محللون: تضخيم قادة العدو لقدرات سرايا القدس مقدمة لمسلسل دموي جديد
فلسطين اليوم-الإعلام الحربي
أكد محللون سياسيون أن تضخيم وسائل الإعلام العبرية، لقدرات المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تأتي في سياق خلق مبررات أمام المجتمع الدولي لتوجيه ضربة عسكرية تكتيكية ضد قطاع غزة.
وكانت مصادر سياسية وعسكرية في ما يسمى " شعبة الاستخبارات" داخل الكيان الصهيوني زعمت في تصريحات صحفية، حدوث تطور نوعي في قدرة المقاومة الفلسطينية الدفاعية والقتالية خلال العامين المنصرمين، في مقدمتهم سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
وأعربت المصادر الصهيونية، عن قلقها الشديد من تطور القدرات الصاروخية لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، والذي باتت تمتلك حسب زعم تلك المصادر لصواريخ بعيدة المدى تصل مابعد مدينة تل الربيع "تل أبيب".
وادعت المصادر"إن حركة الجهاد الإسلامي هي التي تحدد خارطة النار نظراً لتمتعها بشعبية جارفة واحترام شديد بين عموم الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى امتلاكها وقوة عسكرية لا يستهان بها",مشيرة إلى "أن السفينة الأخيرة التي تم ضبطها في عرض البحر الأبيض المتوسط وكانت تحمل أسلحة متطورة لحركة الجهاد الإسلامي".
وزعم الجيش الصهيوني أن الأنشطة المسلحة لسرايا القدس من شأنها أن تشعل الجبهة مع قطاع غزة كلها، فيما ادعت القناة التلفزيونية الصهيونية إن الجيش الصهيوني يراقب منذ فترة طويلة نشطاء الجهاد الاسلامي.
وحذر الجيش الصهيوني من أن "تزايد قوة الجهاد الاسلامي تشكل خطرا على استقرار منطقة الجنوب، وان لم توقف عمليات تسلحها بالصواريخ والاسلحة الاخرى، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى اشتعال القطاع، ويقود الجيش الصهيوني إلى تنفيذ عملية عسكرية أخرى"، على غرار الحرب على غزة في نهاية العام 2008.
السرايا تهدد أمنه
بدوره قال المحلل السياسي، د. رياض العيلة: "إن الاحتلال ينظر إلى حركة الجهاد الإسلامي بشكل دائم على أنها رأس الحربة التي تهدد أمن مغتصباته، الأمر الذي يجعله دوماً يثير حولها الشائعات الدعائية، لتبرير أي ضربة عسكرية يشنها ضد قادة وكوادر الحركة بشكل خاص، عموم الشعب الفلسطيني ".
ويؤكد العيلة إلى "أن الاحتلال يعتبر الجهاد الإسلامي منذ بروزها خطر حقيقي على مستقبل كيانه الهش,لذلك نري دوما أغلب الاغتيالات موجهة ضد قادة وكوادر الحركة الجهادية,الرافضة لأي هدنة مع دولة الاحتلال".
ولفت المحلل إلى أن السياسة الصهيونية العامة تتجه نحو تعزيز الانقسام الفلسطيني بعد أن ظهر توجه ايجابي نحو المصالحة الفلسطينية، في إشارة إلى تصريح لرئيس وزراء العدو، بنيامين نتانياهو، عندما قال لعباس أن عليه أن يختار بين الكيان الصهيوني أو حماس.
للجهاد دور فاعل
أما المحلل السياسي المختص في الشأن الصهيوني، أ. هاني حبيب، فأوضح إلى أن التصريحات الأخيرة لقادة العدو بتضخيم قدرات سرايا القدس تمثل نقطة للانطلاق نحو خلق ظروف مساعدة لتحريك الخيار العسكري نحو غزة, مذكراً بإرهاصات ما قبل الحرب الأخيرة على قطاع غزة نهاية عام 2008 بداية عام 2009م، عندما وسائل الإعلام العبرية الأساليب الدعائية والشائعات الكاذبة عن قدرات المقاومة لتبرير عملية الرصاص المصبوب ضد قطاع غزة".
حول تضخيم الاحتلال الصهيوني لقدرات حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قال حبيب " تصريحات الاحتلال الأخيرة جاءت موجهة إلى الجهاد الإسلامي وجناحه العسكري سرايا القدس لعدة أسباب منها: أن الحركة التي ظهرت في الآونة الأخيرة كفصيل فاعل ومهم في مواجهة الاحتلال على مدار سنوات الصراع,كما انها الفصيل الوحيد الذي يرفض دوما إبرام أي تهدئة مع الاحتلال ".
وأشار إلى"أن التصريحات الصهيونية بحق الجهاد الإسلامي تأتي في سياق توجيه ضربة قاسية ضد الحركة ,ولعلنا شاهدنا خلال الأيام الماضية عمليات الاغتيال المنظمة ضد عناصر السرايا بغزة".
ويؤكد حبيب أن حركة"الجهاد الإسلامي الأكثر استهدافا لأنها من وجهة نظر دولة الكيان تخترق التهدئة فيما بعض الفصائل الأخرى وعلى رأسها حركة حماس تحافظ وبشكل تكتيكي على استمرار التهدئة ,لذلك تتوجه الاتهامات العسكرية والأمنية الصهيونية دوماً إلى الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس".
هذه حقيقة الجهاد
من جانبه قال الباحث في شئون الشرق الأوسط و المحلل السياسي، أ. حسن عبدو في حديثه لـمراسل موقع "الإعلام الحربي":" من الواضح ان سرايا القدس خرجت بكثير من العبر بعد الحرب الأخيرة على غزة وبالتالي أدخلت تحسينات على أدائها السياسي والعسكري", لافتاً إلى ما قام به الجناح العسكري خلال الاونة الاخيرة يدل على التطور النوعي في الإمكانات والدقة في إدارة المعركة.
ويضيف عبدو"سرايا القدس في قصفها للمغتصبات والمدن الصهيونية الأخيرة أدخلت مناطق جديدة تحت دائرة الاستهداف، و ودفعت العديد من التجمعات السكانية للمستوطنين إلى الاختباء في الملاجئ مما عطل الحياة بشكل كامل فيها,الأمر الذي جعل الاحتلال يعود إلى مربع التهدئة ويذعن للمقاومة"، مؤكداً أن سرايا القدس حققت معادلة ردعية الأولى من نوعها في الصراع الفلسطيني مع الاحتلال.
وأكد أن" الشعب الفلسطيني لم يعد أمام هدنة يجبر عليها وإنما أمام هدنة الند بالند والهدوء بالهدوء، ومرتبطة بالسلوك الصهيوني,وهذا ما نلامسه علي ارض الواقع"ن مشيداً بدور سرايا القدس الفاعل في كبح جماح العدو الصهيوني، والدفاع عن أبناء شعبه ضد أي اختراق صهيوني في الضفة الغربية أو القطاع، الأمر الذي يجعله الفصيل الأكثر استهدافا لقادته وكوادره من قبل العدو المتغطرس.
ورأى المحلل السياسي أنه من الطبيعي أن يكون الجهاد الاسلامي على طاولة "الكابينت" الصهيوني ومحل تقييم المحللون والاستخباريون الصهاينة ليعلموا حقيقة أن الفصيل الذي لا زال أكثر قوة وصلابة ويستطيع آن يصل إلى كل المدن الصهيونية".