يتفنن أصحاب صالونات الحلاقة في مختلف أنحاء قطاع غزة في صنع أجمل ديكورات المحال الخاصة بهم، من مقاعد ورسومات وأشكال خارجية جاذبة للزبائن، في حين يغفل بعضهم عن الاهتمام بأهم جزء في هذه الصالونات وهي أدوات الحلاقة التي تستعمل للزبائن.
فصالونات الحلاقة، خاصةً الرجالية منها تنتشر بصورة كبيرة، وتكاد تكون مصدر هام وضروري يعتاش عليه الكثير من الشبان الذين وجدوا في هذه الصالونات ملاذاً للهروب من واقع اقتصادي صعب، خاصةً مع وجود مراكز لتعليم مهنة الحلاقة وتدريبها.
ولكن اللافت للنظر، أن المعدات التي يتم استخدامها في صالونات الحلاقة لا يتم تعقيمها بشكل مستمر، ويجري استخدامها لأكثر من شخص، الأمر الذي يسبب العديد من المضاعفات الخطيرة للمواطنين.
فالعديد من أصحاب الصالونات تغيب عنهم إجراءات السلامة والوقاية خاصةً من خلال الاهتمام بتعقيم الأدوات المستخدمة في الحلاقة، وتغييرها كل فترة وجيزة.
المواطن محمد فياض أكد في حديثه لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن كثيراًَ من المحلات تستخدم الموس الحامل للشفرة لحلق لأكثر من زبون في نفس الشفرة دون تعقيم أو استبدال، وإن كانت الشفرة تستبدل مع كل زبون فإن بعض بقايا الدم أو الميكروبات أو الفطريات والإفرازات تبقي متراكمة على الموس التي تنتقل من شخص لأخر من كثرة الاستعمال.
وأشار، إلى استخدام فرشاة الحلاقة التي تمرر على وجوه الزبائن والواحد تلو الواحد، ومن ضمن قائمة أدوات الحلاقة التي هي سبب من أسباب نقل العدوى والمرض "المنشفة" التي تستخدم لأكثر من واحد دون تنظيف أو غسيل مما يسبب نوع من التلوث وانتقال الميكروبات من شخص لآخر، وأيضاً فرشاة المعجون تستخدم لعشرات المواطنين يومياً دون تعقيم.
أما صاحب صالون الحلاقة (أبو محمد س) فبين، أنه يتم تعقيم أدوات الحلاقة من قبل دواء تعقيم خاص يحصل عليه من الأطباء لضمان صحة الزبائن وأنه يوجد شفرة حلاقة خاصة لكل زبون ويتم غسل الفوط كل يوم ومرايل الحلاقة ويتم تعقيم مقصات وفرش الحلاقة وهذه الطريقة مكلفة لصاحب المحل وبالتالي تصبح مكلفة على الزبون.
وبين أن هذا النوع من الصالونات خاص بالطبقة العالية من المجتمع بخلاف الصالونات الأخرى التي لا تكلف نفسها في استخدام شفره حلاقة خاصة لكل زبون وذلك ليتناسب مع الوضع المعيشي لدى الزبائن ، مما هدف في انتشار الأمراض.
ونوه إلى أنه يوجد زبائن تأتي بأدوات الحلاقة الخاصة بها خوفاً من انتقال بعض الأمراض إليها، مضيفاً أنه يطعم كل سنة من قبل وزارة الصحة لأنه الأكثر عرضة للأمراض المنتشرة مثل الأنفلونزا والفطريات.
فيما أضاف أحمد الزرد، صاحب أحد صالونات الحلاقة أنه يتم تعقيم الموس في الديتول دون تغير الموس، منوهاً إلى أنه عندما يتم تغيير الموس لكل زبون يصبح تكلفة الحلاقة مرتفعة وبالتالي يفضل الناس تكاليف رخيصة مما يعود بالضرر على المواطنين من خلال انتقال الفيروسات والالتهابات إليهم.
أما المواطن مؤمن الخالدي، فبين أنه يخشى انتقال الأمراض إليه وبالتالي يحرص ويحافظ علي أن لا يحلق لا بأدواته الخاصة به لضمان سلامته من انتقال بعض الأمراض، مشيراً إلى وجود إهمال من قبل بعض الحلاقين في استخدام وسائل الحماية من العدوى.
وطالب بضرورة أن يكون هناك رقابة من قبل وزارة الصحة على كافة محلات الحلاقة لضمان سلامة المواطنين وعدم انتشار الأمراض المعدية والخطيرة.
بدوره، أكد الدكتور مجدي ضهير مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن محلات الحلاقة عرضة لنقل الأمراض وبالذات شفرة الحلاقة التي يمكن أن تتلوث بالدم وتنقل العديد من الأمراض وهي :التهابي الكبد الوبائي، والالتهاب الرئوي البكتيري، والالتهاب السحائي، والإيدز، والتهاب الحلق والحنجرة، والتهاب الجيوب الأنفية ، الأنفلونزا وهذا الأمراض تشكل خطر كبير علي المواطنين ويتم نقل الأمراض من شخص مصاب إلى شخص سليم جراء استخدام الشفرة لأكثر من شخص وبتالي يجب تعقيم شفر الحلاقة و البشاكير والمرايل بشكل صحي.
وأوضح، أن أفضل وسيلة لتعقيم المرايل والبشاكير والشفرة هو الكلور المنزلي الذي ستخدم في غسيل الملابس، ولا ننصح باستخدام الكلونيا، والديتول وماشابه ذلك.
وأشار الدكتور ضهير، إلى أن هناك برامج توعية وإرشاد بشكل مستمر تقوم بها وزارة الصحة بالتعاون مع نقابة الحلاقة، وقمنا بحملات تطعيم لبعض الحلاقين الذي تقية من انتقال العدوى أو بعض الأمراض إليه مدى الحياة، والبعض الآخر لم يتم تطعيمه لقلة مواد التطعيم في قطاع غزة، وهذا يشكل خطر كبير علي الحلاقين لأنهم الأكثر عرضة للأمراض ومنهم ينتقل إلى الزبائن.
وقال الدكتور ضهير:"لا نخشى من انتشار الأمراض لأنه هناك أكثر من 65 من قطاع غزة محصنين من التهاب الكبد الذي انتشر في الآونة الأخير بين المواطنين وليس هناك زيادة في انتشار مثل هذه الأمراض.
ووجه حزمة من الإرشادات والنصائح إلى كافة محلات الحلاقة والمواطنين، منوهاً إلى أن مرض التينيا هو مرض معدي وينتقل عن طريق أدوات الحلاقة ويجب أن يكون من لديه هذا المرض تجنب استخدام أدوات الزبائن.
ونصح المواطنين من يريد أن يحلق أن يأخذ معه أدواته الخاصة به لتجنب العدوى ونقل الأمراض إليه، ويجب على صاحب الصالون أن يتأكد من نظافة الفوط والفرش وشفرة الحلاقة، وضرورة تعقيم كافة أدوات الحلاقة بشكل جيد لتفادي الأمراض المعدية، وأن على كافة محلات الحلاقة الالتزام بالإرشادات والقوانين التي تنص عليها وزارة الصحة لضمان سلامة المواطنين .