في ظل غياب الرقابة

خبر في غزة..رياض أطفال للتجارة فقط

الساعة 07:24 ص|11 يناير 2012

غزة

حديقة الأطفال.. أو رياض الأطفال.. هي تعبير عن الفترة الروحية والهامة للأطفال فهم كالنباتات الصغيرة التي تحتاج لرعاية وحماية قبل الدخول إلى المدرسة، ورياض الأطفال هو البستاني الذي يساعد في عملية بناء ونمو الطفل.

 

انتشار رياض الأطفال الملحوظ في قطاع غزة والتنافس الكبير بين المواطنين في إنشاء روضات لتجارة والكسب الوفير، مما أوجد ظواهر سلبية غير محمودة لها مخاطر جمة على حياة ومستقبل الأطفال كما أوضحتها أم عمر سلامة وهي أم لطفل من مدينة غزة يدرس في إحدى رياض الأطفال.

 

فقد قالت سلامة في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أن دور رياض الأطفال تراجع وخاصة في ظل وجود أكثر من 50 طفل داخل الصف الواحد، ولجوء الكثير من أصحابها لجمع أكبر عدد ممكن من الأطفال سعياً لجمع المال.

 

وبينت، أن بعض الأهالي أصبح يحسب لرياض الأطفال ألف حساب من ناحية التكلفة المالية العالية، والمستلزمات التي تطلبها الإدارة من الطلاب منذ بداية العام الدراسي، فيما يكون مستوى التعليم لبعض المعلمات متدنياً، نظراً لأن التعليم في رياض الأطفال أصبح بالنسبة للبعض مهنة يتم من خلالها جلب المال، وليس رسالة إنسانية.

 

وأشارت سلامة، إلى أن بعض الرياض تفتقر للنظافة سواء على مستوى الغرف الصفية أو المرافق الخاصة بها.

 

المواطن أبو محمد خوالدة، ناشد من خلال الوكالة، المسؤولين في وزارة التربية والتعليم لوضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة، حيث يتم تكريس جميع الأطفال في باص واحد ومنهم من يقف علي الشباك ومنهم من يقعد في الخلف علي الماتور لما يمكن أن يسبب ذلك من خطورة علي حياة الأطفال، على الرغم من قيام الأهل بدفع الأموال اللازمة لتأمين المواصلات.

 

وبين خوالدة، أن رياض الأطفال لا تقوم بدورها الكافي تجاه الطلبة، لافتًا في الوقت ذاته أنه من الطبيعي أن يوجد تنافس بين الرياض لجذب أكبر عدد من الأطفال من أجل توفير المال .

 

بدورها، أوضحت رنا صلاح الأغا مشرف تربوي رياض الأطفال في وزارة التربية والتعليم غرب غزة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه تم ترخيص هذا العام ما يزيد عن(65) روضة في قطاع غزة، ويتم متابعتها بشكل مستمر.

 

وعن الشروط والمعايير التي تتخذها الوزارة حيال رياض الأطفال، قالت الأغا:"يتم إعطاء ترخيص الروضات من خلال كشف هندسي وصحي، والتأكد من وجود كادر تعليمي ذات مواصفات معينة للتدريس في رياض الأطفال، وكذلك لابد من الحصول علي شهادات سير وسلوك من وزارة الداخلية، كما يجب أن يكون لدى جميع العاملين حسن وسلامة أمنية وشهادة خلو أمراض.

 

ونوهت، إلى أنه يتم التعاون مع وزارة الصحة من خلال الإشراف على الروضة من ناحية صحية وبعد استكمال الملف يمنح المواطن الرخصة لافتتاح روضة.

 

وأكدت الأغا، أنه يوجد أكثر من 4 آلاف طفل يدرسون في روضات غير مرخصة ولا تخضع لرقابة من قبل وزارة التعليم ولا تصلح لتعليم الأطفال، مؤكدةً أن ذلك يُشكل خطورة حقيقية على الأطفال، كما توجد روضات في حواصل والبعض في المنازل وهذا مخل في المعايير والشروط التي لابد من توافرها في رياض الأطفال.

 

وأشارت الأغا، إلى أن هناك بعض الخصائص والمميزات التي لابد من توافرها في إنشاء رياض الأطفال ولابد أن تكون الروضة طابق أرضي وتوجد مساحة رملية واسعة وخالية من الحفر الامتصاصية ومليئة بلا ألعاب والمراجيح الصالحة للعب دون أن تكون ذات حواف حادة أو كسر في بعض المراجيح لضمان سلامة الأطفال.

 

أما بخصوص الغرف الدراسية، فشددت على ضرورة أن تكون الغرف الدراسية لا تقل مساحتها عن 16 متر مربع لـ 16 طفل فقط ويجب أن يكون هناك تناسب بين مساحة الصف والساحة الخارجية وكذلك تهوية وإضاءة طبيعية للغرف ويجب أن تكون أباريز الكهرباء بعيدة عن متناول الأطفال .

 

ونوهت الأغا، إلى أنهم في وزارة التربية والتعليم لا يمكنهم متابعة الروضات الغير مرخصة لكثرتها وبالتالي تقع المسؤولية على وزارة الداخلية بالتعاون مع الشرطة في القضاء على مثل هذه الظاهرة الخطيرة التي تعود بالضرر على حياة أطفالنا ومستقبلهم التعليمي.