الأسباب التي دعت الأردن للعب دور رئيسي في المحادثات
فلسطين اليوم: غزة
تناولت صحيفة "جيروزليم بوست" الدور الأردني البارز في المباحثات الأخيرة في العاصمة عمان بين الوفد الفلسطيني المفاوض ونظيره "الإسرائيلي" بحضور ممثلين عن اللجنة الرباعية.
ورغم أنه لا يوجد أمل في ظل الوضع الحالي بخروج عملية السلام من النفق المظلم, إلا أن العاهل الأردني له أهداف ودوافع تجعله يلعب دور رئيسي في تلك المحادثات.
وأشارت الصحيفة في تحليل نشرته اليوم أن العاهل الأردني يريد أن يحمي مصالحه فهو عندما يجلس في قصره في عمان ويرى من الشرق العراق خاليا من القوات الأمريكية والمخاوف من انحدار البلاد نحو فوضى أمنية التي قد يطال شررها بلاده, ومن الشمال يرى نظام بشار الأسد يترنح واحتمالات سقوطه واردة, وسط خشية من محاولات جماعات ردايكالية من اختراق بلاده من هذا الاتجاه, ومن الغرب يرى الجانب الفلسطيني فهو يريد أن دولة فلسطينية برئاسة محمود عباس وهي الجهة الوحيدة التي يريد الأردن التعامل معها.
وبحسب الصحيفة فإن العاهل الأردني لا يريد إن يرى دولة فلسطينية تبعد عن عمان مسافة 15 دقيقة تكون حماس عنصرا أساسيا فيها فهو يتخوف من تأثير ذلك على بلاده, وهو يعتقد بأنه يمكن تجاوز حماس, من خلال تجديد المفاوضات والوصول إلى اتفاق.
ولفتت الصحيفة إلى أن يريد أن يقول كلمته فيما سيحدث في الضفة الغربية بحيث لا يريد نتائج تكون مخالفة لمصالحه, وبحسب اعتقاده فإن جولة جديدة من العنف الإسرائيلي-الفلسطيني ليس في مصلحته لان ذلك قد يؤدي إلى الاندفاع نحو الحدود ويمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في الأردن نفسها, وأيضا من يخشى من أن يؤدي عدم وجود محادثات إلى إدارة اللعبة من قبل أولئك الذين يريدون العنف, على حد تعبير الصحيفة.
وقال "كيريب كينون" مراسل الصحيفة للشئون الدبلوماسية "إن هناك تقييم واسع النطاق في إسرائيل, على الرغم من أن أحدا لا يجرؤ على قوله علنا, هو أن الأردنيين مهتمون بوجود أمني إسرائيلي طويل الأمد على طول نهر الأردن, علما أن إسرائيل تريد نشر رجال امن إسرائيليين على طول الحدود في إطار من أي اتفاق في المستقبل, كمنطقة عازلة لإبعاد العناصر غير المرغوب فيها التي قد ترغب في اختراق والسيطرة على الدولة الفلسطينية الوليدة, ووفي نفس الوقت يرغب الأردنيين بتحقيق نفس الهدف من أجل منع عناصر متطرفة ويريدون عزلهم عن الضفة الغربية خوفا من أن يشقوا طريقهم شرقا باتجاه الأردن".
وتابع قائلا "إنه وفق التقديرات الإسرائيلية فإن العاهل الأردني يشعر بالقلق من حركة حماس تماما كما كان يشعر الرئيس المصري حسني مبارك, الذي كان يخشى من فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة خوفا من التقاء حماس في قطاع غزة بالإخوان المسلمين في مصر, وكذلك الملك عبد الله لديه مخاوف مماثلة ولا يريد رؤية حدود يسهل اختراقها بين الضفة الغربية والأردن".
وبسبب مصالحه وعلى الرغم من العلاقة غير الجيدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر العاهل الأردني أن يأخذ زمام الأمور بين يديه والعمل على تجديد المحادثات تحت رعاية الأردني.
وكشفت الصحيفة أن هذا هو السبب في زيارة العاهل الأردني النادرة إلى رام الله في نوفمبر الماضي ولقائه مع محمود عباس, وكان أيضا هو موضوع الحديث عندما دعا الملك عبد الله رئيس الكيان "الإسرائيلي" شمعون بيرس إلى الأردن قبل أسابيع.
وأشارت الصحيفة إلى أن العاهل الأردني يريد إدراج نفسه في العملية السلمية الآن وهي أيضا خطوة حكيمة من قبل الملك لضمان انه لن تكون هناك تحديات أمام شرعيته كما كانت التحديات أمام شرعية القادة العرب الآخرين في أماكن أخرى من العالم العربي.
وفي هذه الحالة, وبمشاركته في حل القضية الفلسطينية – الإسرائيلية قد تكون في نهاية المطاف عاملا مساعدا في ضمان بقاء عرش الملك.
وختمت الصحيفة بالقول "أن تثبت نفسك هي خطوة مفيدة وحكيمة وهي تكتيكية عندما يسأل من الآخرين "ماذا فعلت؟" خصوصا في ظل الاضطرابات التي حولك من العراق شرقا وسوريا شمالا أو حتى من الفقاعات التي قد تظهر في الداخل.