في رسالة للضغط على نتنياهو

خبر المانيا تستقبل عباس بحفاوة وتدعو اسرائيل لوقف الاستيطان

الساعة 07:03 ص|20 يناير 2012

فلسطين اليوم

أجمع القادة الألمان بدءاً برئيس الدولة كريستيان فولف والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل ووزير الخارجية غيدو فيسترفيلله وصولاً الى رئيس البرلمان الاتحادي نوربرت لامرت الذين اجتمعوا مع الرئيس محمود عباس في اليومن الماضيين، على مطالبة إسرائيل «بوقف سياسة الاستيطان التي تعطّل حل الدولتين». ورأى مراقبون أن حفاوة الاستقبال والكلمات الواضحة المغزى التي أطلقها المسؤولون الألمان هذه المرة كانت بمثابة رسالة ضغط علنية على حكومة بنيامين نتانياهو التي طالبها هؤلاء «بالإسراع في تحديد تصوّرها لحدودها ولمتطلبات الأمن» بينها وبين دولة فلسطين.

 

واجتمعت المستشارة مركل مع عباس في ساعة متقدمة من بعد ظهر أمس، لكن مصادر حكومية أكدت أن المواقف التي ستعلنها بعد الاجتماع ستتماشى مع ما صرّح به المسؤولون الآخرون. والخلاف الأبرز الذي قد يظهر بين الجانبين هو الموقف من المسعى الفلسطيني الى الحصول على اعتراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن بدولة فلسطين، اذ ترفض برلين الأمر وصوتت ضده وتقول إنه لن يؤدي إلى إنشاء دولة.

 

وذكر موقع «شبيغل» الإلكتروني أن الوفد المرافق للرئيس الفلسطيني اعتبر الاستقبال البروتوكولي الرفيع المستوى من جانب الرئيس الألماني لضيفه، وحفلة الغداء التي اقامها على شرفه إلى جانب المحادثات التي أجراها معه «لفتة لها دلالة إيجابية». وبعد أن أكد فولف لعباس دعم بلده الجهود الجديدة التي تبذلها اللجنة الرباعية الدولية بهدف إحياء مفاوضات عملية السلام المتوقفة، شدد على أن ألمانيا «ستواصل بذل جهود جوهرية لأقامة دولة فلسطينية».

 

وأوضح فيسترفيلله بعد اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني في مقر إقامته في برلين أنه يرى «أن الكرة أصبحت الآن في ملعب إسرائيل» بعد المفاوضات التي أُجريت بينهما في عمّان في الثالث والتاسع من الشهر الجاري وانتهت من دون نتائج ملموسة باستثناء الاتفاق على مواصلتها لاحقاً. وذكرت مصادر وزارة الخارجية الألمانية بعد الاجتماع أن عباس وفسترفيلله يريان «أن على إسرائيل الإسراع في تقديم اقتراحاتها في شأن الحدود والأمن» بين الدولتين. وإذ دعا فيسترفيلله الجانبين «إلى التخلي عن الاستفزاز»، جدّد انتقاد حكومته الشديد لإسرائيل على نهجها الاستيطاني «الذي يعطل الجهود المبذولة لتحقيق حل سلمي دائم في الشرق الأوسط».

 

وطالب حزب «الخضر» الألماني أمس حكومته «باتخاذ موقف أكثر حزماً إزاء إسرائيل». وقال النائب الاتحادي عن الحزب رئيس المجموعة البرلمانية الألمانية - الاسرائيلية جيرزي مونتاغ في حديث إلى إذاعة «إس في إر» إن على برلين «أن توضح لإسرائيل بصورة أكبر أن مواصلة البناء الاستيطاني في المناطق الفلسطينية المحتلة هو انتهاك للقانون الدولي».

 

وقالت مركل عقب لقائها عباس امس، إنها ترى ضرورة قصوى للعودة الى المفاوضات مع إسرائيل وتحقيق تقدم، مضيفة أن ألمانيا ستعمل مع شركائها في الاتحاد الاوروبي لإجراء محادثات مع اسرائيل في هذا الصدد، في اشارة ضمنية الى ممارسة ضغوط عليها. وقررت دعم السلطة بـ 42 مليون يورو من أجل المساهمة في تعزيز مؤسسات الدولة الفلسطينية.

 

من جانبه، قال عباس ان سياسة اسرائيل تدمر السلام، خصوصاً في القدس الشرقية. وشكر مركل على تفهمها لمسائل المصالحة الفلسطينية.