خبر صحيفة: الأردن يعارض خيار المقاومة الشعبية خوفا من انتقال العدوى

الساعة 10:57 ص|05 يناير 2012

صحيفة: الأردن يعارض خيار المقاومة الشعبية خوفا من انتقال العدوى

فلسطين اليوم- وكالات

قالت صحيفة "القدس العربي" أن الفكرة التي استخدمها وزير الخارجية الأردني ناصر جودة وحكومته في إقناع مؤسسة الرئاسة الفلسطينية بالحضور للمشاركة في لقاء عمان التفاوضي الأخير، كانت ببساطة التعامل مع محاولة أخيرة قبل الدخول في مسارات المقاومة الشعبية التي يلمح وينظر لها الرئيس محمود عباس منذ عدة أسابيع.

 

على هذا الأساس حضر الفلسطينيون لعمان التي تملك بعيدا عن عملية السلام نفسها مبررات وأسبابا تدفعها للاهتمام باللقاء نفسه ولأسباب أردنية داخلية وإقليمية.

 

بالمقابل يمكن اعتبار ردة فعل القيادي البارز في حركة فتح محمود العالول ظهر امس في رام الله بمثابة الرد الحركي والسياسي على القناعة الفلسطينية المسبقة بأن حكومة نتنياهو لن تقدم شيئا لعباس في الوقت الضائع ولا للمبادرة الأردنية، الأمر الذي يفسر عبارة العالول حول عدم إحراز أي تقدم من أي نوع في عمان وحول قرب انطلاق أو انفجار المقاومة الشعبية، وهي الورقة التي يلوح بها عباس منذ فترة غير قصيرة.

 

بطبيعة الحال لا يمكن لعمان أن تقبل بتحول الفلسطينيين إلى ورقة المقاومة الشعبية عند خاصرتهم الغربية، فذلك وحسبما لمح إليه الوزير ناصر جودة في الكواليس وهو يستقبل الرباعية الدولية، يعني الغرق مجددا في تفاصيل يومية أمنية أخطر ما فيها هو الإعلان الرسمي والشعبي عن نعي عملية السلام وبرنامج الرباعية الدولية والدخول في تفاصيل الانتفاضة والعصيانات المدنية في توقيت حساس ودقيق جدا يمكن أن يعطل كل الترتيبات الأردنية لاحتواء الحراك الداخلي في عمان.

 

يعني ذلك بأن للأردنيين مصلحة سياسية مباشرة في تأجيل اندفاعات عباس ومجموعته نحو خيار المقاومة الشعبية والمدنية خوفا من احتمالات انتقال العدوى للساحة الداخلية الأردنية، التي تعاني أصلا من كل أنواع الفيروسات الديمقراطية والحراكية على حد تعبير رئيس الوزراء عون الخصاونة، الأمر الذي يمكن اعتباره عمليا المبرر الخفي وراء اهتمام عمان بالعودة للعبة التفاوض عبر رافعة الرباعية الدولية.

 

وبكل الأحوال لا يمكن القول بأن عمان هي التي بادرت لترتيب مشهد الثلاثاء في وزارة الخارجية الأردنية كانت تتوقع أصلا نتائج مثمرة، فالوزير جودة وبعد اللقاء الأول اعتبر مجرد انعقاد اللقاء خطوة إيجابية في تصريح دبلوماسي يخفي التشنجات التي حصلت وراء الستارة.

 

وتبين وحسب مصادر 'القدس العربي' أن الوفد الفلسطيني لا يبدو مستعدا للعودة لطاولة المفاوضات 'مجانا' وبدون على الأقل إعلان وقف الاستيطان ولو مؤقتا، في ما لم يحضر وفد نتنياهو بأي تفويض من أي نوع مصرا على أن تبحث كل التفاصيل في المفاوضات نفسها ومكثرا من الكلام عن الإرهاب الذي تشكله حركة حماس ونتائج التفاهم والمصالحة معها، مما دفع الدكتور صائب عريقات لمطالبة الإسرائيليين بحدة عدم التدخل في شأن داخلي فلسطيني، متهما حكومة نتنياهو بأنها من وضعت الرئيس عباس في حضن حماس أصلا بتصرفاتها.

 

حتى الأمريكيون عندما دعموا خطة المبادرة الأردنية الطازجة قالوا مسبقا بأنهم لا يتوقعون نتائج ضخمة. وداخل غرفة القرار الأردنية بدا المشهد أصلا قبل لقاء الثلاثاء وكانت عمان مهتمة بمجرد عقد اللقاء بصرف النظر عن النتائج حتى تبرر النشاط الدبلوماسي المبرمج لأول مرة على أهداف لا علاقة لها بعملية السلام، فعمان مهتمة أصلا بأن تعرف حركة حماس بأن أي تقارب مستقبلي معها لن يكون على حساب علاقتها بالرئيس عباس وسلطته ولا بعقيدتها في مسألة ملف عملية السلام.

 

بهذا المعنى لا يبدو لقاء عمان أردنيا على الأقل أكثر من مهرجان إعلامي له أغراضه الذاتية. أما فلسطينيا فهو ليس أكثر من 'تجربة جديدة' خضوعا لضغط الأردنيين. أما إسرائيليا فهو لا يزيد عن فرصة للتواصل مع عمان واختراقها بعد فترة طويلة من البرود الشديد في العلاقات الثنائية.