خبر لهامس في أذن المسؤول الكبير- يديعوت

الساعة 09:19 ص|25 يناير 2012

بقلم: ايتان هابر

 (المضمون: لماذا حل جنرالات هامون على مدى السنين محل المتفرغين العسكريين لدى رئيس الوزراء، وكيف حصل انهم يتطلعون الى هذا المنصب كي يواصلوا الخدمة في مناصب رفيعة اخرى في الجيش الاسرائيلي - المصدر).

        هذه قصة عن السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، كل سكرتير عسكري. قصة عن ضابط يدحر دوما الى هامش الضابطية العليا في الجيش الاسرائيلي. ضابط يبدو في صور الصحافة كمجهول دوما، غير مشخص، من خلف كتف رئيس الوزراء، في جانبه الايمن أو الأيسر. الجيش الاسرائيل، دوما تقريبا، لم يحسب له حساب.

        بعد وقت قصير من تعيين مناحيم بيغن اريك شارون وزيرا للدفاع قال شارون لبيغن: لماذا نحتاج كلانا الى سكرتيرين عسكريين، عميدين؟ دعنا نبعث بهما الى البيت (هذا ليس اقتباسا دقيقا لاننا لم نسمعه شخصيا).

        بيغن، في الولاية الثانية كرئيس للوزراء، لم يفهم بعد يمينه من يساره في شؤون التعيينات الشخصية و "أكل خدعة" شارون. فبعث الى البيت برويكا بوران، سكرتيره العسكري والرجل الذي كان له تأثير على أذنه. أما شارون، من جهته، فبعث الى البيت السكرتير العسكري لوزير الدفاع، ايلان تهيلا، وجلب بدلا منه مراسل عسكري، الرائد عوديد شمير. والى جانب بيغن بقي المراسل العسكري، المقدم عزرئيل نافو، الذي أظهر بالذات جسارة في قتاله ضد شارون.

        كل من يعرف الاوليات فهم على الفور المناورة. شارون يريد فتح حرب لبنان الاولى، تلك التي سميت لاحقا حرب الخدعة، فصفى من كان عائقا في وجهه على أذن بيغن. وكانت هذه بالمناسبة اشارة اولى للحرب المرتقبة، قبل وقت طويل من اندلاعها. صحيح أنهم حاولوا مناشدة بيغن ولكن لم يكن هناك مع من يمكن الحديث. فقد اعتقد بان شارون لن يطعمه "خدع".

        شارون كان الاول، مثلما في مواضيع كثيرة، في فهم أهمية السكرتير العسكري الى جانب صاحب المنصب الاعلى: فهو الرجل الذي يطلع رئيس الوزراء على كل شيء في مجالات الامن المختلفة، بما في ذلك الموساد والشاباك (مؤسسة العمليات الخاصة وجهاز الامن الداخلي) ويشرح له ماذا يحصل. هو الرجل الذي يوجد 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الاسبوع قرب أذن المسؤول الكبير. ملاحظة قصيرة من فمه الى أذن "المسؤول"، ليقول له بالمناسبة، شيئا ما من قبيل "هذا الغبي هاتف في الصباح..." فإذا بهذا الغبي ينهي حياته الوظيفية.

        شارون تعلم عن أهمية السكرتير العسكري منذ عهد بن غوريون، حين حاول كسب قلب رئيس الوزراء، والسكرتير العسكري، العقيد نحمايا ارغوف، عرقله. بعد ذلك أخذ دروسا في هذا الموضوع لدى العميد آريه بار أون، الذي كان كلي القدرة لدى موشيه دايان. الطريق الى "المسؤول" مرت عبر السكرتيريين العسكريين، وشارون، تلميذ ممتاز، تعلم.

        حتى ما بعد حرب يوم الغفران كان السكرتيريون العسكريون من قبيل "المتفرغين العسكريين"، رجال ثقة "المسؤول"، ممن خرجوا مرات عديدة عن صلاحياتهم واجتازوا الخطوط الى الجانب السياسي. في معظم الحالات كانوا موالين جدا ايضا لحزب "المسؤول". مثلا: اسرائيل ليئور (اشكول، غولدا) روى في مذكراته انه اضطر الى الانتظار لزمن ما تعيينه الى أن تلقى "تسويغا من مباي". لتعيين عسكري؟ نعم، لتعيين عسكري.

        منذ دايان، تقريبا، بدأوا جميعا في الجيش يفهمون أهمية المنصب، وبالاساس قدراته على التأثير على "المسؤول" الكبير. ولكن بينما في معظم الحالات ليست جميعها، كان هذا المنصب الاخير في الجيش الاسرائيلي، ولم يكن للسكرتير العسكري افق ترفيع ولهذا فقد كان معفيا من التزلف واللعق، فان شارون، هذه المرة كرئيس للوزراء، جعل منصب السكرتير العسكري "خشبة قفز" لتعيينات هامة بعده. الفكرة التي خلف الامر: التشكيل في المستقبل على الاقل لجزء من التعيينات في هيئة الاركان، وبالاساس حملة المناصب الهامة فيها. وهكذا وصل آيزنكوت (الذي بدأ لدى باراك) الى منصب قائد المنطقة الشمالية، كابلنسكي الى قائد المنطقة الوسطى ونائب رئيس الاركان وغالنت الى قائد المنطقة الجنوبية.

        ليس هذا مقالا عن يوحنان لوكر او امير ايشل. بل هو مجرد يشرح لماذا حل جنرالات هامون على مدى السنين محل المتفرغين العسكريين لدى رئيس الوزراء، وكيف حصل انهم يتطلعون الى هذا المنصب كي يواصلوا الخدمة في مناصب رفيعة اخرى في الجيش الاسرائيلي.