خبر الخط العنيف في طبيعة انستاسيا ميخائيلي .. هآرتس

الساعة 12:08 م|10 يناير 2012

بقلم: يوسي سريد

(المضمون: صور العدوان على ممثلي العرب في الكنيست تزداد وتتخذ اشكالا مختلفة تبلغ درجة الاعتداء البدني كما فعلت عضو الكنيست انستاسيا ميخائيلي من اسرائيل بيتنا بعضو الكنيست غالب مجادلة، وما كانت لتفعل هذا لولا التشجيع الذي حصلت عليه في حالات سابقة - المصدر).

يوجد في طبيعة النائبة البرلمانية انستاسيا ميخائيلي خط عنف ليس كلاميا فقط. فليست هذه أول مرة تهاجم فيها زملاء. ففي المرة السابقة مدت يد بطشها الى نائبة في الكنيست مثلها. لكنها لا تسمح لآخرين بأن يمسوا بالنساء ويهينوهن. فهي ستكون أول من تحتج على إهانتهن وعلى إهانتها هي نفسها قبل الجميع.

الحديث في واقعتي الهجوم عن نائبين عربيين. كان الله جل شأنه عادلا معنا حينما فتح نافذة تهويد للأغيار لأنه لولا ذلك لهاجمت روث المؤابية الرحيمة بصورتها الميخائيلية الآثمة يهودا في مسقط رأسها، لو ان رفاقها في الحزب وبخوها قبل ذلك ولم يثنوا عليها كما حدث آنذاك لما عاودت أمس شغبها.

ان المهاجَم عضو الكنيست غالب مجادلة صاح بها في عنفوان الجدل كي لا تقطع عليه كلامه "إصمتي" – لكنه في ثقافتنا البرلمانية وُجدت صرخات فاسدة دائما. لكن سكب الماء على الوجه تجديد منعش حقا. نعلم انه سُكب على رأس مجادلة ماء بارد مفيد لانتعاش الصباح. وفي المرة التالية قد يكون ماءا غاليا: فيتخلون عن الكأس ويسكبون السائل من الفم مباشرة كعادة بلدنا المقدس في المدة الاخيرة.

لا حاجة الى قدر كبير من الحنين الى الماضي لنتذكر أياما اخرى ليست بعيدة جدا: ففي الجدالات الأشد عصفا حينما اهتاجت النفوس، لم تعرف كنيست اسرائيل مظاهر عدوان بدني. وحتى عندما ناقش بن غوريون أو مناحيم بيغن خصومهما في غضب لم يجريا خلفهم الى المنصة ليثنيا أعناقهم ولانزالهم من هناك ولم يسكبا ماءا على وجوه المندهشين.

في تلك الايام كنا ننظر جميعا في صور من مجالس نيابية اخرى وكان يصعب علينا ان نصدق كيف تمتد أيدي المنتخبين بعضهم الى بعض. ولم تعد حاجة الآن الى مشاهد من الخارج فقد أصبحت عندنا في الداخل بانتاج ذاتي. ان المرأة الحديدية انستاسيا تخلصنا من ضعفنا بمصارعتها في الوحل.

ما كانت لتتجرأ لولا أنهم سمدوها في مستنبت اسرائيل بيتنا؛ ولولا أن رئيس لجنة التربية كان هو نفسه صديقا من اصدقائها وأعطاها بحضورها الشعور بأنها في البيت. ففي كتلة ليبرمان فقط يتعلمون كيف يرجمون العرب وكيف يُسكتون المؤذنين في المساجد واعضاء الكنيست في دار الكنيست. وفي الليكود ايضا يريدون الآن إسكات مدير مدرسة في عرعرة وإقالته فورا لأنه أخذ طلابه الى تل ابيب للمشاركة في مسيرة حقوق الانسان؛ وليت كثيرين تصرفوا مثله. ان هذه المسيرات التآمرية ليست للاولاد العرب، كما يعتقدون في وزارة التربية الاسرائيلية.

ويجب على غالب مجادلة ان يقرر الآن: أكان ذلك ماءا أم كان لُعابا. ويُخيل الينا ان هذا قرار سهل كثيرا. فربما يرسل رئيس الكنيست البقايا التي ضُبطت في غرفة الجلسات الى المختبر الوطني.