خبر لماذا لا يخدم الاصوليون في الجيش- معاريف

الساعة 09:05 ص|17 يناير 2012

بقلم: عوفر شيلح

(المضمون: الاصوليون لا يخدمون في الجيش ببساطة لان نتنياهو يريد أن يكون رئيسا للوزراء دون أن يحكم وباراك يريد أن يكون وزيرا للدفاع يهتم بالعمليات العسكرية فقط ولان الجمهور يستمتع بكراهية الاصوليين - المصدر).

أعلن أمس رئيس الوزراء بان الحكومة تعتزم ان تقر لخمس سنوات اخرى مفعول "قانون طال"، الذي يرتب عمليا تملص الاصوليين من الخدمة العسكرية. واثارت اقواله عاصفة من جانب النواب في الكنيست ورجال الاحتياط الذين اتهموا نتنياهو بتفكيك نموذج جيش الشعب وبتعريض أمن الدولة للخطر. وزير الدفاع، الذي بدأت مبادرة قانون طال في عهده كرئيس للوزراء قال معقبا ان القانون فشل واقترح نموذج خدمة عسكرية ومدنية للجميع، والى جانبه أجر لاولئك الذين يختارهم الجيش للخدمة العسكرية.

        الجميع، من نتنياهو وحتى "منتدى المساواة في العبء"، يؤدون في هذه القصة دورهم في حفلة الاقنعة، السائدة في اسرائيل بدلا من الحكم السليم. رئيس الوزراء يلوح بمعطيات فارغة عن ان عدد الاصوليين الذين يخدمون في الجيش ازداد، دون أن يتطرق الى حقيقة أن أكثر من نصف المواطنين الاسرائيليين الذين وصلوا هذه السنة الى عمر  18 لن يخدموا في الجيش على الاطلاق او لن يستكملوا خدمة كاملة، وبالتأكيد لن يصبحوا جنود احتياط؛ وزير الدفاع يجيد القيام بمهامه الدائمة كمراقب للدولة بالوكالة، ويقترح شيئا صحيحا في أساسه، دون ان تكون له أي نية لتحقيقه او حتى للعمل على وجوده؛ والمحتجون، ذوو النوايا الطيبة، يغذون شعلة الغضب بين القبائل الاسرائيلية، بدلا من أن يعملوا بنجاعة مواطنين واعين على اصلاح الوضع.

        لو اراد نتنياهو أن يكون رئيس وزراء، وليس فقط أن يحمل هذا اللقب، لكان بلور النموذج الوحيد الذي يوجد له احتمال في التحقق ومبرر: الخدمة للجميع. الجيش يختار من يريد، والباقون يخدمون خدمة مدنية بمدة مشابهة للخدمة العسكرية الاساس، التي تقلص في سياق تدريجي الى سنتين – مثلما قررت لجنة بن بست، تلك التي عينها وزير الدفاع شاؤول موفاز قبل أكثر من ست سنوات. من يختاره الجيش الاسرائيلي للخدمة يحتاج الى فترة ثلاث سنوات، ولا سيما الجنود القتاليين يعوض في اثناء خدمته بالاجر، الذي يمكن ان يتراكم الى مبلغ يفوق مائة الف شيكل (اذا مثلا دفع له أجر حد أدنى في اثناء سنتي الخدمة الاخيرتين). ببساطة لازم. مقبول اليوم حتى من جانب الجيش الاسرائيلي، الذي عارضه على مدى السنين بل والغى تطبيق توصيات بن بست حين احتاج الى ذريعة لادائه الفاشل في اثناء حرب لبنان الثانية. هذا لن يصلح الوضع الذي يكون فيه من يعرض نفسه للخطر ومن لا يفعل ذلك، ولكن هذا الوضع قائم على أي حال بين القتاليين وغير القتاليين، وسيبقى قائما دوما.

        لهذا النموذج سيكون ائتلاف من الجدار الى الجدار تقريبا، وبالتأكيد اكثر بكثير مما هو لازم من أجل اقراره كقانون. لديه جدوى اقتصادية: الدخول الى دائرة العمل لعشرات الالاف ممن لا يعملون اليوم بسبب "توراتهم معتقدهم"، تقليص المخصصات التي تدفع لهم اليوم، الى جانب الخروج المبكر من الخدمة العسكرية لقسم كبير ممن يقدمون الخدمة الالزامية، كل هذا معا سيمول أجر القتاليين بل وأكثر من ذلك. وسيكون له دعم جماهيري وذلك لانه سيزيل احدى المسائل الاكثر ازعاجا لكل اسرائيلي.

        إذن لماذا لا يحصل هذا؟ لان نتنياهو لا يريد أن يحكم حقا، بل فقط أن يكون رئيس وزراء؛ لان باراك لا يريد حقا أن يكون وزيرا للدفاع، بل فقط ان يقرر في شؤون العمليات العسكرية؛ لان السياسيين يفضلون الخصام على تحسين حياتهم؛ ولان الجمهور لا يريد حقا ان يحل الموضوع، بل يفضل أن يكره الاصوليين (العرب، الذين هم ايضا لا يخدمون، نحن نكرههم لاسباب اخرى)؛ لان اسرائيل لا تريد حقا ان تكون دولة، حيث تحكم المملكة ويكون للمواطن منظومة معقولة من الواجبات والحقوق، بل تفضل الغرق في المخاوف والكراهية القبلية.