خبر البرزخ"من عجائب إعجاز الله في كتابه

الساعة 09:43 ص|15 يناير 2012

فسطين اليوم

"مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ"

 

المحيطات والبحار كتلة شاسعة تشكل 70% من مساحة الكرة الأرضية لم يكن الإنسان علي معرفة بخصائص الماء في كل من المحيطات والبحار وغيرها من المجاري المائية ولم يشغل  اهتمامه أبدا أكانت المياه علي الأرض واحدة  أم مختلفة في خصائصها.

 

إلي أن أبحرت السفينة البريطانية "تشالنجر" حول العالم منذ عام 1872 ميلاديا وخلال أربعة أعوام اكتشفت اختلاف تركيب مياه البحار المالحة، وكانت هذه هي الشرارة الأولي التي أشعلت فتيل البحوث والدراسات التي توالت باحثة  عن سر هذا الاكتشاف الرهيب، حتى جاء القرن العشرون ليكتشف علماء البحار وقتئذ وجود حواجز مائية وتم تصويرها عبر الأقمار الصناعية فتوصلوا إلي وجود نوعين من تلك الحواجز.

 

أولها الحاجز بين البحرين ويكون بين بحرين مختلفين في الحرارة والملوحة والكثافة وقابلية ذوبان الأكسجين  والأحياء المائية أيضا،ومع كل هذا الاختلاف يحافظ البرزخ علي خصائص كل بحر علي حدا دونما أي اختلاط،   حيث إذا اختلطت ماء أحدهما بماء الآخر يكون ذلك بالقدر البسيط ، ما يجعل الماء المختلطة تكتسب خصائص    البحر الذي تنتقل إليه.

 

ثانيا الحاجز بين نهر عذب وبحر مالح، اكتشف العلماء أن مياه المصب هي منطقة فاصلة بين ماء البحر المالح وماء النهر العذب يحيط بها برزخ ، الذي بدوره  يحافظ علي خصائص مياه المصب المميزة، وأيضا يفصل بين مياه البحر ومياه النهر علي الدوام حيث ينعدم اللقاء المباشر بينهما علي الرغم من حركة المد والجزر، ومن حيث الكائنات الحية تختص منطقة المصب بأنواع محددة تنحصر جميعها بين هذا البرزخ الفاصل، بحيث أنها كغيرها من الأحياء المائية تموت إذا خرجت من مياهها وانتقلت إلي مياه أخري.

 

وقوله تعالي " يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" يؤكد أن المقصود هنا بحران مالحان، إذ أن اللؤلؤ والمرجان يخرج من الكائنات البحرية ، وكلمة مرج في قوله تعالي " مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ" تعني الذهاب والإياب والاختلاط والاضطراب أي أن المياه تلتقي ولكن لا تختلط كلية "بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ" وهذا معني لا   يبغيان.

 

ويقول تعالي في آية أخري تأكيدا للآية السابقة " وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا" ، (النمل:61)، إذ أن المياه قد تختلط  ببطء شديد دون أن يطغي البعض علي الآخر كلية لوجود البرزخ بينهما، وهذا بيان صريح من القرآن عن الحاجز  بين بحرين.

 

أما الحاجز بين بحر ونهر فيتضح في قوله سبحانه " وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْب فُرَات وَهَذَا مِلْح أُجَاج وَجَعَلَ بَيْنهمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا" فالماء العذب الفرات هو غير المالح والماء الملح الأجاج هو شديد الملوحة فإذا  اختلطت المياهين في منطقة المصب تكونت مياه عذب ولكن ليست فراتا ومالحة وليست أجاجا،أي معتدلة في ملوحتها وعذوبتها.

 

أما قوله " وَحِجْرًا مَحْجُورًا" يقصد به الحجر علي الكائنات الحية التي تعيش في ماء المصب ،كذلك هي محجورة عن الكائنات التي خارجها من الدخول فيها ، فكل مياه لها خصائصها وأحيائها المميزة عن غيرها.

 

والآن هل كل هذا من قبيل الصدف البحتة؟ أو سحر وتحريف لهذا النظام الإلهي العجيب الذي يحفظ اختلاط الماء ببعضها علي الرغم من أنها في مكان واحد؟؟

 

دع العقل يجيب ثم قل سبحانه مارج البحرين والحمد له علي نعمة الإسلام.