقه صراعات داخلية، والعمل يحصر اهتمامه في المجال الاجتماعي وقد استقر رأي يئير لبيد الداخل الجديد في الحومة السياسية على أن السلام أمر لاصحاب الاحلام.

ان شهادة وفاة التفاوض على اساس مبدأ دولتين للشعبين هي شهادة فقر للمجتمع المدني الاسرائيلي. يصعب ان نفهم كيف وقع مجتمع نجح بصورة مدهشة في أن يجعل عدم العدل الاجتماعي في رأس سلم أولياته، ضحية بصرف انتباه آثم من قيادة قومانية – دينية وعجز معارضة ليست عندها مسؤولية.