مجلس شورى الحركة بالسودان رفض طلبه

خبر مصدر : مشعل باق في قيادة حماس لـ4 سنوات أخرى

الساعة 08:59 ص|22 يناير 2012

وكالات

على الرغم من البيان الصادر عن حركة حماس ونشره في موقع «المركز الفلسطيني للإعلام»، وهو الموقع شبه الرسمي، عن رغبة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي للحركة، في عدم الترشح لدورة جديدة في الانتخابات المقررة في يونيو (حزيران) المقبل، فإن مصدرا فلسطينيا مطلعا في دمشق أكد أن اختيار مشعل مجددا إلى هذا المنصب ولسنوات أربع مقبلة مضمون 100%.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: إن مجلس شورى الحركة، الذي انعقد بأعضائه الـ59 في العاصمة السودانية الخرطوم قبل نحو 3 أسابيع كما كانت «الشرق الأوسط» قد كشفت في حينها، رفض، بالإجماع، رغبة مشعل بعدم الترشح، وأنه سيكون المرشح الوحيد لهذا المنصب في يونيو (حزيران) المقبل.

وجاء طلب مشعل، حسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، وأكده بيان حماس في هذا الصدد في التقرير السياسي الذي قدمه مشعل إلى اجتماع مجلس الشورى حول مسار الحركة في السنوات الأخيرة. وقال المصدر إن مشعل اختتم خطابه راجيا أعضاء المجلس النزول على رغبته بعدم الترشح لدورة جديدة لمنصب رئيس المكتب السياسي الذي يشغله منذ عام 1996، وهو العام الذي خلف فيه مشعل رئاسة المكتب من موسى أبو مرزوق، الذي اضطر للتخلي عن هذا المنصب بعد اعتقاله في نيويورك ، وأفرج عنه في صفقة تنازل فيها عن جنسيته الأميركية، وعاد ليعيش في عمان حتى ترحيله مع مشعل وقادة آخرين في حماس إلى سوريا عام 1999. وحسب البيان، الذي جاء تحت عنوان لا يعني على الإطلاق أن أمر عدم الترشح محسوم، وهو «حماس: مشعل أبدى رغبة بعدم الترشح للدورة التنظيمية المقبلة»، فإن قيادات الحركة ورموزها تمنوا على الأخ المجاهد خالد مشعل العدول عن ذلك، وترك الموضوع لمجلس الشورى وتقديره للمصلحة العليا، مع الاحترام والتقدير لرغبته، معتبرين ذلك شأنا عاما تقرر فيه مؤسسات الحركة وليس شأنا شخصيا خالصا.

وقال المصدر إن طلب مشعل، الذي ترك بصمات واضحة على مسار حماس السياسي في السنوات الأخيرة، نزل على رؤوس أعضاء المجلس نزول الصاعقة فمنهم من تأثر تأثرا شديدا حتى البكاء، مثل الدكتور صلاح البردويل، ومنهم من أصيب بحالة من الوجوم والصمت المطبق. وانتهى اجتماع مجلس الشورى برفض طلب مشعل بالإجماع.

يُذكر أن رئيس المكتب السياسي يرشحه فقط مجلس الشورى، ولا أحد يستطيع ترشيح نفسه بنفسه إلى هذا المنصب، كما هي العادة في الانتخابات العادية.

ويحظى مشعل، كما قال المصدر، باحترام جميع الأطراف في حركة حماس، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وفي أوساط العسكريين وقيادة الجناح العسكري للحركة، كتائب القسام، تحت قيادة أحمد الجعبري، أو حتى في صفوف المعتقلين. وأضاف المصدر أن هناك إجماعا عليه داخل الحركة باستثناء بعض ما سماه «الفرقعات» التي يطلقها في قطاع غزة محمود الزهار، عضو المكتب السياسي للحركة، بغرض المناكفة، التي وصلت حد انتقاد توجهات مشعل بشأن المصالحة وإعطاء فرصة جديدة للمفاوضات والدولة الفلسطينية في حدود 1967، في حفل توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة في مايو (أيار) الماضي، الأمر الذي دفع، على غير عادة المكتب السياسي، إلى إصدار بيان يرفض انتقادات، واتخاذ إجراءات عقابية ضد الزهار والتهديد بتجميد عضويته في المكتب السياسي.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن ثمة إجماعا في أوساط قيادات حماس، بمن فيهم الزهار، على أنه سيجرى انتخاب مشعل لدورة جديدة، وربما تكون الأخيرة لرئاسة المكتب السياسي. وهذا يتناقض مع ما قالته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في تقرير لها حول ما سمته الخلفية وراء قرار مشعل بالتنحي.

كانت «هآرتس» قد عزت نية مشعل عدم الترشح إلى ما سمته الشرخ المحتدم بين قيادة حماس في الخارج وقيادتها في غزة، التي تعارض التغييرات السياسية في الحركة، منها: الموقف من إسرائيل، والمصالحة الفلسطينية الداخلية، والسعي إلى إقامة الدولة، وفوق كل شيء الموقف من سوريا وإيران.

وحسب زعم «هآرتس»، فإن «إسماعيل هنية (رئيس الحكومة في غزة) وكبار رجالات حماس قرروا الإثبات لكبار مسؤولي الحركة في دمشق أنهم لن يوافقوا بعد الآن على تلقي القرارات التي تنزل عليهم من فوق ولا يكونون راضين عنها»، وأضافت: «موقف قيادة غزة لاقى الإسناد حين حاول مشعل تغيير استراتيجية الكفاح لحماس، وقيادة المنظمة نحو مصالحة تاريخية مع فتح والتركيز على إدارة الكفاح على نمط الربيع العربي، هذا كله في الوقت الذي بقي فيه هنية متمسكا بموقفه ومطالبا بتوحيد الصفوف مع الجهادي الإسلامي رئيس الذراع العسكرية لحماس في القطاع، أحمد الجعبري، ولم يعلن بعدُ تأييده أيا من الطرفين».

وأوضحت الصحيفة أن «التوتر الشديد بين هنية ومشعل بدأ في أعقاب لقاء المصالحة بين مشعل والرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في نوفمبر (تشرين الثاني) في القاهرة وقبل ذلك، في مايو , حيث دعم مشعل المقاومة الشعبية بينما قالت الاسوشيتد برس انه طالب حماس باتخاذ خطوات للتحول الى حزب سياسي فحسب». وقالت: «إن رد فعل هنية على هذا المذهب لم يتأخر. في البداية شرح أن الكفاح المسلح هو خيار استراتيجي، وعمليا هو الإمكانية الوحيدة لحماس لتحقيق أهدافها. وفي زيارته الأخيرة إلى مصر وتركيا والسودان، أوضح هنية أن الدولة الفلسطينية ستقوم على أي سنتيمتر من فلسطين، من النهر حتى البحر، وأن حماس لن تعترف بإسرائيل أبدا».

ولفتت الصحيفة إلى «أن المواجهة بين هنية ومشعل نالت الزخم أيضا في لقاء قيادة المنظمة في الخرطوم، حين انتقد هنية مشعل علنا، وهكذا، في غضون أسابيع معدودة فقط تحول رئيس حكومة حماس، من أحد الزعماء الذين يعتبرون الأكثر براغماتية في قيادة المنظمة، إلى صقر يحاول شق طريق مشعل إلى الخارج».

وتحدثت الصحيفة عن 4 مرشحين محتملين هم موسى ابو مرزوق نائب مشعل, واسماعيل هنية واسامة حمدان ومحمود الزهار.

غير أن المصدر الفلسطيني المطلع في دمشق قال إن ثمة خطأ وخلطا في معلومات «هآرتس»؛ لأن الخلاف نشب بين الزهار، وليس هنية، من جهة، وقيادة حماس داخليا وخارجيا من جهة أخرى. وهو، أي الزهار، الذي انتقد موقف مشعل، وليس هنية. ولم يصدر عن هنية، حتى الآن، ما يبين أنه على خلاف مع مشعل.