خبر اسرائيل والسلطة في محاولة لاستئناف المفاوضات -هآرتس

الساعة 09:48 ص|03 يناير 2012

 

اسرائيل والسلطة في محاولة لاستئناف المفاوضات -هآرتس

بقلم: باراك رابيد وآفي يسسخروف

(المضمون: لقاء عمان لا يبعث على آمال كبيرة لا لدى الفلسطينيين ولا لدى الاسرائيليين - المصدر).

        مع صفر توقعات وتخمينات عديدة من الطرفين يصل اليوم مبعوث رئيس الوزراء المحامي اسحق مولكو ورئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات الى عمان. وسيلتقي الرجلان لاول مرة منذ اشهر طويلة تحت رعاية وزير الخارجية الاردني ناصر جودة وبمشاركة مبعوثي الرباعية من الولايات المتحدة، روسيا، الامم المتحدة، والاتحاد الاوروبي.

        أما من دفع نحو هذا اللقاء فهو عبدالله الثاني ملك الاردن. ومن المتوقع للملك أن يسافر بعد اسبوعين الى واشنطن للقاء  الرئيس باراك اوباما لمواصلة البحث في الجمود في المسيرة السلمية. وعلى حد قول موظف اسرائيلي كبير، فان الاردنيين قلقون جدا من ان يؤدي استمرار الجمود السياسي الى اشتعال عنف يهدد استقرار  المملكة ايضا.

        هذا وسيطلب رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات من مولكو في لقاء اليوم ان تنفذ اسرائيل  التزاما قديما لرئيس  الوزراء السابق ايهود اولمرت فتحرر نحو 130 سجين فلسطيني محبوسين في اسرائيل منذ الفترة ما قبل اتفاقات اوسلو. وعلى حد قول الموظف الاسرائيلي الكبير فان اسرائيل ستدرس بادرات طيبة تجاه السلطة الفلسطينية فقط بعد الاستئناف الكامل للمفاوضات المباشرة بين الطرفين.

        وافادت مصادر فلسطينية لـ "هآرتس" بان عريقات يعتزم في اللقاء عرض وثيقتين تتعلقان بمسألتين مركزيتين في المفاوضات – الامن والحدود. وسيعرض عريقات الموقف الفلسطيني من المسألتين وسيطلب ايضاحات  عن الموقف الاسرائيلي، وذلك بعد أن طلبت الرباعية من الطرفين، كجزء من مبادرتها لاستئناف المسيرة السلمية عرض مواقفهما في المسألتين.

        وقالت المصادر لـ "هآرتس" ان تقدير السلطة هو ان اسرائيل لا تعتزم عرض موقفها بوثائق رسمية، ومن هنا سيحدث لها حرج كونها لا تفي بالالتزامات الواجبة عليها. وشددت المصادر على انه لا يوجد في الطرف الفلسطيني توقع باختراق سياسي، سواء بسبب تركيبة الوفد الاسرائيلي أم بسبب سنة الانتخابات في الولايات المتحدة. وبتقديرهم، فانه حتى تشرين الثاني 2012 لن يكون تقدم في المسيرة السياسية.

        وحسب المصادر، فان اللقاء لا يعد استئنافا للمفاوضات بين الطرفين بل حديث ايضاح يرمي اساسا الى احراج الحكومة الاسرائيلية والاستجابة لطلب الملك الاردني. وشددت المصادر على أنه في 26 كانون الثاني سينتهي الموعد الذي عرضته الرباعية لاستئناف المسيرة السلمية بين الطرفين. وقالت انه "بعد 26 كانون الثاني توجد أمامنا سبل عديدة يمكننا ان نتخذها ونفكر كيف سنعمل".

        وقال وزير الدفاع ايهود باراك امس في لجنة الخارجية والامن وفي كتلة الاستقلال في الكنيست ان اللقاء هو "مفاوضات على المفاوضات". وعلى حد قوله، يرمي اللقاء الى الاستيضاح اذا كان هناك على الاطلاق احتمال في الشروع في محادثات مباشرة ذات مغزى بين الطرفين في مسألتي الحدود والامن.

        واشار باراك الى أنه على اسرائيل أن تمتنع عن وضع تراها فيه الاسرة الدولية مسؤولة عن فشل المسيرة السلمية. "من الحيوي من ناحيتنا بانه حتى لو لم تتحقق تسوية، ولا يوجد يقين في أن تتحقق، ان يعرف جيراننا واصدقاؤنا في العالم والجمهور في اسرائيل على حد سواء بان حكومة اسرائيل فعلت كل خطوة مناسبة وممكنة دون المس بالاعتبارات الامنية والمصالح الحيوية في محاولة للوصول الى تسوية"، قال. "استمرار الهدوء على الارض واستمرار الصراع الناجع ضد المساعي لعزل اسرائيل تتطلب استمرار المسيرة السياسية".

        وعشية لقاء ممثلي الرباعية مع مولكو وعريقات وصل الى رام الله المبعوث الامريكي للمسيرة السلمية دافيد هيل، والتقى برئيس السلطة ابو مازن. وأوضح الاخير لهيل بانه ملتزم بتقدم المسيرة السلمية، ولكنه كرر شروطه في أن على اسرائيل أن تجمد البناء في المستوطنات وتوافق على ادارة المفاوضات على اساس حدود 67 مع تبادل للاراضي.

        وعلى خلفية اللقاء بين مولكو وعريقات، دعت أمس حركة حماس السلطة الفلسطينية الى مقاطعة محادثات السلام مع اسرائيل. فقد قال الناطق بلسان الحركة سامي ابو زهري ان محادثات مشابهة جرت في الماضي فشلت. "هذه اللقاءات هي عودة الى مسار فشل على مدى السنين".

        والى ذلك، زار أمس رئيس وزراء حماس في القطاع اسماعيل هنية في تركيا سفينة مرمرة التي شاركت في الاسطول الى غزة قبل سنة ونصف. ويزور هنية تركيا كجزء من جولته الاولى في العالم العربي منذ سيطرة حماس على القطاع في 2007.

        والتقى رئيس الوزراء التركي اردوغان امس مع هنية وهنأ بتقدم مساعي المصالحة في السلطة الفلسطينية. وشدد اردوغان على انه على فتح وحماس ان تتوصلا الى توافق بينهما على وجه السرعة.