خبر كفى للتسويف -هآرتس

الساعة 10:09 ص|12 يناير 2012

بقلم: أسرة التحرير

مثل المبادرات السابقة لدفع المفاوضات على التسوية الدائمة الى الامام، فان المحاولة الاردنية لبث روح حياة في المسيرة السياسية اصطدمت هي الاخرى بسياسة التسويف لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. باراك رابيد أفاد أمس في "هآرتس" بان اللقاء الذي أجراه مع رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات في عمان، امتنع مبعوث رئيس الوزراء اسحق مولكو عن عرض الموقف الاسرائيلي في مسألتي الحدود والامن. وادعى مولكو بانه حسب صيغة الرباعية من ايلول الماضي، فان الموعد الاخير لرفع المواقف في موضوع الحدود والامن ينطبق مع نهاية الشهرين لاول لقاء بين الطرفين. والمعنى، في بداية شهر اذار وليس في 26 كانون الثاني.

ليست هذه هي المرة الاولى (وعلى أي حال ليست الاخيرة ايضا) التي يتملص فيها نتنياهو من البحث في المسائل الجوهرية التي بدونها لا يكون أي معنى "لاعلان بار ايلان" حول استعداده لحث حل الدولتين. رفض رئيس الوزراء عرض خريطته للتسوية الدائمة والرد على الوثيقة الامنية للطرف الفلسطيني، أدى الى فشل محادثات التقارب التي بدأت في ايار 2010، بادارة جورج ميتشيل، المبعوث الخاص للرئيس براك اوباما.  في نهاية تلك السنة رد نتنياهو مناشدات الرباعية بالاعلان عن اعترافه بحدود 67 كأساس للمفاوضات – الخطوة التي ترمي الى منع الازمة حول التوجه الفلسطيني الى مؤسسات الامم المتحدة.

نتنياهو لا يطالب بالمهلة الزمنية الاضافية لبلورة موقفه بالنسبة لحجم الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية والترتيبات الامنية في المناطق. موقفه الفكري من مصير المناطق والاحتياجات الامنية لاسرائيل من غير المتوقع أن يتغير في ستة أسابيع. طريقة التسويف، مثل تشجيع البناء في المستوطنات في الضفة وفي شرقي القدس يعكس سياسة عديمة المسؤولية، تتجاهل التغييرات الجارية في المنطقة وتزيد عزلة اسرائيل. نتنياهو وعد الجمهور الاسرائيلي بالعمل دون ابطاء على تقدم حل الدولتين. تأجيل الموعد لرفع المواقف للرباعية سيمدد حياة حكومته، ولكنه سيضر بالمصلحة الوطنية.