نفضل الهجوم- معاريف
بقلم: عوفر شيلح
(المضمون: نحن لا نعنى بحماية المعلومات التي قد يحدث كل مس بمنظوماتنا الحيوية ضررا هائلا، وذلك لان العقلية الاسرائيلية تفضل الهجوم الذي تستمده من مجالات اخرى كالحرب العسكرية - المصدر).
في أيار 2011، في كلمته الوداعية لمنصبه كرئيس للمخابرات، قال يوفال ديسكن انه حتى ذاك اليوم لم يشخص هجوم الكتروني على بنية تحتية حرجة في اسرائيل، ولكن هذه نشاطات قد تفسر كاعداد لمثل هذا الهجوم. ليس واضحا ما الذي نعرفه حقا عن نشاط أعداء مختلفين في هذا المجال. في مجالات اخرى يقولون عندنا ان الدفاع الافضل نهايته ان يقتحم اذا كان العدو مصمما وعنيدا بما فيه الكفاية. قول يدل على التفضيل النفسي في اسرائيل للهجوم، المأخوذ من ميدان قتالي مختلف تماما، وليس مؤكدا اذا كان صحيحا تماما بالنسبة لمجال حماية المعلومات الذي لا نهاية له.
اسرائيل هي قوة عظمى عالمية في التطويرات المتعلقة في مجال حرب المعلومات. شركات تكنولوجيا عليا اسرائيلية عديدة – تشيك بوينت هي مثال معروف ومتقدم نسبيا – ولدت في ظل تطبيقات مدنية لافكار ولدت من حاجة حماية أو تحصيل معلومات حساسة. ولكن بين التطويرات المتطورة، بل وقدرة البيع للعالم للحلول بالمليارات وبين الحماية الناجعة للاملاك الحيوية للدولة، توجد مسافة غير قليل من الوقت والكثير جدا من المال.
في جهاز الامن يتحدثون اليوم عن الحرب الالكترونية، الدفاعية والهجومية. حول الملكية في هذا الموضوع دار صراع بيروقراطي غير قليل، حسم أخيرا في صالح شعبة الاستخبارات في الجيش الاسرائيلي. القول الدارج هو أن من يختص في استخدام مجال الحرب الالكترونية لاهداف الهجوم، سيكون ناجعا ايضا في خلق منظومة دفاع. وزير الدفاع ايهود باراك عدد الحرب الالكترونية كمجال ذي مغزى في اطار استعداد الجيش الاسرائيلي للسنوات القادمة؛ الجيش مستعد بالفعل في ظل توجيه ميزانيات لا بأس بها وتجنيد للاشخاص. في أحد الاستعراضات التي قدمها هذه السنة قال باراك ان مجال حرب المعلومات يمكن أن يغير وجه الحرب، ولكن سيستغرق الامر سنوات للدخول في أعماقه، وهو اتجاه الحرب الالكترونية الهجومية، التي بمفاهيم عديدة سهلة ومركزة أكثر من الدفاع عن المعلومات الحيوية.
توجد مشكلتان: الاولى هي ان الحديث لا يدور عن مجال عسكري صرف، بل عن منظومات وطنية بحجم هائل. فيكاد لا يكون شيء ذو مغزى في حياتنا لا يدار بواسطة الشبكات المحوسبة، ومن الصعب تحديد سلم الاولويات: شبكة الكهرباء، المنظومة البنكية، البورصة والطيران هي مجرد أربعة أمثلة على منظومات المس باحداها يمكن أن يلحق ضررا هائلا. كلها تقريبا ايضا تعتمد على الاتصال المتواصل مع الخارج، الامر الذي يجعل من الصعب أكثر حمايتها. تاريخنا في مجالات اخرى يدل على أن للمنظومة العسكرية – الامنية يوجد ميل طبيعي للتركيز على الدفاع عن املاك توجد في حوزتها ومسؤوليتها. ليس واضحا كم هي قادرة او تميل الى الدفاع ايضا عن المنظومات المدنية التي عددها هائل واهميتها ليست اقل.
العائق الثاني هو الميل الاسرائيلي المعروف لتفضيل الهجوم على الدفاع. لدينا تاريخ فاخر، معروف وسري من التسلل الى منظومات العدو وتشويشها. في المجالات المادية نحن سيئون بشكل عام في الدفاع السلبي الذي يتطلب الصبر، الانضباط، الاستثمار في أمور لا تعطي نتيجة، بل في يوم الامر الذي قد لا يأتي، وبالاساس الصيانة والتصرف السليم. الدفاع الالكتروني يرتبط ايضا بالسلوك المنضبط والمرتب للافراد والمنظمات الامر الذي صعب على الاسرائيليين ان يتميزوا فيه حتى اليوم.
من ليس خبيرا يتغذى بهذه الامور بشكل عام من معلومات من مصدر ثانٍ وثالث، بواسطته من الصعب الحكم على الوضع الحقيقي. واضح أن الحديث يدور عن مجال لا يزال في مهده، عندنا وفي كل العالم. واضح أن لدى اسرائيل مزايا، ولكن يوجد لها أيضا قدر أكبر تحتاج الى حمايته، بصفتها دولة متطورة تكنولوجيا ومنفتحة على العالم. ويبدو أنه مثلما في مجال الحماية المادية، الذي اجتاز ثورات فقط بعد احداث باعثة على الصدمة، هنا أيضا لن نعرف أين نحن نقف واذا كنا نسير في الاتجاه السليم الى أن يقع حدث آثاره قد تكون أخطر بكثير من كل ضرر مادي بشخص او بمنشأة.