رغم الأجواء الملبدة بالطائرات الحربية والاستطلاعية الصهيونية التي لم تغادر أجواء قطاع غزة خلال الفترة الأخيرة ,إلا أن مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يحرصون على مواصلة رباطهم على الثغور تحسباً لأي توغل صهيوني مباغت باتجاه المدن والقرى الفلسطينية للدفاع عنها ورد كيدهم.
ويسجل لرجالات "سرايا القدس" على مدى السنوات الماضية التصدي ودحر الاحتلال في عمليات التوغل الصهيونية التي تستبيح المناطق الحدودية الشرقية والشمالية من قطاع غزة, مكبدين الاحتلال خسائر في الأرواح والعتاد.
في ظل أجواء التصعيد القاتمة التي تعيشها غزة، وفي ظل أجواء البرد القارص، التقى مراسلوا موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس، بعدد من مسئولي مجموعات الرباط في سرايا القدس على الثغور لمتابعة ما يدور وما يجري على الحدود وما يتمتع به هؤلاء الجنود المجهولون من عزيمة قوية وإصرار على الشهادة للدفاع عن أبناء شعبهم في حال إقدام العدو على ارتكاب أي حماقة.
لن نتردد في الدفاع
المجاهد في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "أبو طارق" كان له حديثه الخاص مع مراسل "الإعلام الحربي" بلواء رفح حيث قال:" إن الإيمان بالله وبما وعد به عباده المجاهدين يحفزنا على تحمل كل مشاق الرباط على الثغور في ظل الأجواء الملبدة بطائرات الاستطلاع وأجواء البرد القارس الذي يجتاح المناطق الحدودية في ساعات المساء". مؤكدا أن كافة المرابطون لديهم الاستعداد التام والتدريبات الكافية لمواجهة النخبة الصهيونية المتحصنة خلف الأبراج الأسمنتية والدبابات والطائرات.
وأضاف :"أقصى ما يتمناه المرء منا أن يلقى الله تعالى مقبل غير مدبر في معركة يتمنى من خلالها قتل اكبر عدد من الجنود الصهاينة أسوة بمن سبقه من أخوانه المجاهدين الذين كانوا يرابطون على هذه الثغور وقضوا نحبهم".
وأوضح أبو طارق:" السرايا تعطي أهمية كبيرة لمجموعات المرابطين لما لهم من دور ريادي في التصدي للعدو الصهيوني ويعتبروا الجدار الأول والحصن المنيع للمقاومة والمواطنين". مؤكدا عزمهم التمترس في خندق المواجهة الأول دون تردد أو تراجع مهما كلفهم ذلك من ثمن.
ننتظر بلهف
المجاهد في سرايا القدس "أبو صهيب" أحد مرابطي سرايا القدس بكتيبة الشرقية بلواء خان يونس والذي فضل أن يكون على مقربة من السياح الأمني الذي يفصل القطاع عن الأراضي المحتلة عام48 , حاملا بيده اليمنى سلاح الكلاشنكوف وبيده الأخرى يحمل "زر التفجير" لتفجير العبوات الناسفة التي زرعها في طريق سير آليات الاحتلال التي تحاول التوغل تجاه المناطق الفلسطينية.
وقال لمراسل "الإعلام الحربي" بلواء خان يونس :"إننا على يقين تام بنصر الله لنا الذي وعد به عباده المؤمنين والمستضعفين في الأرض,وتلك التهديدات والاستهداف المتواصل بحق قادة المقاومة لن يثنينا عن مواصلة طريقنا في الرباط والدفاع عن أراضينا المقدسة".
ولفت قائلاً:"على قادة العدو أن يعلموا جيداً أننا نحب لقاء الله وننتظره بلهف وشغف كما هم يعشقون الحياة الدنيا".مؤكدا أن معظم المجاهدين يمتلكون إمكانات متواضعة مقارنة بما يمتلكه العدو من اعلي ترسانة عسكرية في العالم.
ويضيف المرابط على الحدود:" الجنود يختفون ولا يظهرون أبدا أمام أعيننا ويبقون طوال فترة خدمتهم داخل الأبراج المحصنة كالفئران ,ولا يخرجون منها إلا وقت انتهاء الخدمة ".
مؤكدا أن ما يمنع المجاهد من الوصول إليهم هي تلك الآليات والطائرات والرشاشات التي تعمل بشكل اتوماتيكي من خلال اتصالها بأجهزة الرصد المرتبطة بغرفة العمليات الصهيونية.
نتبع تكتيك
أبو حمزة مسئول إحدى نقاط الرباط لمجموعات سرايا القدس أكد أن المجاهدين أثناء رباطهم يتبعون سلسلة من الإجراءات الأمنية ويوزعون مهامهم حسب تضاريس المنطقة وحركة الطيران الحربي والاستطلاعي وآليات الاحتلال المتواجدة داخل الشريط الحدودي.
وأشار أبو حمزة لمراسل "الإعلام الحربي" بلواء الوسطى :" إلى أن مجاهدي السرايا يقومون بتوزيع مهماتهم بشكل منظم قائلا:" نتبع تكتيك منظم وسري في توزيع المرابطين على الثغور حيث تراعي كافة تضاريس المنطقة وتحركات العدو وهذا التكتيك جزء من العمل الجهادي الذي اختطته سرايا القدس لنفسها".
وتابع :" عملنا يأتي في إطار متكامل ونحن جزء من سلسلة متصلة لمتابعة تطورات الأوضاع أولا بأول في كافة المناطق ,حيث يكون العمل منسق ويسير بشكل منظم للتصدي لأي طارئ يحصل على الجبهة الشرقية لقطاعنا الحبيب".
وبين أبو حمزة أن عمل نقاط الرباط مهم وبالغ التعقيد والحساسية لأنه بالدرجة الأولى سيكون في مواجهة مع نخبة الجيش الصهيوني وهم القوات الخاصة التي غالبا ما تقوم باختراق سكون الليل للقيام بمهماتها داخل مناطق القطاع. إلا أنه أضاف :" المجاهدين جاهزين وعلى أهبة الاستعداد وسابقا واجهوا العديد من المواقف التي أثبتت قدرتهم على ردع الاحتلال وإصابته بشكل مباشر وإعاقته عن تنفيذ مخططاته ".
وذكر أبو حمزة أن عملهم الجهادي نابع أولا من حرصهم على توفير الأمن إلى كافة المواطنين مع إشارته إلى أن ارض الميدان كفيلة بخلق نوع من التنسيق بين الفصائل الأخرى التي غالبا ما تمارس ذات المهام كي يكتمل الجهد بصورة مناسبة وملائمة .
رغم قساوة البرد
بدوره أكد أبو مالك أحد القادة الميدانيين لسرايا القدس ومسئول نقطة رباط شرق مدينة غزة، أن السرايا تعطي أهمية كبيرة لمجموعات المرابطين لما لهم من دور ريادي في التصدي للعدو الصهيوني ويعتبروا الجدار الأول والحصن المنيع للمقاومة والمواطنين.
وحول سؤاله عن كيفية الرباط في ظل الأجواء الباردة وسقوط الأمطار الغزيرة قال أبو مالك:" المرابط رغم قساوة برد الشتاء هذا العام وعلى مدار السنوات الماضية إلا أنه لا ينقطع عن دوام رباطه ,لما له من أجر عظيم ,وأيضا يقدر عظم الأمانة التي يحملها في عنقه وحفاظاً علي أرواح المواطنين ".
وأضاف لمراسل "الإعلام الحربي" بلواء غزة:" الرباط في أجندتنا غير مرتبط بالأحوال الجوية وما دونه, فنحن خرجنا من بيوتنا إيمانا بعقيدتنا الإسلامية وقضيتنا العادلة وليس إجباراً, فالرباط والدفاع عن أرضنا المقدسة جزء من عقيدتنا وقرآننا الكريم الذي نستوحي منه كل خطوة نخطوها في جهادنا ضد العدو الصهيوني".
ولفت أبو مالك إلى أن الله تعالى يقف بجانب المرابطين ,قائلا:"عندما تهطل الأمطار بغزارة وتبتل أجساد المرابطين بين الأشجار على الثغور, تجد المرابطين أكثر استعداداً ونشاطا, وكأن الماء ينزل ليمدهم بالسكينة والطمأنينة ".
جاهزون للتصدي
من جهته أكد "أبو البراء" أحد المرابطين في النقاط المتقدمة القريبة من السياج الحدودي في شمال القطاع، أن سرايا القدس بجنودها الميامين على أهبة الاستعداد للتصدي لأي قوة صهيونية متوغلة, وستدافع بكل ما أوتيت من قوة لمنع العدو من التقدم داخل قطاع غزة الصامد والشامخ.
وأضاف لمراسل "الإعلام الحربي" بلواء شمال قطاع غزة :" العدو يتبع أسلوب الغدر والخيانة ضد أهلنا في القطاع, لذلك نحن جاهزون للتصدي لأي حماقة صهيونية ,فالاحتلال الصهيوني غير ملتزم بأي تفاهمات وهو ما كان واضحا خلال التهدئة الماضية التي خرقها الاحتلال لمرات عدة ".
ونوه قائلاً :" الواجب على فصائل المقاومة أن تبقى على أهبة الاستعداد وهو ما نعمل عليه نحن في سرايا القدس خلال رباطنا وجهادنا ,فالعدو مكار وخادع ويبيت في نيته لغزة المزيد من الدمار والخراب ,وهذا ما شاهدنا خلال التصعيد الأخير علي غزة وتصريحات قادة العدو".
وفي نهاية حديثه قال أبو البراء :"المجاهدون يواصلون دورهم المطلوب على طول الحدود ويتصدون بكل بسالة لأي محاولة دخول من قبل القوات الصهيونية , وبحمد الله المقاومة بخير وجاهزة للتصدي لأي عدوان ".