خبر نيوت، شيلدون والاصدقاء.. هآرتس

الساعة 09:22 ص|27 يناير 2012

بقلم: يوسي سريد

(المضمون: تدخل نتنياهو واصدقاؤه في واشنطن في السياسة الداخلية الامريكية سينقلب عليهم وعلينا إن فاز اوباما برئاسة ثانية او إن فاز عليه ميت روماني – المصدر).

أية سياسة أكثر تغريدا - الامريكية أم الاسرائيلية.

نيوت غرينغرتش انتصر في جنوب كارولينا وهذا جيد، جيد جدا. ما هو الامر الجيد في انتصار مهووس لذاته لقب نفسه بتشرتشل وديغول وعما قريب سيلقب نفسه نتنياهو؟ هذا جيد لانه سيء للحزب الجمهوري – سكران ليس من الخمر وانما من الشاي. هكذا سيتواصل المهرجان الصاخب حتى الصيف، حيث يتخاصم كل مع نده وتتواصل الحياة.

هم سيصلون آخر السباق متعبين ومرهقين، منتوفي الريش ليزيدوا من فرصة اوباما في الوصول الى الرئاسة مجددا بشق الانفس. رغم كل خيبات الامل منه هو يتصرف كشخص طبيعي ذو نوايا طيبة وهذا ليس بالقليل في ايامنا ودنيانا – هناك وهنا. فترة رئاسية اخرى بعيدة عن رهبة ايباك والمتبرعين ستقوم ما اعوج وفسد ربما.

من هنا سنطلق تمنياتنا بالنجاح لغينغرتش في طريقه القادم الذي تصفر كل قطعة ارض خضراء بعد ان تطأها قدماه. هذا الشخص الذي ذاعت سمعته كمن يرفص الدلو وهو الشخص الذي طرد من المدينة وصندوق اسود من الآثام معلق وراءه: لجنة الاخلاق في مجلس النواب عالجت عشرات الشكاوي التي قدمت ضده كرئيس وفرضت عليه عقوبات بمئات الاف الدولارات لاستخدامه التفريطي للاموال العامة.

هو الذي حث على اقالة كلينتون بسبب قضية مونيكا، بينما كان يخوض حكاية غرام سرية بنفسه مع مساعدته كليستا مفلاتينا. كما كان قد أعلم زوجته الاولى بطلاقه منها وهي في ذروة المرض، بينما عرض على الثانية زواجا مفتوحا كما قالت في شهادتها. سارة نتنياهو لم تكن لتغتبط من سلوك كهذا.

ليس لدي أي كلمة ضد الرجل الذي يكثر من النساء. إذن لماذا اشعر بالرغبة في التقيؤ عندما ينظر لقداسة العائلة وقيمها تحديدا؟ الغثيان يتعمق عندما يطرح الدعوة التبشيرية التي تلقاها من كنيسته الجديدة الكاثوليكية المتزمتة. المراقب سيتساءل: كيف يمكن لحزب تاريخي وهام كالحزب الجمهوري ان يطرح مرشحين مريبين مثل غينغرتش الذين يثير الرفاه الاجتماعي غضبهم ويشتريهم رأس المال.

غينغرتش بمزاياه ومواقفه يعتبر المرشح الطبيعي لحركة "الليكود العالمي" كما علمنا من الزهرة اليانعة في محادثة مع يرون ديكل. الا يحق لنا أن نحظى اخيرا برئيس وفق امزجتنا وهوانا يرى الشعب الفلسطيني "بدعة" مختلقة ويسقط النظام الايراني بحركة من يده وينقل السفارة الامريكية للقدس ويطلق سراح جونثان بولارد ويحطم النخب ووسائل الاعلام؟

صحيح أن بيبي لا يتدخل ولكننا نعرف ما الذي يحبه. من المهم له ان لا يكون الرئيس القادم اوباما، فهذا ما ينقصه إن حصل. ايضا في "اسرائيل اليوم" يريدون نيوت لان هذا ما يريده المالك ورب البيت. السيد لم يتبرع بعشرة ملايين دولار عبثا من أجل انقاذ صديقه في اللحظة الاخيرة. شيلدون خاصتنا يعرف كيف يراهن. فهذه مهنته. ألم يراهن على بيبي ويكسب؟ أولم نخسر نحن؟

أنا ايضا اشعر باغراء خوض المراهنة: ميت روماني ليس تحفة كبيرة الا ان فرصه لم تنفذ رغم تملصه ونعومة جلده، في هذا الاسبوع فقط كشف عن دفعاته الضريبية السخيفة وعن حسابه في سويسرا. الا انه ما زال المرشح المفضل للمؤسسة الجمهورية. المتبرعون الكبار والناخبون المستقلون يريدونه ولا يريدون غينغرتش الذي سيطبخه اوباما في الزبدة الموجودة فوق رأسه.

وهكذا أدخلنا الخبراء في أمريكا – نتنياهو وثلة مستشاريه – في وضع من الخسارة شبه المؤكدة او كما يقولون ذلك في الديوان بلكنة انجلوساكسونية – لوز لوز سيتيويشن: ويلنا من اوباما الذي يشعر بالحقد في صدره وويلنا من روماني الذي لن ينسى حمام الدم الذي أعده له رفاق نيوت وبيبي.